كُتاب الرأي
التنمر على مواقع التواصل الاجتماعي!!
التنمر على مواقع التواصل الاجتماعي!!
إن المواجهة وجهًا لوجه هي من أوضح الأمور التي قد نراها في حياتنا؛ لأن في هذه الحال يكون كل طرف مدركًا لمن هو أمامه، يعرف من عدوه أو خصمه، ويكون واضحًا للملأ أن فلانًا يكره فلانًا أو يناقضه في أمور وآراء معينة.
هذا ما كان متعارفًا عليه في السابق، لكن مع ظهور الاختراعات الإلكترونية وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح من السهل على أي شخص أن يشتم غيره وأن يستعرض عضلاته أمام بقية متصفحي الموقع ذاته أو الصفحة ذاتها.
يأتي أحدهم ليجلس فيتصفح مواقع وأخبارًا وغيرها، وكلما رأى شيئًا لم ينَل إعجابه أو لم يتقبله اختار أن يهاجم كاتب المنشور أو أن يقلل من قيمته، فإن كان عالمًا عدَّ نفسه أعلم منه، وإن كانت صورة خُيِّل إليه أنه الأجمل منها ومن الجميع، وإذا عرض أحدهم فكرة انتقده بحجة أنها فكرة سخيفة أو قديمة وقد تبادرت إلى ذهنه قبله لكنه لم يعرضها.
ناهيك عن التنمر على الشخص في ما يخص وضعه الاجتماعي دون أن يأخذ في الحسبان وقع تلك الكلمات على قلب المتلقي ونفسيته.
لا تنسَ أن الجميع له مشاعر وعليك أن تحترمها، ولو لم يعجبك شيئًا في أحدهم فعليك بالنصيحة ولها طريقتها وأسلوبها.
ومن نصح شخصًا فلينصحه بحب ولطف، فاللين أسهل الطرق للتقبل وإصلاح الغير وإرشاده إلى الأفضل والأصلح، وله تأثير معاكس لتأثير التنمر بطبيعة الحال.
ليس كل الناس بالمزاج ذاته في الوقت نفسه، وليس لهم ردة الفعل نفسها.
وبما أن أوضاعهم مختلفة في ما بينهم وكذلك شخصياتهم؛ فإن طريقة استقبالهم لتنمرك متفاوتة، قد يتشجع أحدهم ويرد عليك بالمثل، وقد يتجاهل تعليقك آخر، لكن قد تكون سببًا في اكتئاب أحدهم أو أن يصل به الأمر إلى الانتحار.
قد يكون الكاتب مريضًا نفسيًّا، وربما كان يعاني من ألم ويرى في الكتابة ملجأً، قبل أن تتنمر وتفتخر بقلة حيائك وانعدام الأخلاق لديك جرِّب أن تضع سبعة أعذار لصورة لم تعجبك بدلًا من السبعين.
حاول أن تتقبل وجهة نظر الغير بصدر رحب بدلًا من العناد وفرض رأيك مع الاستخفاف برأيه وأنت لا تعلم كم تعب لتحصيل معلومات أو أخبار ليضعها في منشور لتأتي أنت وتقلل من قيمة مجهوده، وأنت الذي لم تتحرك من مكانك وقد لا تفتح كتابًا أو تقرأ عُشر ما قرأه ثم تنكرت عليه.
