كُتاب الرأي

لماذا التكتم السياسي والاعلامي اللبناني ؟!

محمد سعد الربيعي

لماذا التكتم السياسي والاعلامي اللبناني ؟!

مايدور في سوريا من حرب فصائل سورية مسلحة ، وإنهيارات الجيش السوري في كل الجبهات التي سيطرت عليها تلك الفصائل السورية له دلالات كثيرة ، لا أريد التوقف أو الاشارة لها في هذا المقال ، ولعل أهمهما الولاء ، وهو بمشيئة الله ما سأفرد له مقال في قادم الايام عن سوريا ، ونظام الأسد فيها الذي دمر سوريا نتيجة إغفاله المكون المهم لديه ، وهو المكون السني الكبير الذي يمثل هذه الدولة ذات التاريخ الاسلامي العريق .

ما أريد الذهاب له ، ماهو الدور الذي سيقوم به حزب اللات في سوريا ، وماهو موقفه من الحرب الآن الدائرة هناك !؟ وماهو موقف الحكومة اللبنانية المنتظر لكيفية التعامل مع هذه التدخلات لحزب اللات في حالة توجهه لمنطقة حمص بالذات ، وسوريا بشكل عام والدفاع عنها ، وتدخله لمنع تقدم الفصائل السورية لحمص ، ودمشق التي لن تكون بعيدة بعد إحتلال حمص.!؟

في الواقع الحزب سيتدخل ، وسيذهب بدقه وجله لسوريا ، وهناك تصريحات لزعيم الحزب نعيم قاسم المختفي في سراديب مهدي ايران بطهران ، تؤيد الذهاب لسوريا بقوة .
إذاً في حالة ذلك سيعود سيناريو الحزب السابق في المدن السورية التي دمرها الحزب، وأحرق فيها الأخضر واليابس !
ولكن المؤكد أن هذه المرة يختلف الوضع ، وسيتم التعامل مع عناصر وجيش الحزب بلا هوادة من السوريين أنفسهم ( مقاومة ومواطنيين ، ومنظمات مسلحة ) والميزان العسكري يميل لهذا الجانب الذي عانا من حزب اللات في الحرب الأولى ، التي كما أشرت قام فيها الحزب بالقتل على الهوية ، ومارس أشد العذاب والتنكيل بالسوريين تحت أنظار سلطة ونظام بشار ، الذي كان مؤيداً لذلك التدمير الممنهج الذي مارسه الحزب ، والمنظمات الشيعية المتطرفة التي استقدمها نظام طهران ، وتعمل بأوامره !.

الشاهد في المقال ، ماهو موقف الحكومة اللبنانية من توجه عناصر الحزب من لبنان ، وتحت أنظار العالم ، الى سوريا لمواجهة الشعب السوري ، ومع منافذ رسمية لبنانية ، بأذونات حكومية تسمح لتلك العناصر بالخروج والعودة الى لبنان، أي بتأشيرات خروج لبنانية حكومية! والمؤكد فيها أيضاً أنها بأعداد كبيرة تسمح لها بالتدخل ، وربما تغيير كفة الحرب لصالح بشار، كما حدث في المرة السابقة! والمثير أيضاً للجدل ، والإستفهام ، أن تلك الأعداد الكبيرة ستخرج بخيلها وخيلائها لسوريا ( أي بكامل عتادها العسكري ، من أسلحة ثقيلة ، لذخائر ، لأسلحة قتال فردية ) .

نقول ماهو موقف حكومة لبنان ، وهل ستسمح بذلك ! والاعتقاد أن هذه الحكومة لاتستطيع أن تسمح أو ترفض ، فهي حكومة صورية ، تخشى من الحزب رغم هلاك مايزيد عن 80/ من قوته ،أي أن حزب زميره وايران لايزال يسيطر على الساحة في لبنان ، وأنه رغم ماحصل له الا انه لازال يدير ميقاتي وحكومته المهترئة ، وأن بري هو الحاكم المتسلط على لبنان ، وعلى هذا الأساس ، وإن ذهب الحزب ، فهناك إحتمالين لا ثالث لهما ، الاحتمال الأول :هو أنه سيقضى عليه في حال انتصار الثورة ، وسيجر من بقي أذيال الهزيمة هارباً وعائداً الى لبنان .!
الاحتمال الثاني : وفي حالة انتصار نظام بشار بمرتزقته من روس ومنظمات شيعية متطرفة ، ونظامي طهران وبغداد ، فإن الحزب سيعيث فساداً في سوريا ، وسيعود الى لبنان مكللاً بالنصر ، وعندئذ سيعمل في لبنان كل مالم يتصوره الشعب اللبناني ، من استهداف لكل الأصوات المعارضة له ، وسيعيد سيناريو اغتيالات الحريري ، ومن كان معه في تلك الفترة، وسيتحكم في رقاب من بقي في لبنان معارضاً له وسيسيمهم سوء العذاب ، يضاف لذلك استمرار نهج هذا الحزب العميل وتوثيق علاقته بنظام طهران الفارسي من خلال احتلال لبنان .

بالطبع انتصار بشار في هذه الحرب سيزيد المنطقة تدميراً ، وخاصة منطقة الشرق الأوسط ، والمؤكد أن سوريا ولبنان بالاضافة للعراق المحتل فارسياً شيعياً! ستصبح هذه الدول ساحة للايرانيين ، ومنها سينتشر التشيع ، وتنموا فيها المنظمات المتطرفة ، ومنظمات التهريب ، وستغرق منطقة الخليج والمملكة بالمخدرات ، وكذلك بالمؤمرات التي تستهدف أنظمة هذه الدول ، وسيكون الاردن على شفا حرب تدور رحاها بين تلك المنظمات بدعم سوري ايراني ، لتغيير وإزالة الحكم الهاشمي هناك ، ناهيك عما سيحدث لدولة لبنان ، التي ستعاني كل أنواع الإضطهاد من الشيعة، وحزب اللات .

بالطبع عند إنتصار النظام السوري ، سيكتمل الهلال الشيعي الذي حذر منه الكثير !؟ وخاصة عند قلب نظام الاردن ، وعندها ستغرق المنطقة في غياهب سياسية تدميرية تقودها ايران ، والأنظمة المتحالفة والمتواطئة معها .

كاتب رأي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى