بترول زمن الطيبين

أ / سمير الفرشوطي

النخلة قبل الإسلام وبعده في عصرنا الحالي، يعتبر البترول شريان الحياة الاقتصادية للعديد من الدول. ولكن هل تعلم أن هناك ما يشبه البترول في أهميته وقيمته الاقتصادية قبل آلاف السنين إنها النخلة، تلك الشجرة المباركة التي كانت تمثل ثروة حقيقية للعرب قبل الإسلام وبعده.
النخلة: كنز الصحراء
قبل الإسلام كانت النخلة بمثابة المصدر الرئيسي للغذاء والدخل في شبه الجزيرة العربية. فقد اعتمد العرب على التمر كغذاء أساسي، وعلى أجزاء النخلة المختلفة في صناعاتهم اليومية.
بعد الإسلام ازدادت أهمية النخلة بعد ظهور الإسلام، حيث ورد ذكرها في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، مما زاد من قيمتها الروحية إلى جانب قيمتها الاقتصادية.
مصطلحات النخيل: لغة غنية تعكس الأهمية
⁃ عيطة أو عيط النخلة عالية الارتفاع، الشامخة التي يصل طولها إلى عشرة أمتار.
⁃ سوقاء النخلة غليظة الساق (الجذع).
⁃ العاتكة النخلة ذات اللون الأحمر الداكن.
⁃ خداج النخلة التي لا تُؤبَّر (تُلقَّح)، أي النخلة غير الملقحة.
⁃ عاذق النخلة بحملها عند أهل الحجاز.
أجزاء النخلة وفوائدها
⁃ السعف أو الجريد أوراق النخلة المتفرعة، ريشية الشكل وخشنة الملمس. تستخدم في صناعات متعددة.
⁃ الخوص الأوراق الدقيقة على السعف، تستخدم في صناعة السلال والحصير.
⁃ الجذع يستخدم في البناء وصناعة الأثاث.
⁃ التمر الثمرة الغنية بالعناصر الغذائية، كانت وما زالت غذاءً أساسياً.
النخلة: رمز للحضارة والثقافة في حضارات الشرق الأدنى القديم، كانت النخلة ترمز للنصر والسلام والخلود. هذه الرمزية استمرت حتى يومنا هذا، حيث تظهر النخلة في أعلام وشعارات العديد من الدول العربية.
والخاتمة مثلما يعتبر البترول اليوم مصدراً للثروة والازدهار، كانت النخلة في الماضي – وما زالت إلى حد ما – مصدراً للحياة والرخاء. فهي لم تكن مجرد شجرة، بل كانت بمثابة “بترول زمن الطيبين”، توفر الغذاء والمأوى والدخل لسكان الصحراء. وعلى الرغم من التغيرات الاقتصادية الهائلة، تبقى النخلة شاهدة على عراقة الحضارة العربية وقدرتها على التكيف مع أقسى الظروف البيئية.

كاتب رأي