عقدة الشعور بالدونية في المجتمعات العربية والإسلامية

🖋️ د. عبدالعزيز رداد الحارثي
عقدة الشعور بالدونية في المجتمعات العربية والإسلامية
قد تشعر كثير من المجتمعات العربية والإسلامية بالدونية أمام التقدم العلمي والطبي والثقافي والعسكري المذهل والثراء المادي الكبير في الدول المتقدمة الكبرى مقابل مظاهر الجهل والتخلف والفقر في بلدانها. ويجب معرفة أسباب تلك الهزيمة النفسية وعلاجها حتى تتحرر تلك المجتمعات من عقدة الشعور بالدونية.
ومن أهم الأسباب هو الصراع العربي الإسلامي الإسرائيلي. فالسياسة الإسرائيلية العدائية وحروبها التوسعية التي تخوضها على مدى عقود من الزمن بدعم لا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وخروجها منتصرة منها هو من أهم العوامل التي أدت إلى الشعور بالدونية لدى شعوب العالم العربي والإسلامي. كما أن ذلك الصراع هو عامل مزعزع رئيسي لاستقرار ونمو دول المنطقة خاصةً تلك التي دخلت في حروب مباشرة مع إسرائيل.
كما أن للنفوذ الإيراني الكبير في عدة دول عربية والأحزاب العسكرية التي أسستها ودعمتها فيها دور مهم في زعزعة استقرار ونمو تلك الدول وأحد عوامل الشعور بالدونية.
بالإضافة إلى ذلك، وباستثناء دول الخليج العربي وعدة دول أخرى، فإن الفشل الذريع لكثير من الحكومات المتوالية في تحقيق الاستقرار والنمو والتطور في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وضمان حياة كريمة ومستقبل مشرق لشعوبها أدى إلى انتشار الجهل والفقر والفساد وهجرة العقول والكفاءات وإيجاد حالة من اليأس والتشاؤم في مجتمعاتها والإحساس بالدونية أمام دول العالم المتقدم.
يجب أن يكون الإصلاح الداخلي هو الأولوية القصوى لدى الحكومات في دول العالم العربي والإسلامي وذلك بتحقيق الأمن والاستقرار وترسيخ دولة القانون والنظام ومكافحة الفساد بكافة أشكاله وضمان الحريات وحفظ الحقوقوتمكين العقول والكفاءات الوطنية والاهتمام بقطاع التعليم والبحث العلمي لتتمكن من الانطلاق وتحقيق نهضة شاملة تزدهر من خلالها أوطانها ومجتمعاتها وتتخلص من عقدة الشعور بالدونية.