كُتاب الرأي

التشهير بسوء المنتج!!

التشهير بسوء المنتج!!

نظرًا إلى توسع دائرة المصانع والشركات واعتماد الناس على الملابس الجاهزة في حياتهم اليومية وفي مناسباتهم، كثرت البراندات وحارت الناس حول الأفضل من بينها والأنسب على اختلافها بين لباس نسائي ورجالي وملابس خاصة بالأطفال.
ومن المعروف أن المنافسة بينها شيء طبيعي ومعروف وهذا سبب رئيسي في السعي نحو التحسين وكل منهم يطمح أن يكون الأفضل في الساحة.
لكن ظهور فكرة جديدة على هذه الساحة جعلت الوضع يلاقي رفضًا من الكثيرين وهو ما سنناقشه في مقالنا هذا.
مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، فإن التشهير بمنتج أثار استياء المشتري سواء بسبب سوء جودته أو بسبب التعامل أصبح شيء متداولًا.
قد تطغى العاطفة على الناس فيدافعون عن ظالم دون أن ينتبهوا، لكن الحق لا بد أن يظهر في النهاية.
أن يكون صاحب المنتج مشهورًا لا يعني أن نشوِّه سمعته في المكان الذي هو باب رزق له ولغيره، خاصة إذا كان ذلك بغير وجه حق.
فمثلًا فلان يكره فلانًا صانع المحتوى ويعلم أن لديه مصنعًا أو محل ملابس فيذهب ويشتري منه ملابس ويشوهها أو يفسدها ويعيدها إلى المحل بحجة أنها مغشوشة، ولو رفض العامل أن يعيد المنتج، أخذ هذا الرجل وصور الحدث ونشره للعالم على أنه مظلوم ولم يحصل على حقه؛ لأن الماركة تابعة لفلان ولأنه مشهور فهو متكبر ولا يتعامل بما يرضي الله.
صحيح أن هناك مَن لا يتقي الله في عمله ويبيع منتجاته بأسعار مرتفعة مع أنها ذات جودة متوسطة وقد تكون أقل من المتوسط، لكن لا يمكننا أن ننكر أن هناك ماركات عربية تنافس الماركات العالمية في الجودة، أليس من الظلم أن تنكر نجاح أحد لأنك تحمل له حقدًا أو كرهًا؟!
ما ذنب هؤلاء؟ تلك العائلات التي تكسب قوتها من تلك المحلات وتكون أنت سببًا في قطع أرزاقها.
من المهم أن نقول للمجتهد أحسنت، تلك القطعة التي تصلك قد مرت على سلسلة من المحطات والأيادي وكل واحد ممن مرت عليه يجتهد بحب وإخلاص ويراعي الله في عمله ثم يأتي شخص يريد تلفيق التهم بغيره وينكر عليه.
خلاصة القول: مَن أخطأ في حقك فوكل أمره إلى الله ولك أن تنصحه وليس أن تشهِّر به كي لا ينصب على غيرك من الناس، لكن الخطأ كل الخطأ في التشهير خاصة بغير وجه حق، فقط لأن فلانًا المشهور (صانع المحتوى) لا يعجبك محتواه، هنا أنت الخاسر؛ لأن الحق سيظهر حتمًا وإن ظلمه شخص واحد فسينصفه مئة.
لذلك فلا تجعل نفسك سببًا في قطع أرزاق الناس أو أن تلعب دور المظلوم في قضية كنت فيها أنت المذنب الوحيد.
تسامح مع نفسك وبدلًا من أن تلهث وراء إطفاء نور أحدهم، حاول أن تشعل نورًا لنفسك.

عبدالعليم مبارك

عبدالعليم مبارك

أديب وكاتب رأي مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى