كُتاب الرأي

( بغداد وصنعاء المحتلتين )

محمد سعد الربيعي

  ( بغداد وصنعاء المحتلتين  )

تحدثت كثيراً عن الدور التخريبي الذي تمارسه ايران ، وكذلك الارهابي في دول المنطقة ، والتوسع الاقليمي والدولي في مدها الشيعي ، وصرف المليارات عليه وعلى أذيال هذه الدولة المجوسية التي تسعى لتدمير العالم ، وليس فقط المسلمين السنة وبلدانهم.
كانت المملكة العربية السعودية من أول الدول التي حذرت من سقوط بغداد في أيدي عملاء ايران كالمالكي والهالك المهندس وغيرهم كثر ، الذين امتطتهم ايران وركبت على ظهورهم واستولت على بغداد ، وحولتها لمكبة نفايات خلفية لطهران ، بل تُعد المملكة الدولة الوحيدة التي وقفت ولازالت في وجه ايران ومدها الشيعي وتوسعها الإقليمي والعالمي رغم وجود الدول السنية في العالم والشرق الاوسط التي تقف موقف المتفرج من هذا التغول المجوسي الشيعي في العالم .
حولت طهران العاصمة العراقية بغداد وكربلاء العراقية المدينة الدينية لشيعة العرب أي ذات المرجعيات في العراق لساحات سوداء وبكائيات ولطم وتطبير ، ناهيك عما نشرته هذه الدولة المجوسية وأطرته بغلاف ديني كاذب ، وأطلقت عليه زواج المتعة الذي أغرقت به العراق ، وجعلت من هذه الرزية المحرمة مكرمة يتقرب بها شيعة الفرس للنساء العراقيات حتى أن اختلط الحابل بالنابل في كربلاء العراق التي أضحت مكاناً لعقد مثل هذه العلاقات المحرمة التي لاتتجاوز عمر بعضها الدقائق ، بدلاً من مكانتها التي كانت محفوظة ( كربلاء) لدى الشيعة العروبيين .
وهناك صنعاء البعيدة عن طهران ، التي أُبتليت بالحوثة الذين تمكنوا عبر السنوات الماضية من التمترس خلف الجارودية وهي إحدى فرق المذهب الزيدي التي تغلغلت فيها ايران ، واحتوت هذا المكون حتى أن اصبح أحد ذيولها في المنطقة مثله مثل حزب الشيطان في لبنان ، والمليشيات الشيعية العراقية وغيرها .
 إن على اليمن وشرعيته وحزب إصلاحه المتماهي مع حوثة صعده أن يحذروا مما تخطط له طهران مع ذيلها الحوثي الذي لايملك من أمره شيئا ، والا فإن اليمن سيصبح في القريب العاجل ساحة لطم وتطبير ، ومكان إقامة علاقات محرمة بذريعة زواج المتعة لليمنيات الشريفات.
أقول أن ماتقوم به حكومة طهران من السيطرة على بغداد التي أصبحت في وضع المنتهي ومحاولة السيطرة على صنعاء ماهو الا إستعمار خبيث من هذه الدولة الايرانية حققت فيه طهران مرادها من تدمير هاتين العاصمتين العربيتين ، وإستولت على كل موارد الاولى( بغداد) وجعلت من العراق بلداً يعيش في غياهب الجهل والظلام ، واستولت على أمواله ومصادر دخله ، وبتروله ، وكل موارده المالية تحت حسابات وهمية ، وخيانات لقيادات عراقية حكومية شيعية فارسية سلمت الجمل بما حمل كما يقال لطهران ! والطريق على صنعاء التي ستأخذ نصيبها من الإرث الايراني المقيت ، وستلحق ببغداد لتنهب ايران ثروات هذا البلد الفقير .
والأهم من ذلك هو أن ساحتي هاتين الدولتين ستكونان ساحة صراع لايران ، وستنقل طهران حروبها الخارجية لأراضي العراق واليمن كما حدث في لبنان وغزه ، وهو مايحدث الان في اليمن من تدمير لكل المصالح اليمنية موانئ ، مطارات ، ومرافق حكومية على إثر إيعاز ايران لحوثة اليمن بإستهداف المصالح العالمية في البحر الاحمر ،وهو ماتمكنت معه ايران من نقل حربها داخل اليمن.
ولعل ماقد يحدث في بغداد هو اعادة السيناريو نفسه ، وخاصة عند عدم إذعان طهران للشروط الامريكية ، وبالتالي ستنقل طهران معركتها مع الغرب الى بغداد إن أعادت امريكا النظر في التعامل مع طهران على مبدأ القوة ، وعرفت الاعيبها ، وكنتيجة لما قد يحدث فسوف تدمر العراق وتصبح أثراً بعد عين !؟
وفي ظل هذا الوضع المزري للعراق واليمن ، وسيطرة ذيل ايران في بغداد على الوضع هناك وتبعيته لطهران بسيطرة فعلية فإنه من الصعوبة التحدث الان عن وجود بديل لهذه الأذيال يتسنم السلطة في العراق ، ويقضي على أذيال ايران في هذه الدولة المحتلة من ايران ، مالم تخرج ايران من بغداد بالقوة ! وهذا قد لايختلف عن اليمن الذي يعيش في فساد شرعية منزوعة الصلاحية ، وسيطرة حزبية للاصلاح الذي يعد الدولة العميقة في اليمن ، وغياب متعمد من حزب المؤتمر الذي تسيطر عليه الامارات ويقبع على مشارف الحديدة بقيادة طارق عفاش الذي لايرى من  بقائه  على هذا الوضع مايمنع من ذلك طالما وهو يستلم مخصصاته من دولة الامارات بالعملة الصعبة .
إذاً فما هو المأمول في كيفية التعامل مع هكذا وضع سياسي مزري لهاتين العاصمتين العربيتين ، أقول لعل في وجود بعض العناصر والقامات الغيورة على بلادها في هاتين الدولتين أن يتحملا جزءً من
المسئولية ، و ينطلقا لإعادة ترميم ماخربته ايران ، ويجمعوا كل ذو همة وعزم من مواطني هاتين الدولتين لمواجهة الأمر ، وإعادة الأمور لنصابها ،  ويبتعدوا عن أصحاب السلطة في بلادهم حيث إستمرأت كل تلك القيادات السرقة ، والفساد ، حتى أن غرقوا  فيه ، وأصبح من المستحيل خروجهم لتحرير بلدانهم فهم أصبحوا شركاء مع طهران ، بل أصبحوا كحاطبي  ليل .
أقول أن الوضع السياسي الدولي الان مهيأ لتقبل تحرير هذين البلدين من قبضة طهران بواسطة أبنائه الغيورين عليه ، والطريق لذلك سهل ، ولكن تبقى عزيمة الرجال ، ومن المستغرب أن يعيش في اليمن مايقارب ال25 مليون مواطن  مكتوفي الأيدي أمام شرذمة حوثية تسرح وتمرح في هذه الدولة دونما أن تجد من يواجهها ، ويطردها من صنعاء وتعز ، ودون أن تلتفت لعملاء حزب الاصلاح والشرعية الذين لايريدون دخول صنعاء كمحاربين ! ويعيدوا ترتيب صفوفهم بعناصر شابة ٍ من مشايخ اليمن الشرفاء ، ويطردوا كل عميل ومرتزق من هذا التكوين الذي قد يحرر اليمن ، ويأتي بقيادات بعيدة عن تحزب الاصلاح والمؤتمر ، وكذلك عن الشرعية المهترئة ، وعندها سيقف العالم احتراماً لهم مثل ما حدث في سوريا وقيادتها الجديدة،وأعتقد أن وضع العراق قد لايختلف كثيرا ، ولكن بمشاركة الشيعة العروبيين الذين انتصروا في حرب الثمانينات الميلادية على جيش الفرس المجوسي ،،،

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى