الوطن و الوطنية

الحديث عن الجغرافيا ( المكان ) والتأريخ ( الزمان ) جزء أصيل من التكوين الإنساني الفطري السليم، فهو في أصله قبضة من الثرى ونفخة من الذات العليا فالطينة التي تطين بها وتشكل منها هي من تراب الأرض المكان وكان هذا الحدث العظيم في الزمن العظيم الذي اختاره الرب العظيم تبارك وتعالى، فالإنسان في تربته الأولى قطعة من الأرض وقطعة من الزمان ، لذا كان الزمان والمكان مصاحبان له من بدء الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة وفي الفردوس الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
الإنسان مفطور على حب الأرض التي ولد فيها وترعرع عليها والسماء التي درج تحتها والهواء الذي تنفسه في شبابه وطفولته ، والماء الذي جرى ويجري في عروقه وشريايين جسمه ، فهو في الحقيقة جزء غال وقطعة غالية من هذه المساحات الأرضية والأجواء السماوية والمياه الجارية والأنفاس والأنسام الذاهبة والقادمة .
إن الكائنات وجميع المخلوقات الحية لها صلة وثيقة بأرضها وسمائها وبحرها وجوها حتى الحيوانات والدواب الدقيقة تألف وتحب المكان الذي ظهرت فيه وكان فيه رزقها وأسرار بقائها وسعادتها .
إن الطيور والعصافير الشادية في السماء لتعشق وتحب البساتين في الأرض والصفاء والنقاء في السماء ؛ ولذلك نسمعها منشدة ومسبحة فرحة مسرورة تغني وتغني وتغني ….
وربما دخلت في صراع عظيم من أجل بقائها وتوفير احتياجها وبسط القوة والسلطة والغلبة على من سواها .
كذلك بقية الكائنات والمخلوقات الحية بينها وبين الأرض التي تعيش عليها علاقة المحبة والرحمة والمودة والبر والصحبة والوفاء لأنهم جميعاً قطعة غالية وعزيزة ونفيسة منها !.
بل يشاهد بعضهم الرحلة التي تقطعها بعض الكائنات والمخلوقات الحية وهي تعود إلى مسقط رأسها ووطنها الأم لكي تتكاثر هناك
وقد تموت فيه ، أو في طريق الرحلة الممتعة والجميلة.
الوطن والوطنية يعني الإنتماء والروح والتكوين والبداية العظيمة،
الوطن والوطنية يعني الحب الكبير والعطاء الجميل والنهر الجاري
الوطن والوطنية يعني الحياة بكل صورها وأشكالها وألوانها .
الوطن والوطنية يعني الأرض والسماء والهواء والصحة والعافية.
الوطن والوطنية يعني الأصل الأصيل والجذور والهوية العظيمة.
الوطن والوطنية يعني المكان الجغرافي والزمان التأريخي.
الوطن والوطنية يعني الإنسان والإنسان والإنسان والإنسان.
الوطن والوطنية يعني الدين والقيم والأخلاق والعادات والتقاليد.
الوطن والوطنية يعني الأبعاد الإيمانية والاجتماعية والثقافية الفكرية.
الوطن والوطنية يعني الإلتزام بالحقوق والواجبات والأمن والأمان.
الوطن والوطنية يعني الإمتداد والإمداد والتمدد والحفاوة والحق.
الوطن والوطنية يعني الوطن الجميل والمواطن المسؤول عن وطنه.
الوطن والوطنية يعني الإتحاد الأقوى بين الإنسان الفطري وأصله.
الوطن والوطنية تعني السمع والطاعة لولاة الأمر ومحبتهم والسمع والطاعة لكل من يوليه ولي الأمر والإلتزام بالأنظمة والقوانين والوطنية والمحافظة على جميع المكتسبات والعطاءات الوطنية والمسؤولية الكاملة عن السلوك والتصرفات والأقوال والأفعال الصادرة منه.
ومن المظاهر الظاهرة للوطنية :
أولاَ: السمع والطاعة لولاة الأمر ومحبتهم والسمع والطاعة لكل من يوليه ولي الأمر على مرافق البلاد المختلفة والتعاون مع الجهات الرسمية .
ثانياً: المحافظة على جميع المكتسبات والعطاءات الوطنية والمسؤولية الكاملة عن المحافظة على سلامتها من العبث والإهمال.
ثالثاً: المحافظة على الأمن والأمان والاستقرار على النفس والأهل والمال والمساعدة في دعم وتعزيز الجهات الرسمية المسؤولة عن ذلك .
رابعاً : الإلتزام الصارم بجميع الأنظمة والقوانين والتي تخدم الجميع من المواطنين والمقيمين وعدم التراخي فيها أبداً. والتصور الدائم والمستمر عن تنفيذ وتفعيل هذه الأنظمة والقوانين الوطنية.
خامساً: المسؤولية الكاملة عن السلوك والتصرفات والأقوال والأفعال الصادرة من المواطن.
سادساً: المشاركة الإيجابية في جميع الفعاليات والأنشطة الوطنية مثل الإحتفاء والاحتفال باليوم الوطني السعودي ويوم التأسيس وذكرى البيعة وغيرها من المناسبات الوطنية.
سابعاً: المواطن هو سفير فوق العادة لوطنه في داخل الوطن وفي خارج الوطن فهو يمثل المنظومة العامة للقيم والمبادئ والثقافة الوطنية.
ثامناً: المحافظة على القيم العليا في الوطن كالدين والقيم والأخلاق والعادات والتقاليد الإيجابية السليمة.
تاسعاً: المساهمة في تحقيق الرؤى والتوجهات العامة للوطن مثل رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ والتفاعل الإيجابي مع كل محاورها وأبعادها.
عاشراً: إظهار محبة الوطن والوطنية في الأقوال والأفعال والتضحية من أجله بالغالي والنفيس حتى يبقى حراً شامخاً آمناً مطمئناً ترفرف عليه الراية الخالدة ( لا إله إلاالله محمد رسول الله ) .
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يحفظ وطننا شامخاً عظيماً وأن يحفظ ولاة أمرنا كرماء وأن يحفظ الشعب السعودي من كل شر ومكروه …
وكل يوم ووطننا الجميل المملكة العربية السعودية بخير وسلامة وسعادة وعافية وأمن وأمان .
آمين آمين آمين يارب العالمين.
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض
كاتب الصحيفة المبدع الدكتور سالم بن رزيق ،
مقالك هذا يعكس عمق العلاقة بين المخلوقات الحية وبيئاتها ، ويظهر كيف أن كل كائن ينتمي إلى مكانه ويمتد حبه له عبر الأزمان .
لقد أبدعت في تصوير مشاعر الطيور والعصافير ، وكيف تعبر عن فرحتها بالبيئة المحيطة بها .
إن هذا التفاعل الجميل بين الكائنات والطبيعة يذكرنا بأهمية الحفاظ على توازن البيئة .
شكرا لك د . سالم على هذه الكلمات الملهمة👍
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعادة الأستاذة القديرة ابتسام الجبرين
شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
و على القراءة المتأنية والجميلة للمقال
وجزاكم الله تعالى عنا خيرا…