كُتاب الرأي

(هل تخلت ايران عن ذيلها في لبنان)

اللواء/ محمد سعد الربيعي

تتوالى الضربات الإسرائيلية الموجعة لحزب اللات وسط بكائيات زميره الذي إختفى في سراديب سفارة ايران بعد حادثة البياجر .
اليوم المستهدف هو خليفة فؤاد شكر (ابراهيم عقيل ) ، وهو ذو تاريخ إرهابي بإمتياز ، وكلا الهالكين كانا على صلة قوية بزميره قائد الحزب ، وعقيل هذا كان من ضمن خلية عماد مغنية (الذي إغتالته اسرائيل في بداية الثورة السورية في دمشق ) وكان ( مغنية) وراء تفجير قوة المارنيز الأمريكية في بيروت عام 1983م، وكذلك اختطاف الطائرة الجابرية 1988م، وإستهداف موكب أمير الكويت عام 1985م.
مايتم تداوله الان يشير لهلاك قادة الصف الأول في قوة الرضوان التي يقودها عقيل والبالغ عددهم عشرون قيادياً حزبياً .
كما أن مايحصل في لبنان وطهران من ردود أفعال هو سكوت موتى القبور ، حيث لم نسمع لخامئنئ صوت منذ بدأت الأزمة الاخيرة ، وكذلك حرسه الثوري ، أي منذ إغتيال فؤاد شكر ، وإسماعيل هنيه الى الآن ، وماتلى ذلك حتى حادثة البياجر التي قصمت ظهر زميرة وحزبه منذ يومين ماضيين، إختفى صوت ايران ومعها ذنبها في لبنان ، وكذلك في المليشيات العراقية والحوثية ، وأصبح كل منهم يتحسس على رأسه عما إذ هو باقٍ على رقبته أم لا!
لايختلف إثنان أن ايران تخلت عن ذنبها في لبنان ، وتركته وحيداً يواجه مصيره في ظل شن الضربات المتتالية عليه من اسرائيل ، وهو أيضاً ماسيحصل مع أي ذنب آخر ، وخاصة عندما تفتح نافذة لايران مع امريكا في محاولة للحفاظ على المكتسبات التي حصلت عليها (ايران) من الحزب الديمقراطي وقادته ( اوباما-بايدن) .
بالتأكيد ايران تخشى المواجهة مع اسرائيل ، وتخشى أن تستهدف منشأتها النووية ، وأهدافها الاسترتيجية التي ستصلها يد اسرائيل بكل سهولة ، وهو ماحدى بإيران ان تقول لأذنابها في منطقة الشرق الأوسط (إذهبا فقاتلا فإنا هنا قاعدون ) .
لاتستطيع ايران المواجهة فهي دولة ضعيفة تستقوي بمليشياتها التي خلقتها في الدول العربية ، وهي تنقل ساحة معركتها لمقرات ودول أذنابها ، وبالتالي لن نرى هجوماً ايرانياً يعيد لها كرامتها ، ومايؤكد ذلك هو اختفاء زعيق ايران ، وقادة حرسه الثوري الذين تواروا بعد إغتيال هنية ، وكأنهم ينتظرون القدر في حدوث عارض أمني في اسرائيل وينسبونه لأنفسهم ، هذا ماتنتظره ايران ، أو أن تقوم المليشيات العراقية التي بدأ البعض منها بالتخلي عن الاشتباك مع اسرائيل وامريكا بمحاولة إماطة اللثام عن ايران لمعرفة ماتريد أن تذهب اليه في ظل هذا السكوت المريع ، بينما قد تقوم بعض المليشيات العراقية بإرسال الصواريخ التي تتساقط في صحراء الانبار وقبل وصولها للاهداف المقصودة لغسل وجه ايران المعرض للصفع الاسرائيلي .
أما الحوثيين فقد أخذوا درساً في الحديدة ، وفهموه جيداً، على الرغم من نفوق الكثير من عناصرها في بيروت جراء أحداث بياجر حزب الشيطان .
اذاً نجاح اسرائيل في قصم ظهر حزب الله قد يؤدي به ( الحزب ) لابتلاع هذه الهزيمة النكراء ، وإنكشاف كذبه بدعم قتال غزة ، وإنكفائه للداخل اللبناني في ممارسة تقزيم لبنان وإحكام السيطرة عليه في ظل ضياع الحكومة اللبنانية!

كاتب رأي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى