كل عام وانتم بخير
لنجاح خطط موسم الحج
ولعيد الاضحى نرفع التهاني
لمقام قيادتنا والشعب السعودي ولأمتينا العربية والإسلامية.
في شهر من اشهر الحرم كما قال تعالى :-
﴿إن عِدَّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حُرُم﴾.
امتداداً لتاريخ أهل هذه البلاد ..
حيث كانت القبائل توقر اشهر الحرم بالسلم فلا إغارة أو تحريض ولا هجاء بينها، تعظيماً لله ولمقدساته ،و تميز شهر ذي الحجة تُقام فيه شعائر الحج
و تعظيم البيت العتيق،
بلا شعارات و لاهتافات غوغائية
او تسييس أو تعظيم لأحد، إلا لله وحده لاشريك له ، تقيداً بما ورد بالقرآن والسنة لتفرغ الحاج لعبادة الله وحدة لاشريك له
إبتغاء عفوه ورضاه وغفرانه ،
بلارفث ولافسوق ولاجدال في الحج ،
وبالمشاعر تلتقي حشود
قاصدي البيت العتيق ،
كانوا بالماضي يأتون للحج بعد التقاء ثقافي بسوق عكاظ أواخر ذي القعدة قادمين إلى مكة لأداء الحج وللوقوف يوم الحج الأكبر
في عرفات، والعاشر العيد حيث شُرعت الأُضحية طاعة لله تخليدا لحكاية أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام.
وخدمة البيت وسقاية الحاج مفخرة تشرف بها العرب واهل هذه البلاد منذ عصر الجاهلية ،
الى العهد الإسلامي ثم الى العهد السعودي الزاهر ، وكلٌّ جيل قد فعل و سعه بحسب إمكاناته في عصره.
ومن بداية العهد السعودي
يذكر التأريخ أن جد الأسرة الحاكمة ال سعود الأمير إبراهيم بن موسي بن ربيعة بن مانع المريدي الذي تولى الحكم في الدرعية عام 981هـ -1573م، أولى اهمية لضبط الأمن
و تأمين طرق القوافل والحجاج .
وتؤكد ذلك مراسلات بعض الأئمة من الحكام آل سعود ، أن قيام دولتهم على حفظ الأمن ونشره في مختلف أرجاء البلاد، و يسمى حينذاك (الأمنية) كما ورد بخطابات الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود
حيث نص خطابه إلى والي العراق بقوله؛ “وأما الأمنية لا نزال نقاتل عليها حتى جعلنا الأرض كلها لله وجميع المسلمين مشتركون فيها، وصار الذئب لا يقدر يضر الشاة في أحكامنا”. ويؤكد الإمام سعود لوالي بغداد العراق علي باشا الكتخدا، أنه متعهد بتحقيق الأمن للحجاج بقوله؛” ألا تتعرض للحجاج الذين يأتون إليك من طرف العراق مع الأمنية العمومية في جميع الطرق. ..
وهنالك وثيقة من سلطان المغرب المولى سليمان بن محمد العلوي إلى الإمام عبد الله بن سعود آخر ائمة الدولة السعودية الثانية، حيث أرسل له رسالة مفادها الشكر لله، ثم شكر الإمام على تأمين الطرق والسبل وتأديب القطاع والنهاب فقال؛ “من ملكه الله أزمة العرب، وقيادتها فأحسن سياستها وأصلح سيرتها ومهد بلادها ويسر على يديه حسنة أمن السابلة من القطاع والنهاب، وحصل في الدواوين أفضل جزاء وحسن مآل”. وهناك غير هذه النصوص التي تجمع أن هدف قيام الدولة على يد آل سعود إنما لباعث أمني، وتنظيم الحياة الاجتماعية بالعدل
فالأئمة لم يتعرضوا لتغير معتقدات الناس، ولم يلزموا أحداً باتباع مذهبهم. وهكذا المجتمع السعودي يبذل وسعه مع القوافل التي تأتيهم للحج وحمايتها وتيسير وصولها إلى الأماكن المقدسة وكذلك قيادة أميري الدرعية وهما مقرن وربيعة ابناء مرخان بن إبراهيم بن موسي بن ربيعة وحجهم في عام 1039هـ – 1630م.
أما كسوة الكعبة الشريفة تُعد من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، حيث يرتبط تاريخ المسلمين بكسوة الكعبة المشرفة وصناعتها وبرع فيها أمهر العاملين في هذا المجال في العالم الإسلامي، تسابقوا لنيل هذا الشرف العظيم. كساء الكعبة الآن هو من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب، تُكسى به الكعبة ويتم تغييرها مرة في السنة، صبيحة يوم عرفة.
الحكمة من كسوة الكعبة أنها شعيرة إسلامية، وهي إتباع لما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام من بعده، فقد ورد أنه بعد فتح مكة في العام التاسع الهجري كسا الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الكعبة ، و نفقاتها من بيت مال المسلمين. وهكذا استمرت عبر العصور الإسلامية دونما انقطاع إلى عهد المؤسس جلالة الملك الإمام / عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ،
أصبحت صناعة كسوة الكعبة عبر دار خاصة بمحلة أجياد بمكة المكرمة عام 1346هـ. وتم فيها أول حلة تصنع في مكة المكرمة.
كسوة الكعبة المشرفة تستبدل في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام. تواصل الاهتمام في صناعة الكسوة وتطويرها حيث انتقل مصنعها عام 1397هـ
إلى مبناه الجديد بأم الجود
وجُهز بأحدث المكائن المتطورة في الصناعة، وظلت حتى الآن تصنع في أبهى صورها.
و بكل الأحوال يجدر بنا الفخر وياله من فخر يشهد بذلك كل منصف ويخلده التاريخ للأجيال .
ونختم بالصلاة على نبينا محمد
واله وصحبه ..
ونسال الله يتقبل للحجاج حجهم
ويعيدهم لبلادهم سالمين غانمين
بذنباً مغفور وسعياً مشكور .
وباسمي و القراء الكرام
نرفع التبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه ولصاحب السمو الملكي الامير
محمدبن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ولحكومتهم الرشيدة ايدهم الله ولكل مسؤول بالمنظومة الوطنية ولكل حاج شريف أشاد بما رآه،
بعين العدل والإنصاف لما تقوم به حكومتنا ايدها الله من جهود مشرفة ،كما نشد على يد كل من شارك بخدمة الحجاج شكراً وإجلالا..
الكاتب اللواء م /
حزام بن سعيد ال فاهده
مستشار امني وخبير استراتيجي
ومدرب مدربين معتمد
