كُتاب الرأي

التَّسوقُ الإلكتروني بين الضَّرورة والاحتيال

التَّسوقُ الإلكتروني بين الضَّرورة والاحتيال

بدلاً من أن تذهب إلى السوق فإن السوق سيأتي إليك، هكذا سهلت التكنولوجيا عملية التسوُّق بفضل تطبيقات التواصل والمشاركة التي أتاحها الإنترنت، إذ بات بإمكاننا أن نتبضع ونختار ثم نشتري ما نريد من المتاجر الإلكترونية وعبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي في كل وقت ومن أي مكان في العالم.
لقد شكلت هذه المتاجر الإلكترونية امتدادًا حتميًّا لأسواقها ومراكزها الحقيقية بغرض التسويق لمنتجاتها والتعريف بها من جهة، وجذب أكبر قدر من الزبائن من جهة أخرى، بما يضمن لها في الأخير تحقيق أهدافها الربحية، أما من ناحية المستهلك فإن التسوق عبر الإنترنت بات ضرورة عصرية فرضت نفسها بإلحاح لمواكبة مختلف التطورات الحياتية لما لها من مكاسب تعود على الزبون المستهلك، فلم يعد عليك التجول وقضاء وقت طويل في البحث عن سلعتك أو طلبك المفضل وتحمُّل زحمة الطوابير الطويلة في الأسواق التقليدية وإضافة تكاليف جديدة تضاف إلى سعر السلعة أو المنتج المُشترى من تكلفة مواصلات وتنقل، كما وفر التسوق الإلكتروني عناء تنقل الأطفال مع الوالدين إلى المتاجر التقليدية وما يُسببه ذلك من تعب وإرهاق، فكثيرًا ما يضع الأبناء والديهم في حالة إحراج أمام أصحاب المحلات والباعة من خلال إصرارهم على شراء كل ما تلمحه أعينهم من ألعاب أو ألبسة أو حلويات، ويفضل الأشخاص العاملون وأصحاب الوظائف ذات الحجم الساعي الكبير هذا النوع من التَّسوق لسهولته وأريحيته وإمكانية القيام به حتى وهم في مكاتب عملهم، دون أن ننسى فئة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ممن يجدون صعوبة في التسوق التقليدي.
لكن هذا النوع من التَّسوق لا يخلو أيضًا من المخاطر والمساوئ، فكثيرًا ما يتفاجأ العديد من المستهلكين ممن اشتروا سلعًا عبر المتاجر الإلكترونية أنها لم تكن متوافقة مع ما طلبوه من حيث الجودة أو العلامة التجارية، كما قد يقع ضحية للنصب والاحتيال من طرف حسابات إلكترونية مزيفة، لذلك فإن الحرص كل الحرص من الشركات الوهمية والحسابات المزيفة التي تستهدف سرقة بياناته أو هويته واستغلالها في السرقة والسطو على حسابه البنكي، ناهيك عن الأمور القانونية والإدارية التي على الزبون أن يكون ملمًّا بها خاصة عندما يتعلق الأمر برغبته في شراء عقارات مثلًا أو مساكن جاهزة، وما يترتب عليها من دفع أموال طائلة بغرض امتلاك بيت أو شقة، لذلك على الزبون أن يكون على دراية كافية بسمعة المؤسسة أو المتجر الإلكتروني الذي يتعامل معه حتى لا يكون لقمة سائغة في فم المتحايلين والخارجين عن القانون.

عبدالعليم مبارك 

عبدالعليم مبارك

أديب وكاتب رأي مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى