كُتاب الرأي

طفولتي

أ / سمير الفرشوطي

وجدت نفسي أغوص في بحر الذكريات، أستعيد لحظات طفولتي الثمينة التي لا تُقدر بثمن. تلك الأيام الخوالي حين كانت البراءة تملأ قلوبنا والفرح يغمر أرواحنا الصغيرة. كنا نعيش في عالم خاص بنا، لا نعرف فيه التفرقة بين ولد وبنت، فالجميع أصدقاء في ملعب الحياة.
الحارة مسرح مغامراتنا أتذكر جيداً تلك الحارة التي كانت مسرحاً لمغامراتنا اليومية.
كانت الشوارع الضيقة تضج بضحكاتنا وصيحاتنا، ونحن نركض بين أزقتها بلا هموم أو مخاوف.
كنا نجتمع كل يوم، وكأننا على موعد مع السعادة، لنبدأ رحلتنا في عالم الألعاب الشعبية التي لا تنسى.
ألعابنا الشعبية المحببة
السبع حجار من بين تلك الألعاب التي كانت تملأ أوقاتنا، لعبة السبع حجار. كنا نجمع الحجارة بعناية، ونبني بها برجاً صغيراً، ثم ننقسم إلى فريقين. كان الهدف هو إسقاط البرج بالكرة، ثم إعادة بنائه قبل أن يتم اصطيادنا. كم كانت تلك اللحظات مليئة بالإثارة والتحدي
الحجلة ثم هناك لعبة “الحجلة” التي كانت تختبر توازننا ورشاقتنا. كنا نرسم مربعات على الأرض، ونقفز بين تلك المربعات على قدم واحدة، محاولين الوصول إلى النهاية دون أن نفقد توازننا. كانت ضحكاتنا تملأ المكان كلما سقط أحدنا أو فقد توازنه.
أما الزقطة ، فكانت لعبة المطاردة المفضلة لدينا. كنا نركض بين الأزقة والشوارع، نختبئ خلف الأبواب والأشجار، ونحن نشعر بقلوبنا تخفق بشدة من الحماس والخوف اللذيذ من أن يتم اكتشافنا.
طاق طاق طاقية وكيف يمكنني أن أنسى “طاق طاق طاقية”؟ تلك الأغنية الجميلة التي كنا نرددها ونحن نجلس في دائرة، نخفي الطاقية خلف ظهورنا، ونحاول خداع بعضنا البعض. كانت لحظات مليئة بالمرح والضحك الذي لا ينتهي.
دق الحابي دق الحابي كانت لعبة أخرى عزيزة على قلوبنا. كنا نختبئ ونترك شخصاً واحداً ليبحث عنا. كان الفرح يغمرنا ونحن نراقب من مخابئنا، ونحاول الوصول إلى نقطة الأمان قبل أن يتم اكتشافنا.
نط الحبلة وأخيراً، “نط الحبلة”، تلك اللعبة التي كانت تجمع بين المهارة والإيقاع. كنا نقفز فوق الحبل المتأرجح، نغني ونضحك، ونحاول البقاء أطول فترة ممكنة دون أن نلمس الحبل.
خاتمة اليوم، وأنا أرى الأطفال يلعبون في الشوارع، أشعر وكأن عقارب الساعة تعود بي إلى الوراء.
تلك الذكريات الجميلة تبقى محفورة في قلوبنا، تذكرنا بأيام البراءة والفرح البسيط. طفولتنا كانت مليئة بالمغامرات والضحكات، وستظل دائماً جزءاً عزيزاً من هويتنا وتاريخنا الشخصي.

كاتب رأي

 

سمير منصور الفرشوطي

كاتب رأي وإعلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى