بين أخلاق تحرجك واخلاق تجرحك

سويعد الصبحي
بين أخلاق تحرجك واخلاق تجرحك
في حياتنا نلتقي بأشخاص يتركون فينا أثرًا عميقًا لا بكلامهم فقط بل بأخلاقهم.
بعضهم يُحرجك بأدبه بتعامله الراقي بحلمه حين تغضب وتجاوزه حين تُخطئ.
لا يرد الإساءة بمثلها ولا يرفع صوته حتى حين يُظلم.
يجعل من أخلاقه مرآة ترى فيها تقصيرك دون أن ينطق بكلمة لوم.
هؤلاء هم من يُحرجونك بأخلاقهم… فتشعر بأنك بحاجة إلى أن تعتذر لا لأنهم طلبوا ذلك بل لأنهم ارتقوا فوق ردّ الإساءة فشعرتَ بصغرك أمام كِبَرهم.
وفي الجهة الأخرى هناك من (يجرحك بأخلاقه ) يبدو لطيفًا في كلامه حسن المظهر وربما حتى صاحب مكانة أو علم… لكنك مع الوقت تكتشف أن أخلاقه مجرد واجهة وأن خلف الكلمات الهادئة طعنات وخلف المجاملات نفاق وخلف الابتسامة جرح.
يبرع في إخفاء نواياه لكنه لا يُجيد ستر أفعاله.
فتُصاب بالخذلان لا لأنك توقعت منه الكثير بل لأنك ظننت أن الأخلاق كانت حقيقية.
المؤلم أن كلا النوعين (خلوق ) لكن أحدهم صادق حتى في صمته والآخر بارع في التمثيل.
في النهاية، الأخلاق ليست مجرد كلمات تُقال ولا سلوك يُمارَس أمام الناس فقط.
الأخلاق الحقيقية تظهر في لحظات الخلاف في وقت الغضب وعند امتلاك القوة فكن ممن يُحرجون الناس بأخلاقهم لا ممن يجرحونهم وهم يظنون أنهم يُحسنون صنعًا.
كاتب رأي وإعلامي
مقالة تُكتب بماء الذهب، لأنها لامست الحقيقة التي كثيرًا ما نتجاهلها في تقييمنا للناس. نعم، الأخلاق لا تُقاس بالكلام الجميل ولا بالمظاهر الهادئة، بل تُكشف في المواقف، في لحظات الغضب، وفي ردة الفعل على الإساءة. كم هو مؤلم أن تُخذل ممن ظننت أن خُلقه يعكس جوهره، وكم هو مُلهم أن تتعلم من أولئك الذين يُحرجونك برُقيّهم، فيجعلونك تعيد النظر في نفسك لا فيهم. ليتنا نكون ممن يترك خلفه طيب الأثر لا أثر الطعن. شكراً لهذه الكلمات التي تحيي فينا المعنى الحقيقي للأخلاق.
تحياتي لقلمك المبدع
شكرًا من القلب يا فاطمة على هذا التعليق الذي لا يقل جمالًا وعمقًا عن المقالة نفسها.
كلماتك تنم عن وعيٍ راقٍ وفهم عميق لمعاني الأخلاق الحقيقية التي نحتاج إليها في هذا الزمن.
بالفعل أجمل الدروس تأتي من ردة الفعل لا من رقة الكلام.
أسعدني مرورك وألهمتني عبارتك: (ليتنا نكون ممن يترك خلفه طيب الأثر لا أثر الطعن).
تحية تقدير لروحك النبيلة وقلمك العذب.