كُتاب الرأي

الأصناف الأدبية وأقلام الشباب

كتبه/د.مروان المزيني

تزدحم الساحة الثقافية بكثرة الأقلام الشابة في ظاهرة تبث روح الأمل لظهور حالات أدبية مميزة وفريدة تحمل مشعل الأدب والثقافة فتكون ظواهر يقف عندها الدارسون والنقاد لتنتعش الدراسات الأدبية حول أدب الشباب من ناحية ماهية الأدب وعمق الثقافة وجودة النصوص والإبداع المتجدد لتظل الدهشة حية نابضة جاذبة للقارئ.
ولكن عندما تطلع على غالبية الإنتاج الشبابي تصاب بصدمة تقف أمامها حائرا ، هل تكون مجاملا غير صادق ، أم صريحا في طرح الحقائق؟!
الوضع الثقافي بعد الانفتاح الذي يشهده العالم في غياب جهات تحكيم أدبية محضة أصبح مشاعا لكل من يمتلك المال لينشر ما يخطه قلمه في كتاب تتهافت دور النشر لطباعته على حساب الكاتب دون النظر للمحتوى وجودته أو حتى سلامته اللغوية والنحوية.
من المؤلم أن تتم دعوتك لأمسية شعرية لشاعر أو شاعرة يغردون في واد والأوزان الشعرية في واد آخر. أو روائي أو روائية وهم لا يعرفون الفرق بين الخاطرة والقصة والرواية.
الغصة الحقيفية هي في احتضان المنصات الثقافية لتلك الأقلام التي تسعى للشهرة واعتلاء المنابر لدرجة إقصاء الأدباء الحقيقيون وعدم تسليط الأضواء عليهم والاستفادة منهم ومن تجاربهم ونصائحهم وتوجيهاتهم للشباب والناشئة.
أصبحت الغيرة على الأدب رجعية ، والنصائح فلسفة ، والتوجيهات خوف من سيطرة الشباب على الساحة. قلما تجد من يتواصل مع الأدباء الذين نحتوا في الصخر لصقل موهبتهم وقضوا الأعوام تلو الأعوام ينهلون من الأجيال السابقة واقتناء أمهات الكتب لتكون المراجع الصافية الأصيلة لصنع موهبة سليمة قوية تملأ ساحة الأدب بإنتاج يفرض احترامه وتقديره من القارئ.
إقفال المنصات الحقيقية واستبدالها بمنصات استعراضية تسبب في عدم وجود مرجع أدبي يقنن ما يتم نشره وما يمنع لعدم حصوله على المستوى الأدنى للصنف الأدبي الذي ينتمي له.
الثقافة المنسكبة في كل اتجاه تحتاج لجهات تمنح تلك التصاريح حفاظا على التراث الثقافي والأدبي وصونا له من الإسفاف والغثاء الذي تلاعب بذائقة المتلقي والقارئ.
ويظل الأمل بالشباب والناشئة قائما ومرجوا لظهور أدب راق مبهر يكمل مسيرة الأجيال.

كاتب رأي وقاص وشاعر

تعليق واحد

  1. مقال في صميم الواقع ولا بد من وضع حد للمهازل الأدبية وتحجيم المثقفين نسبياً، فالساحة العلمية تشتكي من ضعف الأقلام ووعثاء الحبر وكآبة الأسطر
    شكراً شاعرنا د. مروان المزيني على حكاية ما في قلبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى