نادي القصة

( عناد الخشب)

قصة قصيرة جداً ..

كرسيان خشبيان
قد بدت عليهما علامات الشيخوخة والهرم،
مثبتان بجوار الجانب الأيمن من الحديقة ..
ارتديا وشاحاً خشناً ، مصنوع من وريقات خريفية صفراء اللون ،
تساقطت من شجرة الحديث الصامتة المتدلية فوقهما ، بأغصانها الذابلة الجافة المهشمة ..
استأذن الليل مسلماً عله يؤنسهما بنسائمه الباردة الحانية ، فتزهر شجرة الحديث بينهما مرة أخرى ،وتعود الألفة إليهما وليالي المنادمة والأنس الماضية ،
غير أنهما استمرا في العناد والصمت الخشبي القاتل ، كل واحد منهما ازداد قسوة وغلضة وجفوة ..
غضب الليل وغادر مزمجراً ، وأبت الشمس بعده أن تشرق من جديد..

بقلم القاصة / فتحية علي

فتحية علي

كاتبة وقاصة و شاعرة ومشرفة ( قيثارة الالهام )

‫5 تعليقات

  1. قد اصبحت كل حديقه بزاويتها اليمنى كرسيان خشبيان لايريدان تغيير شيئا من وضعهما فهكذا ارادو وهكذا استمروا ولذلك ابت الشمس ان تظهر ولذا اصبحنا غرباء😔 لله درك ياستاذه فتحيه كم تهبين كل قصه بدائع من التصوير الجميل المميز🩷

  2. أتوقع أن الصمت الخشبي أصبح من صفاتنا كبشر نمارسه منذ وقت طويييل ، دون أن نعي أننا نمارسه ، ما أكثر ماتوقفنا عند المواقف دون أن ننبس ببنت شفة ، لم يكن مهما وقتها أن توضح أي فكرة أوتعلل موقف أو على الأقل تدافع عن نفسك ، أصبحت قناعة أنه لم يعد هناك مايستحق أويهم ، سلمت الأنامل أستاذة فتحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى