كُتاب الرأي

علبة الشُّوربة و الـ 40 مليار!!

أحمد جزاء العوفي

علبة الشُّوربة و الـ 40 مليار

نظرات غريبة. همهمات، وهمسات، ضحكات وابتسامات من ” تحت لتحت ” أصوات خطوات تلاحقني من بين ممرَّات وأرفف أحد أكبر المراكز التَّحاريَّة لبيع التَّجزئة، وأنا أضمُّ وحيدتي آخر علبة ” شوربة ” إلى صدري خوفًا عليها من تهوُّر متسوِّق غاضب استاق أمامه قاطرات من عربات اكتضت بما لذَّ وطالب وسال له اللُّعاب؛ إلَّا أنَّ فرحته لم تكمل بسبب علب ” الشُّوربة ” الَّتي نقصت واحدةً. لم تنتهي معاناتي عند هذا الحدِّ؛ بل واجهتني معضلة طوابير العربات الَّتي وقف بعضها بلا أصحابها عند ” الكاشير ” فمنهم سهى- وجلَّ من لا يسهو- منطلقًا ليحضر ” اللُّقيمات “، وآخر نسَّى- والإنسان من النِّسيان- حزمة ” الكرَّاث ” فلا معنًى ” للزَّلابيَّة ” بدونها، بينما إحدى العربات، أوقفت فارغةً لحجز مكان في حين انتشرت الأسرة السَّعيدة مع العاملة ” ميري ” في جنبات المكان لتعبئتها.

مشهد يتكرَّر كلُّ عام استعدادًا لليالي الشَّهر الفضيل، الَّذي تميَّز بما فيه من عبادات، وعادات عن غيره من الأشهر، كيف لا وهو شهر الخير، والفرحة والرُّوحانيَّة هو الزَّائر المنتظر كلَّ عام، الَّذي يستحقُّ الاهتمام، ولكن. . .

نشرت وكالة الأنباء السُّعوديَّة في عدهها الصَّادر الخميس 2 رمضان 1445 ه عن خبراء بوزارة الزِّراعة والمياه ” أنَّ شهر رمضان الكريم يشهد

سنويًّا زيادةً في معدَّلات هدر الطَّعام؛ ليكون مصيره مقالب القمامة والمخلَّفات، وما يهدره الفرد يتجاوز 184 كيلوجرامًا من الغذاء سنويًّا بما يعادل 4 ملايين طنّ، وتبلغ نسبة الهدر الغذائيِّ 9 .18 % سنويًّا بقيمة تتجاوز 40 مليار ريال، مشيرين إلى أنَّ تراجع مستوى الوعي لدى المجتمع بالهدر الغذائيِّ من الأسباب الرَّئيسيَّة في ارتفاع تكلفته “.

نعم لبعض الأطعمة والمشروبات ” طعم ” خاصّ في رمضان لكنَّ الوسطية والاعتدال هي من أولويَّات ديننا الإسلاميِّ. قال تعالى ” وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنَّ اللَّه لا يحبُّ المسرفين “.

كاتب رأي وإعلامي

أحمد جزاء العوفي

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى