كُتاب الرأي

قلوب لا تبخل… ولكن!

موضي العمراني

قلوب لا تبخل… ولكن!

في عالم يضج بالمصالح، لا تزال هناك قلوب تمنح بلا مقابل، تحب بلا شروط، وتفيض بالعطاء دون أن تنتظر رد الجميل. هذه القلوب تشبه الشمس، تشرق لتنير دروب الآخرين، حتى وإن أحرقت حرارتها نفسها. لكنها، وللأسف، كثيرًا ما تُقابل بالجفاء، وكأن العطاء أصبح ضعفًا، والوفاء أصبح عبئًا.

كم من شخص أعطى حتى لم يتبقَ لديه ما يعطيه، ومع ذلك لم يُقدَّر عطاؤه؟ وكم من قلب صادق تلاشى في زحام المصالح، لأن الآخرين اعتادوا وجوده فلم يدركوا قيمته إلا بعد أن رحل؟

إن العطاء صفة نادرة، لكنه بحاجة إلى حكمة. فليس كل من أعطى أحب، وليس كل من ضحى كان سعيدًا. هناك فرق بين أن تمنح حبك ووقتك واهتمامك لمن يستحق، وبين أن تستهلك روحك لمن لا يدرك قيمتك. فالقلب الذي يبذل بلا وعي قد يتحول مع الزمن إلى قلب مُنهك، تتلاشى نبضاته تحت وطأة الخذلان.

فيا أصحاب القلوب التي لا تبخل، أعطوا، لكن بوعي، وازنوا بين الحب لأنفسكم وللآخرين، فالقلب الذي ينبض لأجل الجميع دون أن يحفظ بعض نبضاته لنفسه، سينطفئ يومًا ما دون أن يشعر به أحد.

كاتبة رأي

موضي العمراني

كاتبة رأي وإعلاميّة وشاعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى