كُتاب الرأي

قوة المهارات الناعمة

 

قوة المهارات الناعمة

تزداد الحياة مع زيادة المدخلات وزيادة الإنتاج إلى زيادة عدد من الأدوات والوسائل والأساليب الجديدة ؛ فكلما تنوعت الخدمات والمنتجات التي تقدم للناس في كوكب الأرض الجميل ، كلما زادت الرغبة و الإرادة في زيادة الطرق والأساليب الجديدة التي تواكب تلك المتغيرات وتسد تلك الاحتياجات التي أصبحت الآن في حكم الضروريات والأساسيات .

والإنسان بفطرته مخلوق قابل للتغيير والتطوير والتحسين والتعديل فهو المخلوق الوحيد الذي يفكر ويقرر وينفذ ويقيم ويطور ويسعى إلى التحسين والتطوير الدائم والمستمر ، وهو ينتقل في مراحله ومحطاته المختلفة والمتباينة المادية والمعنوية على حد سواء ، دون أن يقف طويلاً عند تلك المحطات والمراحل.
ومما يساعد الشباب والشابات والخريجات والخريجين في الحصول على الوظائف المناسبة لهم ، هو امتلاكهم واتقانهم لعدد من الصفات والسمات والكمالات العملية وهي ما تسمى اليوم ( بالمهارات) ! فكلما كانت تلك المهارات على اختلافها موجودة لدى هؤلاء الشباب والشابات الطموحين كلما وفقوا للوصول إلى الأعمال والوظائف التي تليق بهم ، ونالوا المقام والقدر المستحق بين الوظائف والأعمال المناسبة وبين الناس كذلك ! .

يطلق مفهوم ومصطلح ( المهارات الناعمة ) على عدد من المهارات والقدرات والملكات والطاقات التي يمكن للشباب والشابات التزود منها بل حتى الإتقان والجودة لها والتميز والإبداع فيها !.

وقوة ( المهارات الناعمة) في مقدرة الشباب والشابات على الاجتهاد والمجاهدة في التعلم والتدرب على تلك المهارات ومحاولة الذهاب إلى أعلى المستويات في الإتقان والجودة لها ؛ وتطبيقها على الحياة العملية ، والسعي المستمر للتطوير والتحسين فيها.

وتعد القوة في الإتقان للمهارات الناعمة جسر العبور الكبير تجاه القبول في الوظائف والأعمال المناسبة للشباب والشابات ، وهي من المعايير والمقاييس المهمة في الحصول على الوظيفة وكذلك النمو والتقدم والترقّي في سلالم تلك الوظيفة .

من أهم المهارات الناعمة والتي على الشباب والشابات والخريجات والخريجين الاهتمام بها ، وإظهار القوة فيها والتطوير للأفضل والأحسن والأجود فيها :

أولاً : مهارة الاتصال والتواصل الفعال :
نحن في عصر الثورة المعلوماتية وقنوات التواصل الإجتماعي المتعددة يحتاج الشباب والشابات إلى الإتقان والجودة في فن الاتصال والتواصل مع الأسر الكريمة والعوائل المحترمة ، مع فريق العمل ، مع المجتمع الكبير .

ثانياً: مهارة حل المشكلات والتفكير الناقد :
وهذه من أدوات وأساليب العقل البشري الإنساني الفطري السليم أنه يقف عند التحديات والصعوبات والعقبات التي تواجهه ، ويحاول ويسعى إلى فهمها ، وتحديدها ، وصياغة الحلول المناسبة ، وتجريب تلك الفروض والحلول التي أقترحها ، واختيار الحل الأمثل الذي يراه مناسباً له ؛ فمهارة تحديد التحديات والصعوبات ومحاولة صياغة حلول لها من المهارات والقدرات الأساسية والضرورية التي تساعد الشباب والشابات في حياتهم .

ثالثاً: مهارة التفاوض والإقناع :
هذه من المهارات والقدرات والملكات الأساسية والضرورية والتي على الشباب والشابات التدرب عليها والإتقان والتجويد لها في العمل في الحوارات في المقابلات مع المجتمع.

رابعاً: مهارة الحوار السليم :
من المهارات العالية الناعمة مهارة إتقان الحوار مع النفس والحوار مع الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة والحوار مع الزملاء في العمل ، والحوار مع الناس كآفة ، وتعويد النفس على الانصات والسماع للآخرين .

خامساً: مهارة التخطيط والتنظيم:
من المهارات الأساسية والضرورية للنجاح في الحياة مهارة التخطيط لتحقيق الأهداف والمقاصد والإنجازات الكبيرة، وكذلك مهارة التنظيم المرتبطة بالتخطيط ، فكلما تدرب الشباب والشابات التدريب العملي التطبيقي على تلك المهارات كلما دفع حياته العملية إلى الأمام .

سادساً: مهارة إدارة الوقت بفاعلية :
إذا تدرب الشباب والشابات في الجامعات وقبل ذلك في البيوت الطيبة المطمئنة على أهمية الوقت ، وأن الوقت غالي ، وأن الوقت الثواني والدقائق والساعات والأسابيع والأشهر والسنوات هي أعماركم وهي الفترة الممنوحة لكم للعبادة والتعليم والتعلم والإعمار والنجاح والتفوق وأنها محددة ومؤقتة فعليكم الاهتمام بكل جزء من الثانية .

تلك أهم المهارات الناعمة وغيرها كثير من المهارات الأساسية والضرورية الحياتية ، على شبابنا وشاباتنا في جميع المراحل الدراسية وفي التعليم العام والتعليم الجامعي والخريجات والخريجين الاهتمام بها ، والوصول فيها إلى درجات عالية من الجودة والاتقان .

والسعي إلى التميز والإبداع في تلك المهارات الناعمة هو أمر مطلوب مرغوب فيه ! فهي اليوم من مهارات القرن الحادي والعشرين والتي تهتم بها كل القطاعات (العام والخاص ) ، وكل الشركات والمؤسسات والتي تطالب المتقدمين للوظائف أن تكون تلك المهارات متوفرة فيهم ، وهي أولاً وأخيراً مهارات حياتية تفيد الشباب والشابات في قيادة حياتهم اليومية.

وصدق شاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبي رحمه الله تعالى
في قوله عندما يقول :
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ

وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها

وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ !

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

‫2 تعليقات

  1. مقال رائع دكتور سالم👍 يعكس عمق الفهم والوعي بأهمية المهارات الناعمة في حياة الشباب والشابات المهنية. فعلاً، الإتقان والجودة في تطوير هذه المهارات يمكن أن يكونان نقطة التحول الكبيرة نحو النجاح والتقدم في سوق العمل. تأكيدك على مهارة الاتصال والتواصل الفعال كأول خطوة مهمة في بناء مستقبل مهني قوي، يعكس فهما عميقا للواقع المعاصر الذي يتطلب تواصلًا قويا ومؤثرا.
    أشكرك على هذه الأفكار القيمة والنظرة الاستراتيجية التي تشجع على تطوير الذات وتحقيق التميز في الحياة العملية.

    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      سعادة مديرة التحرير صحيفة
      آخر أخبار الأرض
      الأستاذة القديرة ابتسام الجبرين
      شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل على المقال
      وعلى الإثراء الجميل الذي نثرتموه على المقال
      وعلى كلمات الدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع
      من مديرة حكيمة ومميزة .

      جزاكم الله تعالى عنا خيرا…
      وإلى الأمام دائما وابدا…
      بهذه الصحيفة المميزة والرائعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى