الأنماط الشخصية للمصلح الفعال
إنّ القدرة على حل المنازعات بين الأطراف وتحمل الخصومات والسعي إلى تهدأة النفوس البشرية أثناء الخصومات وامتصاص ما فيها من الحنق والغضب والصراخ والوصول بها إلى حل رضائي يرضى به جميع الأطراف ويصلوا من خلاله إلى توثيق ذلك بينهم ؛ يُدعى هذا المفهوم ب( المصالحة ) ، والذي يقوم بقيادة وإدارة هذه
العملية ب( المصلح ) .
وللصلح والمصالحة أهمية كبيرة كما ورد في :
اولاً : القرآن الكريم :
فقد وردت آيات كثيرة تحث على الصلح والمصالحة بين الأزواج والزوجات ، وبين الإخوة والإخوة ، وبين الجيران وجيرانهم ، وبين أهل النزاع والخصومة ، وبين الناس كآفة حين التنازع والتخاصم والفرقة ؛ ومن ذلك قول الله تعالى :
( فاصلحوا بينهما ). وقول الله تعالى : ( لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا
ثانياً: السنة المطهرة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة، قالوا: بلى. قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة) وفي رواية: (لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين) رواه الترمذي وصححه الألباني.
وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: (أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: اذهبوا بنا نصلح بينهم) رواه البخاري. قال ابن حجر في “فتح الباري”: “في هذا الحديث فضل الإصلاح بين الناس وجمع كلمة القبيلة وحسم مادة القطيعة، وتوجه الإمام بنفسه إلى بعض رعيته لذلك.
إن من أهم أنماط شخصيات المصلحين والمصلحات
هي السمات والصفات العامة للشخصية الصحيحة السليمة والتي تؤثر في السلوكيات والتصرفات والأقوال والأفعال الصادرة منها وكذلك في اللقاءات والحوارات والأحاديث مع الناس كآفة سلبا أو إيجابا.
ومن تلك السمات والصفات الشخصية للمصلح أو المصلحة:
أولاً: المصلح أو المصلحة العملي التطبيقي المباشر:
فهو تنفيذي و عملي وتطبيقي ومبادر و سريع في الإنتهاء من العمل ، صاحب إنجاز و متقن للأدوار والمهام والمسؤوليات وسريع في التخطيط والتنفيذ له إنجازات وإبداعات لكنها سريعة.
بالنسبة لتنفيذ المهام والمسؤوليات المنوطة به يقوم بها بدقة وسرعة فهو يجدول الطلبات بسرعة ،
ويطلع على مجمل المرفقات ،ويطلع على ملخص الخلاف بسرعة ، ويحدد ما ينقص الأطراف من المعلومات والبيانات ، ويبدأ الجلسة بسرعة .
ويتحدث مع الأطراف ، ويطالب بالاختصار قدر المستطاع !
والالتزام بالوقت والزمن المحدد ؛ إذا تأخر الأطراف عن الجلسة أو أحدهما ، ولو كان الزمن من ستة إلى سبعة دقائق أو نصف الوقت فإنه يغلق الجلسة ! .
ويطالب الأطراف بالصلح والمصالحة وهو خير لهم .
تحتاج هذه الشخصية من المصلحين والمصلحات إلى :
الهدوء والتروي والصبر على الأطراف .
ويفضل لهؤلاء المصلحين والمصلحات
تنفيذ الجلسات الفردية مع الأطراف قبل الجلسات الجماعية.
ثانياً: المصلح أو المصلحة التخطيطي المنظم :
هو مبادر و عملي و تطبيقي و منظم ويخطط وعملية التنفيذ تأتي منظمة ، عادة قبل جدولة الطلبات ينظر إلى جدوله اليومي والعائلي حتى يبني الجدولة بعد الإطلاع على المرفقات والبيانات وكذلك ملخص الخلافات ينظم جدول طلبات الصلح والمصالحة.
و دقيق في تنفيذ الجلسة ؛ يدخل قبل الأطراف ثم يستقبل كل طرف يسأل ويدقق على البيانات والمعلومات واللوائح والقوانين.
ممكن يغلق الجلسة إذا لم يحضر الوكيل ما يثبت الوكالة يذكر الأطراف بالوقت والزمن.
يشعر الأطراف معه أنهم أمام القاضي في الحزم والصرامة إذا تأخر أحد الأطراف عن نصف الوقت ممكن يغلق الجلسة ، يركز على الأنظمة واللوائح والقوانين فقط .
هؤلاء المصلحون والمصلحات هم منجزون
لكن أكثر الطلبات لديهم تنتهي بتعذر الصلح أو إغلاق الطلب.
ثالثاً: المصلح أو المصلحة التعبيري:
هو مرح بشوش ، يكاد ينشر البهجة والسرور والسعادة والأمل عبر الصوت في جلسة الصلح والمصالحة، ينفذ الجلسات وينشر البشر والتفاؤل والسرور والسعادة.
ينظم جلسات الصلح والمصالحة .
يبدأ الجلسة ويرحب بالأطراف يتحدث كثيرا لهم
يستمع للأطراف على حساب الوقت الزمن للجلسة
ربما دخلت الجلسة الثانية على الأولى وهو يسمع .
يحاول الحل والوصول إليه من الجلسة الأولى.
يطلع على بعض المرفقات وكذلك ملخص الخلاف
يحب يسمع من الأطراف الخلاف ويسعى للحل.
هؤلاء المصلحون والمصلحات هم منجزون لكن
تتأخر لديهم الطالبات وتنتهي أكثر الطلبات بالصلح أو الإغلاق.
رابعاً: المصلح أو المصلحة الودي :
هؤلاء المصلحون والمصلحات هادؤون ، مرحون
ينفذون الجلسات الفردية بعناية كبيرة وعظيمة.
قد يتأخرون في جدولة الطلبات
قد تتأخر بعض الطلبات لديهم .
هم حريصون على الصلح والمصالحة
لذلك تطول لديهم الطلبات إلى أطول مدة ممكنة .
يحتاجون الدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع في
سرعة جدولة الطلبات ، التخطيط للجلسات
التخطيط للتنفيذ ، توثيق الطلبات اولا بأول.
الإنجازات محدودة ، يتعبون في طول مراحل إصدار وثيقة الصلح ويطلبوا المساعدة والدعم بصورة متأخرة جدا .
تلك أبرز صفات وسمات المصلح / المصلحة الفعال .
