كُتاب الرأي

(أجل هناك بيوتٌ مطمئنةٌ)

(أجل  هناك  بيوتٌ مطمئنةٌ)

أحيانا  كثيرة   تصحب  الإنسان  في  بيته  وعمله ومجلسه الأخبار والأحاديث   المؤذية والمؤلمة  عن  مشكلات الحياة الزوجية والأسرية  ! وعن  ارتفاع  نسب الشكاوى  المقدمة  منهم  للمحاكم   في وزارة  العدل   ! وعن  الطلاق  والخلع ! وعن  المشكلات   الزوجية والأسرية  بين  الأصهار  والأرحام !
وترى  وتسمع بعض  سفراء  أبليس  وهم  يتفكهون   بنقل تلك الأخبار  والوقائع والآلام والأحزان  والمصائب الحقيقية بين الناس  ، واليوم  في بعض وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا  صحيح  أن  هناك  العديد  من  المشكلات الزوجية والأسرية  ! هذا  صحيح  أن  هناك  العديد  من التحديات والصعوبات والعقبات  بين الأزواج والزوجات  ! هذا   صحيح  أن  هناك  نسباً   للطلاق والخلع  بين الأزواج والزوجات  ! هذا  صحيح   أن لقنوات التواصل الإجتماعي  والقنوات الفضائية  الأثر  السلبي الكبير  على  الأزواج والزوجات  وقد  تساهم  في  زيادات  نسب  العنوسة  ! وكذلك  نسب الطلاق والانفصال  والتفكك والانهيار الأسري   !
أجل  هناك  أعداد  من  البنات الصالحات الطهارات   يؤجلن  قرار  الزواج  خوفاً وهلعاً  من أفكار  ووسواس  أكثرها  غير  صحيحة  ؛  وأكثرها  إبليسية  شيطانية !
أجل   هناك  أعداد من  البنين الصالحين يخافون  ويهلعون   من ذكر  فقط  كلمة  الزواج  !  ويرون  في  أنفسهم  وذواتهم   أنهم  أمام  كابوس كبير  وعظيم  !  ويمكن  أن ينهي   هذا   الكابوس  سعادتهم  وحياتهم !
كل  ما  سبق  صحيح  !  وموجود   في كل الأسر   والعوائل  ! وفي كل  المجتمعات   ! وفي كل  دول العالم والقارات   !
لكن  الأصح  من  ذلك  كله  !!
أن  هناك  أعداداً كبيرة  وكثيرة  من الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات   يعيشون  في هدوء وطمأنينة وعافية وهداية وستر وفلاح  وسعادة !
أجل  هناك  المئات  والألوف  من  الأزواج  الكرام  والزوجات الكريمات  الكيسات   يعيشون  الحب  والمحبة والمودة والرحمة والعطاء والبذل والتضحية والتفاهم   !
أجل هناك  الكثير  والكثير   من  الأزواج  والزوجات  الذين  يتقبلون  بعضهم  ويحبون  بعضهم  ويضحون   لأجل  بعضهم  !
إن  العمارة التي  تسكن  فيها  !  ويسكن  فيها   الكثير  من  الأسر والعوائل المباركة  لا  أحد  يعرفهم  !  ولا يهتم  بهم  أحد   !  لكنهم  هم  الذين  يهتمون بأعمالهم ووظائفهم وزوجاتهم  وأزواجهم   وتربية  أولادهم  ؛  هؤلاء  هم  البيوت الآمنة المطمئنة الجميلة الهادئة الطيبة !
أفتح  نافذة الطائرة  وأنت تحلق  في آخر  الليل  ، و على  أرتفاع  قريب  من  أي  مدينة من  المدن  ! أنظر   !  وركّز ! وتأمل  !  وأدر   الفكر  والتفكير  العميق   في تلك  البيوت الطيبة  التي  ترى   أنوارها    !  في  تلك  العمائر  الكبيرة  الضخمة !  في  تلك  المخططات الجميلة  الهادئة  والتي تحتوي  على عدد  غير  قليل من   المساحات  والمسافات الكبيرة  والواسعة ، والفلل  الكبيرة  والصغيرة  ؛  كلها  ملآى بالأسر  الكريمة والعوائل المحترمة التي  ترفل  حياتها  في  الهدوء  والسكينة والراحة والسلامة والاستقرار والهدوء والأمن والأمان  !
هذه  الأحياء  الضخمة  في  المدن الكبيرة  والصغيرة  تفاخر  بالليل  والنهار   أن  فيها  الأزواج  الأفاضل  والزوجات الفاضلات   هم  يتلذذون  بالصحة والسلامة والعافية  والأمن والأمان  ولا  هم  لهم   بعد  الإخلاص  في أعمالهم ووظائفهم   إلا  التربية والتنشئة والتعليم والتهذيب السليم لأولادهم!
أجل  هناك بيوتٌ مطمئنة ٌ  أمام  فلتك الجميلة الهادئة  !  أو أمام عمارتك  الواسعة  !  أو  أمام  شقتك  المباركة   !
ربما  تكون  الأسر  والعوائل المحترمة  المطمئنة الجميلة الهادئة الطيبة  قريبة منك !  قد  تكون تلك العاملة المنزلية  لديها  تلك الطمأنينة !
قد  يكون  العامل المنزلي أو السائق لديه تلك الطمأنينة  في نفسه  وبيته وأسرته ومجتمعه  !
أجل  هناك بيوتٌ  مطمئنةٌ  على  طول  شارعك  الذي تسكن في آخره  أو  في  مقدمته  !  أجل  هناك  بيوتٌ مطمئنة ٌ   حول المساجد والجوامع  الكبيرة  والصغيرة  !
أجل هناك بيوتٌ مطمئنة ٌ  في كل  الأحياء  ! أجل  هناك  بيوتٌ مطمئنة  في كل  المدن  !
أجل   هناك  بيوتٌ مطمئنة  فوق  كل  أرض  طاهرة مباركة  آمنة مطمئنة وتحت كل  سماء  صافية جميلة وممتعة !!
قد  يكون  بيتك  أنت  أو أنتِ   ؛   من  البيوت  الطيبة المطمئنة الجميلة؛  إذا  أردت  وقررت   يكون  لديك   بيتٌ مطمئن ..!!
فشغلك الشاغل هو  تأمين جميع  الاحتياجات الضرورية والأساسية  من  المآكل والمشارب والمساكن والمراكب وإدخال  السرور على  أسرتك  الكريمة  وعائلتك  المحترمة !
وكذلك  تصنع  الطمأنينة  في صحبتك  لأولادك   إلى  المسجد  وإلى  المدرسة وإلى  النادي  وإلى الجامعة   !
  هكذا   تصنع الرجال  الأبطال والنساء الكرام من بطون وقلوب وأرواح  البيوت الطيبة المطمئنة.
قال  الشاعر  العربية الكبير  إيّليّا أبو ماضي   :
هُوَ عِبءٌ عَلى الحَياةِ ثَقيلٌ
      مَن يَظُنُّ الحَياةَ عِبءً ثَقيلا
وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ لا يَرى
          في الوُجودِ شَيئاً جَميلا
أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ
    كُن جَميلاً تَرَ الوُجودَ جَميلا  !

المصلح والمستشار الأسري

د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى