البلد الأمين

أبو حماد ناصر الأنصاري
البلد الأمين
الحمد لله الذي شرَّف مكة المكرمة، وجعلها البلد الأمين، مهبط الوحي، ومهوى أفئدة المؤمنين، وفيها البيت العتيق الذي تُشدّ إليه الرحال. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، نور المدينة، وخير من وطئ ثراها، فأنارت بقدومه، ونشر منها رسالته، فجعلها طيبةً طاهرةً، مأوى الإيمان، وموطن السلام.
يحتفل الشعب السعودي في هذا اليوم بتأسيس المملكة العربية السعودية، ذلك اليوم الذي يمثل ذكرى مجيدة تُعيد إلى الأذهان المسيرة العظيمة التي قادها الإمام محمد بن سعود عام 1727م، حيث بدأت رحلة توحيد البلاد تحت راية واحدة، متعاهدًا مع الشيخ الجليل محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لتصبح المملكة اليوم نموذجًا للوحدة والاستقرار والتطور.
ومن بين بقاع المملكة الطاهرة، تظل مكة المكرمة البلد الأمين ذات مكانة رفيعة في قلوب المسلمين عامةً، والسعوديين خاصةً. فهي مهبط الوحي، ومهوى أفئدة المؤمنين. لقد كانت مكة والمدينة المنورة شاهدتين على عظمة التاريخ الإسلامي، إذ انطلقت منهما رسالة الإسلام إلى العالم كله.
إن نعمة الأمن لا يدرك قيمتها الحقيقية إلا من افتقدها، فهي أساس الاستقرار والرخاء، وبدونها تعم الفوضى ويضيع الأمان. فالأمن نعمة عظيمة تستوجب الشكر، لأنه بدونه لا يهنأ الإنسان بحياته، ولا تزدهر الأوطان.
ولضمان استمرار الأمن، يجب على المواطنين في كل بلد التمسك بتعاليم الإسلام، وطاعة ولاة الأمر، ونبذ الفتن، والتعاون على البر والتقوى. كما أن الالتزام بالعدل، وإحسان الجوار، ونشر السلام، يعزز الاستقرار ويحقق الأمن في المجتمع.
ويتجلى دعاء إبراهيم عليه السلام: “رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ” في واقع المملكة العربية السعودية، حيث تنعم بالأمن والاستقرار، ووفرة الخيرات، وخدمة الحرمين الشريفين. تستقبل المملكة ملايين الحجاج والمعتمرين سنويًا، وتسهم في نشر الإسلام والعلم الشرعي، مما يعكس بركة هذا الدعاء المبارك.
اللهم احفظ بلاد الحرمين، واجعلها آمنةً مطمئنةً، وارزق أهلها ومن يفد إليها الأمن والإيمان، وأدم عليها نعمة الاستقرار، واحفظها من كل سوء، إنك على كل شيء قدير.