وتبقى أوجاعنا على سطور الصمت باقية

سلوى البلادي
وتبقى أوجاعنا على سطور الصمت باقية
قد نكتب خواطرنا كي لا نختنق بالصمت، لكن أحيانا نكثر الكتابة ونختنق بالكلمات.
فبرغم كل شيء نقوله ونكتبه يبقى في القلب أشياء أكبر من أن تقال؛ ففي قلب كل منا غرفة مغلقة.
نخاف طرق بابها حـتى لا نبكي ؛ فليس كل هادئ خالي البال وليس كل صامت لا يبالي.
ففي هدوء النفس وبين خباياها هناك حكايات من خلف أسوار الصمت و ذكريات لا تنسى أكبر و أعمق من أن تصفها كل الكلمات و اللغات؛ فلنا حياة داخلنا تختلف تماما عن الحياة التي يرانا فيها الآخرون، فخلف كل صمت حكاية لا نريد أن نبوح بها.
في وقت الشدة نحتاج إلى لحظة هدوء إلى هدنة مع الحياة ، إلى صمت يكتم ضجيج الروح، إلى نغمة هادئة تغمرنا بـالهدوء أو عزلة نعيد فيها حساباتنا.
ننصت لصوت العقل والقلب معا ؛ لـنشعر بـبعض السكينة و نستعيد أنفاس الأمل في الحياة.
أحيانا نحتاج لهدوء لا يشبه هدوء الوحدة، نحتاج لشيء كالبحر يسمعنا بصمت ولا يجادلنا؛ ليس لأننا ضعفاء بل لأننا بشر، ينقلب حالنا، تختلط مشاعرنا، تتعب قلوبنا لكننا و الله أقوياء .
لا أحد يعرف كم مرة هزمتنا الحياة ولكن قاومنا.
لا أحد يعرف كم مرة بكينا ليلا مع أنفسنا.
لا أحد يعرف كم نعاني لنظهر هذا الاتزان.
لا أحد يعرف الثمن الذي دفعناه لنصل لهذا الحد من البرود.
لا أحد يعرفنا لا أحد يعرف شيئا عن معاركنا مع الحياة.
فالصمت ليس أن تقبض على لسانك، الصمت أن تقبض على قلبك ولا تشكي أوجاعك إلا لله سبحانه.
كاتبة رأي وإعلامية