كُتاب الرأي

عداوة الأخِلّاء

✍🏻حصة الجهني

قال تعالى ﴿ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا﴾ ( الفرقان : 28)

علمتني هذه الآية :
أنه عندما تحين ساعة الفراق والرحيل لن تجدي الأمنيات ولن ينفع الندم!
فقدعرضت هذه الآية وماسبقتها من آيات صورة حية مفزعة ،تجسد قصة مؤلمة في عرصات يوم القيامة . تصور حال من لم يجعل الإيمان والتقوى ميزانه في اتخاذ الصاحب والخليل.
وقد استوقفتني ألفاظ هذه الآية بإيحاءاتها التي تصور بالغ الندم والتحسر فها هو الظالم اليوم يدعوعلى نفسه بالويل والمرء لا يدعو بذلك إلا إذا كان ما هو فيه أشد من الويل والهلاك !
كما أن التمني لا يكون إلا لأمر يستحيل حصوله فهو يتمنى أنه لم يكن التقى ذلك الخليل الذي أورده مواطن السوء والهلاك وسوء العاقبة ،وهو يعلم يقينا أن هذا الأمر لن يتحقق،فتعظم حسرته ويتفاقم شعور الندم بداخله !
ونجد التعبير القرآني”فلانا خليلا” والتي تصورعمق الألم ومرارة الخيبات .
كلمتان بينهما حياة من الندم والأسى تصل ما كان بما أصبح الآن ! فبعد أن كان الخليل الذي لايهنأ إلا برفقته ومصاحبته ويلزمه كظله في الدنيا -والخُلَّةَ أَرفعُ المَقاماتِ وأَعلاها لِلمُحبِّين – والتي يقول عنها صلى الله عليه وسلم ” لوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي “، فلم يأتي التعبير في الآية بالصديق مثلا ليدل على عمق العلاقة بينهما .هذا الخليل اليوم من شدة بغضه وكرهه له لا يذكر اسمه ولا يتلفظ به لأنه السبب في ثبوره وهلاكه . فأي ندم أشد من ذلك؟!

وبعد هذه الوقفات :
انتقوا رفقتكم حتى لا تأتي تلك اللحظة التي تنطق ألسنتكم بزفرة مؤلمة (ياويلتى) فالاعتراف بالخطأ لا يُجدي بعد فوات الأوان!
وجالسواالأخيار فمجالستهم تصحيح مسار،وتعديل سلوك “والمرءعلى دين خليله” .
فأحسنوا الاختيار فإما حامل المسك او نافخ الكير.
وتذكروا أنكم من تخطون أحداث قصتكم !.

كاتبة رأي وقاصة وشاعرة

حصة محمد الجهني

كاتبة رأي وقاصة وشاعرة

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى