حنين بلا عنوان

وقف في الزاوية ذاتها التي كانا يلتقيان فيها دائمًا، حيث اعتادت أن تصل قبل الموعد بدقائق، تلقي عليه نظرة عتب ناعمة لأنه تأخر، رغم أنه لم يكن يتأخر أبدًا. اليوم، لم تكن هناك، ولن تكون أبدًا.
مرت السنوات، لكنه لم يعتد الغياب. كل الأماكن التي جمعتهما تحولت إلى أطياف ثقيلة، تسكنه أكثر مما يسكنها. لم يكن السؤال: “لماذا انتهى كل شيء؟” فقد عرف الجواب منذ اللحظة الأولى. كان السؤال الحقيقي: “لماذا لم يكن هناك طريق آخر؟”
حين التقيا، كان كل شيء ممكنًا، إلا أن يبقيا معًا. لم يكن الحب وحده كافيًا ليكسر الموانع، فهناك قرارات لا تُتخذ بالقلب، وحواجز لا تسقط برغبة واحدة، مهما كانت صادقة.
حاول أن يقترب يومًا، أن يجد ثغرة واحدة في جدار المستحيل، لكنه اصطدم بحقيقة لا يمكن تغييرها: الآخر هناك، لكنه لا يستطيع أن يكون هنا. ليس لأن المشاعر تغيرت، بل لأن الحياة قررت أن تضع بينهما حدودًا لا يمكن عبورها.
لم يعد يحاول الآن. اكتفى بأن يحمل الحنين في قلبه، أن يسمع صوته في الصمت، أن يراه في الوجوه التي لا تشبهه، أن ينتظر بلا أمل، ويشتاق بلا عنوان.
زايده حقوي
كاتبة رأي ومؤلفة
استاذ معلا السلمي
ممتنة لمرورك الكريم الذي زاد كلماتي جمالًا.. شكرَا لذائقتك الراقية
أستاذي القدير محمد الفريدي
ممتنة لمرورك الكريم وسعيدة بأن كلماتي راقت لك ونالت اعجابك.. شكرًا لرُقيك المعهود ودعمك الغير مستغرب وانه لشرف عظيم لأحرفي هذا التعقيب ولقد زدتها جمالاً بكلماتك الندية.. دام حرفك شمعة تنير درب الأدب
كاتبة صحيفتنا المميزة، والمشرفة على زاويتي الخواطر والقصص القصيرة، الأستاذة زايده حقوي، كم أنتِ بارعة، أستاذة، في صياغة المشاعر وتحويلها إلى كلمات تنبض بالحياة.
قصتكِ هذه ليست مجرد قصة، بل لوحة أدبية مرهفة، تتسلل إلى القلوب بهدوء، وتترك أثرا لا يُمحى.
صورتِ ببراعة مشاعر الفقد والحنين، حيث لم يكن الغياب مجرد حدث عابر، بل حالة يعيشها البطل، تأسره في دائرة لا خروج منها.
كل كلمة في قصتكِ حملت إحساسا عميقا، وكأنها تنطق بصوت من لم يجد سبيلا آخر سوى الاحتفاظ بالذكرى والمضي بها.
جمال طرحكِ لا يكمن فقط في الفكرة، بل في الأسلوب الرشيق، واللغة العذبة التي تلامس الأعماق، فتجعل القارئ يشعر وكأنه يقف هناك، في تلك الزاوية، يشاهد من بعيد اللقاء الذي لم يكتمل، ويحس بصدى الكلمات التي لم تُقل.
بالفعل، كان إشرافكِ على زاويتي الخواطر والقصص القصيرة في الصحيفة قرارا في محله، وإضافة قيمة لها، تضمن بقاء الإبداع حاضرا، وتمنح المشاعر مساحتها الحقيقية على الورق، وتعكس تجارب إنسانية تحمل صدق الإحساس وعمق الرؤية التي تتمتعين بها.
دمتِ متألقة، سيدتي، ودام قلمكِ مبدعا يلهمنا.
أبو سلطان
للأستاذة زايدة حقوي
مقالك يحمل بين سطوره شجنًا هادئًا يمسّ القلب ويجعل القارئ يعيش لحظات الفقد وكأنها جزء من تجربته الشخصية وصفك لمكان اللقاء وتحوله إلى ذكرى ثقيلة يجسد كيف تصبح الأماكن شهودًا على المشاعر حتى بعد رحيل أصحابها ما يميز هذا المقال هو العمق العاطفي الذي يتجاوز مجرد الحنين إلى التساؤل عن حتمية بعض النهايات وكيف أن الحياة قد تفرض علينا واقع لا يكون للحب فيه الكلمة الأخيرة مقالك يجعل القارئ يشعر بأن الشوق ليس مجرد إحساس بل حالة يعيشها الإنسان في كل تفاصيل يومه
مقال مؤثر وعميق يشد القارئ حتى آخر كلمة
شكرًا لك على هذه الكتابة التي تمس الروح.
اخوكم معلا السلمي