قاعدة ( 80 / 20 ) للحياة

قاعدة ( 80 / 20 ) للحياة
العقلية الإنتاجية التي تقود في المجالات المختلفة كالتربوية والاجتماعية والثقافية والزراعية والصناعية المنتجة لا تؤمن في مجالاتها إلا بالإنتاج المميز ؛ والمواصفات العالية ؛ فيما تقدمه!.
سواء كان ذلك الإنتاج منتجاً مادياً ملموساً أو خدمات تقدم بصورة وطريقة مثلى تراها في خطوط إنتاجها على مدار الإنتاج والإبداع.
ويتنافس البشرية فيما يملكون ويقدمون ويصدرون من المنتجات في كميات الإنتاج وجودته ، من أي منتج ! يملكون مواده وموارده الخام ، وما لديهم من المعارف والمعلومات والمهارات الحياتية الكافية في التعامل مع تلك المواد الخام في كل شيء وتحويلها إلى منتجات عالية الجودة غالية الثمن تمتلك المواصفات العالمية المميزة على مستوى العالم .
لذا ظهرت التنافسية في مجالات عدة واكتسبت زخماً كبيراً وأصبحت المقاييس والموازيين والمعايير التي تقاس عليها الأمم المتقدمة من حيث الوفرة والإيجاد للإنتاج موجودة ؛ وأخذت تتجه نحو التجويد والإتقان في المنتجات التنافسية ، وفي صناعة الجودة في غزارة إنتاج وتنوعه رغم كل التعقيدات والتحديات والصعوبات العالمية .
الإنسان في حقيقته هو منتج بديع وفريد ؛ ولديه من الطاقات والقدرات والملكات والمواهب التي جهزه بها ربه تبارك وتعالى ليصنع من تلك القدرات والطاقات والمواهب العالم الذي يريده الله تعالى أن يصنعه ! وكل ذلك في طريقة عملية تطبيقية هدفها إعمار وتعمير الأرض ، وتحويلها مع التحديات والصعوبات والعقبات إلى جنات النعيم من صناعة الإنسان الحقيقي ، وتلك من الغايات الكبرى من وجوده على سطح كوكب الأرض الجميل .
تتسابق العقول والأفكار في تأطير النجاح ، ووضع خطوات ومراحل وإجراءات وقواعد وقوانين تضبط الوصول إليه وتسهله كذلك ، وتجعل للآخرين خارطة طريق أو خطوط عريضة يسهل وصول الطامحين من الناس إلى مقاصدهم ووغاياتهم النبيلة ، كل ذلك يصعد ويدفع بالبشرية المسافات الجديدة نحو الطموح والأمل ونحو الوصول إلى مدائن الأحلام التى يرسمها الناس في عقولهم وقلوبهم وأرواحهم.
تتعدد وتتلون وتختلف العقول والأفكار البشرية في النظر إلى الكون الكبير والحياة والإنسان ؛ وذلك باختلاف زوايا الرؤيا، والثقافة والتربية والتعليم والتنشئة والطبيعة البشرية السليمة، والهمم العالية الكبيرة ، ولكن المهم ان الجميع يسعى حثيثاً لإدارك أسرار التقدم والإزدهار الحضاري وبناء الحضارة الإنسانية الأصيلة الجميلة الملهمة الواعية والتي في رأيه تقود وتسود وتدوم على عمر الكوكب الجميل.
من القواعد التي يقف ناشدو النجاح عندها طويلا والتي يعرفها أكثر الناجحين والمميزين عملياً وتطبيقاً في واقع الحياة ، قاعدة عالم الإقتصاد الإيطالي ( فيلفيردو باريتو ) والتي تقول :
( 80 / 20)
في عالم الأعمال تعني قاعدة باريتو أنّ 80% من مبيعات الشركة تأتي من 20% من عملائها، وليس هذا فقط، بل أيضا 20% من موظفي مبيعات الشركة مسؤولُون عن 80% من المبيعات الإجمالية للشركة، ولتقريب الصورة أكثر، إذا كانت شركة تملك 1000 عميل فإن 80% من إيراداتها تأتي من 200 عميل فقط، ولهذا يُستحسن أن تركز الشركة خططها على ال 200 عميل الذين يمثلون مصدر أرباحها من أجل حفظ جهدها ووقتها.
كذلك يمكن تطبيق هذه القاعدة على جميع المجالات الحياتية المختلفة والمتباينة في الحياة الإنسانية ولكن حسب الضوابط والقواعد المحددة والتي تصلح لان تطبق فيها وعليها .
فمثلا في المجال :
أولاً: الشخصي الفردي ( 80% ) من أهداف الإنسان التي يحققها :
قد يكون سببها ( 20%) من التركيز والعمل والبذل والتضحية والإيجابية والصبر والتحمل .
ثانياً: التربوي والتعليمي للإنسان ( 80 % ) من نتائج ومخرجات هذا المجال يحققها ( 20 % ) من الإهتمام والتركيز والجهد والمثابرة
ثالثاً: السكن وبناء المنزل (80 % ) من هذا المخرج يحققه (20 % ) من الجهد والتركيز والإدخار مع الزمن .
رابعاً: الاجتماعي للإنسان ( 80 % ) من العلاقات الاجتماعية المختلفة الناجحة يحققها ( 20 % ) من الإهتمام والتواصل الاجتماعي.
وتتعدد نتائج تطبيقات قاعدة ( 80 / 20 ) على مجالات الحياة المختلفة بتعدد تلك المجالات المختلفة ، والذي يجب أن يعلم ويفهم من تطبيق هذه القاعدة أو تلك هي نسبية النجاح ؛ وأن الإنسان يمكن أن يحقق أعلى درجات النجاح في حياته لكن بنسب متفاوتة وفي المجالات التي ينال حظه في النجاح والتفوق فيها ! ومهما كانت الجهود التي تبذل لأجل النجاح والتفوق لن تتجاوز نسبة نجاحه
( 80 % ) أبداً ، وهذا عن البشر جميعاً ، وفي كل ما مجالات الحياة المختلفة.
لذا على الإنسان الحقيقي أن يقبل بنسبية النجاح ؛ وأن يعمل في برنامج ومشروع حياته على تلك الحقيقة المطلقة.
يقول الشاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبي رحمه الله تعالى:
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
المصلح والمستشار الأسري
د.سالم بن رزيق بن عوض.
أحييك دكتور سالم على هذا الطرح الرائع الذي يعكس عمق فهمك للعقلية الإنتاجية وأهميتها في مختلف المجالات. لقد نجحت في تسليط الضوء على القيمة الحقيقية للإنتاج المتميز، وكيف يمكن للتنافس على الجودة والابتكار أن يرفع من مستوى الحياة الاقتصادية والاجتماعية. مقالك يبرز أهمية الاستثمار في المعرفة والمهارات لتحويل الموارد إلى منتجات ذات قيمة مضافة. شكرًا لك على هذا التحليل المميز 👍👍
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعادة مديرة تحرير صحيفة آخر أخبار الأرض
القديرة والكريمة الأستاذة ابتسام الجبرين
شكرا شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
على المقال ، وعلى القراءة العميقة له ،
وعلى الكلمات الصادقة والمعبرة التي أثنيت بها
على محتوى المقال .
وجزاكم الله تعالى عنا خيرا…
وإلى الأمام دائما وابدا…