حلا ❤️ والرياضيات 🤍

نعيمة البدراني
حلا ❤️ والرياضيات 🤍
قد تأتي الدنيا عليك دفعة واحدة في موقف واحد، وتقتلك كلمة تنطلق بلا مراعاة وكأن هذا ما كان ينقصك لتموت، كمحاولات للتخلص مما تبقى منك. بضع عروق تنبض بالصبر تحاول السيطرة والوقوف في وضع الثبات.
وفي العمل كالعادة، مكان ممتلئ بالأجساد المنهكة وطاقات على وشك النفاذ، ماذا ننتظر؟
عليك أن تتمسك بالصبر وتصمت، وهذا ما لا أستطيعه ، أقابل الرصاصة برصاص، والكلمة بعبارات ، خلقني الله هكذا في وضع القتال إذا أُوذيت، وهذا أمر مُتعب، وخاصة مع من لا يبالي، احترقُ وهم ينفخون الرماد.
اليوم أنا مرهقة وقلقة ، ألم بوخز حقيقي يطال قلبي ورئتي التي راهنتُ على بقائها سليمة من الليل حتى الصباح.
كنت سأقصد مشفى صباحا وأسابق أيديهم (لكمامة) التنفس، أضعها على وجهي وأستنشق أكبر كمية هواء ممكنة على هذا الكوكب لأتنفس.
كل ما أريده هو التنفس، كحاجة فطرية تُلزم الحياة، أريد الحياة أواجه بها اختناقًا حقيقيًا، اختناقًا يتزامن وفصل الشتاء الذي يسرف في دفع موجات البرد لصدري حتى يعلن الأخير انهزامه بالصفير المتقطع.
لكنه يوم اختبار ، ساعتان وأعود للمنزل واستريح ، نوبة السعال المفرطة لا تزال آثارها باقية في اختناق صوتي ، صوت لم يسمح لي اليوم إلا بالدعاء الخفي مع سماع الآذان والإقامة ورنين منبه هاتفي بالتوفيق والتسهيل في يوم مختلف كيوم اختبار.
اختبار الرياضيات حيث حلا ، لك أن تتخيل من هي حلا؟ قطعة من روحي وثمرة فؤادي ، فاق حبها كل شيء عرفته في هذه الدنيا و سأعرفه ، استعصت عليها رموز هذه المادة العجيبة التي لم أحبها يومًا. تركتها منذ سنوات مذ اخترت القسم الأدبي، وتركت القسم العلمي وشأنه كفرصة هروب من كل شيء مبهم ومعقد وغير واضح كما أراه أنا.
رغم محاولاتي العديدة أن تترك ابنتي هذا المسار وشأنه، إلا أنها عنيدة وتراه طريقًا للوصول لهدف آخر يحدد مجال التعليم الذي ترغبه، وتركتها كما رغبت.
كمية ألم أحملها منذ أسابيع من الرياضيات وغيرها، والآن جسد ملقى بلا طاقة وبلا عافية بعد كل الجهد والبذل والعناء والخوف والتوتر حيث كنت أعيشه معها.
أنهينا المادة ودرسنا كل القوانين، واستعنتُ برفيقة لي تساعدنا في شرح ما يصعب علينا فهمه، باستعانة بالمواقع والأوراق والملخصات، والباقي على الله وهو ولي التوفيق، ختمنا الدراسة بهذا ونمنا.
واليوم، وعند باب مدرستها، رأيتها تخرج بعين دامعة، فتحت الباب الخلفي وصعدت، لمستُ يدها الباردة، حيث وضعتها على المقعد الذي أمامها كوسادة اتكاء بصحبة رأس منهك بعد ساعتين في قاعة اختبار ، عرفت أنها لم تحسن الأداء أو لم تحصل على درجة عالية كما أرادت.
شكتْ واشتكتْ وضحكتْ وتنهدتْ، وناولتني مجموعة مشاعر مُبكية دسّتها في قلبي وصمتتْ.
وأخذتُ دور أكبر موجه تربوي يواسي ويهون الأمر، ويتحدث بقلب أم تحمل أعظم حب لا يُوصف ولا يُكتب، ولن يعيشه قلب إنسان إلا قلبي.
نايمة هي في ظهيرة حزينة لي ولها، وبينما أنا أختم قصتي هذه، سمعتُ صوت ابنتي الصغرى ضاحكة تنادي ببشارة الدرجة المكتملة حيث حالفها الحظ في اختبار رياضيات في مكان آخر.
كاتبة قصص و خواطر
لافض فوك كاتبتنا المبدعة👍
وسلامة قلبك من الوجع💕