كُتاب الرأي
(نهاية حزب البعث المقبور )

حكمت أسرة الأسد، حافظ وابنه بشار سوريا لما يزيد عن خمسون عاماً، كانت حياة السوريين فيها حياة بؤس، وظلم، وإضطهاد، وشبيحة، ومخابرات، وقسوة، وسجون تحت الارض، وفوق الارض، وقتل، وإعدامات، في سجون سرية، ومقابر جماعية، وكيل تهم لكل من ينبس ببنت شفة ضد النظام ، عاش السوريون حياة مليئة بكل أنواع العذاب، والتخلف، ناهيك عما كان يواجهه الشعب من مصادرة حقوق، وتكميم أفواه، وتسلط بوليسي، وتدمير نفسي ممنهج، وتضييق ديني، وإحلال شعائر دينية دخيلة، وهدم كل مايمت للإسلام الحقيقي بصلة.
كانت سوريا رأس حربة للنظام الفارسي المقيت، الذي دمر المنطقة ومعها سوريا، ولبنان، وجعل هاتين الدولتين مكاناً للتطبير، والتشيع المجوسي الفارسي، وعاث فيها فساداً، بأذنابها، وأياديها القذرة .
كانت سوريا عدوةً للتضامن العربي، وللوحدة العربية التي تدعي حمايتها.
كل تلك الأعمال هي ما كانت تمثله خيانة عائلة الأسد البعثية النصيرية القذرة التي دمرت سوريا، وشعبها، من أجل إشباع رغباتهم الملوثة بالعمالة، والحقد الدفين لكل ماهو إسلامي أموي، وهي عقدة شيعية متأصلة في كل عدوً للدين الاسلامي الحنيف.
من يشاهد المناظر البشعة التي خلفها هذا النظام يصاب بالدهشة، والحزن، والقنوط، لما كان يتعرض له المواطن السوري، وكذلك العربي الذي رمت به الأقدار، بين يدي شبيحة نظام الأسد، من أهوال العذاب في السجون السورية ، ومخابئها، وزنازينها، ومكابسها التي يكبس بها المعتقلون في السجون !؟ وما يلحق بها من تحليل تلك الجثث بمواد الأسيد، والمناشير التي تقطع بها أجسام الموقوفين ! الخ .. من تلك الأعمال الإرهابية التي كانت تمارس ضد المواطنيين السوريين، وخلافهم الذين كان يقبض عليهم على أبسط التهم، بل على وشايات من عناصر الأسد المخابراتية.
من المبكر جداً أن يعرف كل ماكان يجري ويحدث في هذه الدولة من قتل، وظلم، وإغتيالات بالجملة، وبناء سجون سرية ومعلنة، في كل مدينة ومحافظة، وكأن سوريا أُعدت لتكون سجناً كبيراً بمثابة دولة مزيفة !؟
من المبكر جداً أن يتم إكتشاف ماكان يجري في سوريا ضد شعبها المُعتقل، وضد كل من زار هذه الدولة، أو تصادف أن يكون فيها لأي ظرف كان، وسقط بين يدي شبيحة الأسد .
من المبكر جداً أن يتم التعرف على كل تلك العناصر الإرهابية التي كانت تمثل النظام، وتقتل على أتفه الأسباب .
من المبكر ملاحقة المتورطين في هذه الأعمال الإرهابية التي مُورست ضد الشعب السوري، رغم إعلان القائمة الأولى التي تجاوز عددها مائة وخمسون شخصية قيادية في حكومة بشار المقبورة !
من المبكر جداً أن تتكشف عمليات التهريب التي كانت تمارسها هذه الأسرة المجرمة الإرهابية، في بناء مصانع حبوب الكبتاجون، وحبوب الهلوسة، والمشروبات الروحية، وغيرها من المخدرات، وتهريبها للمملكة ودول الخليج وعناصرها المنتشرون في الدول المستهدفة، تحت غطاء دولة بشار، وشقيقه ماهر! وتوظيف حزب زميره وعناصره في لبنان بالتنسيق مع ايران للمشاركة في تدمير شعوب المنطقة.
وهنا أيضاً نضيف ونقول من المبكر جداً أن نحكم على حكومة الشرع، ورئيس وزرائه البشير، ذو الخلفية الإخوانية، وكأن لسان حال الثورة السورية يقول أهرب من تصنيفها أو تصنيف بعض قيادتها بالإرهاب، وأُدخل في تصنيفات أخرى مجرمة في عالمنا العربي للتنظيم الإخواني .
نقول وفي كلتا الحالتين الآن في سوريا وعلى قول المثل، لم يظهر من الجمل إلا أُذنه !؟
إذاً هل يعود الشرع، وبعد نهاية مارس من العام القادم بوضع تشكيل حكومي جديد يخدم التوجه العربي ، ويقربه من الدول المعتدلة في المنطقة، ويبتعد عن الأجنَدة التي لن تزيد سوريا سواء الإنغماس في خدمة أيدلوجيات فكرية، هدفها لا يبتعد عن ايران وأهدافها التي كانت على وشك تدمير سوريا، وخلق مثلثها البرمودي كقوس شيعي يحيط بالمنطقة!
نتمنى أن تعود سوريا العربية السنية الكبيرة، ذات العلاقة والإرتباط الروحي للمملكة العربية السعودية، وتعود لمصر، والاردن، وكل توجه عربي شقيق ومحب لسوريا وقيادتها الجديدة.
محمد سعد الربيعي
كاتب رأي