معالي الفريق حمد العريفي: مسيرة أمنية حافلة

الفريق حمد العريفي: مسيرة أمنية حافلة بالعطاء والإخلاص
المدينة المنورة – محمد الفريدي
يُعد الفريق حمد بن عبد الله العريفي أحد الشخصيات البارزة التي أسهمت في تعزيز الأمن والاستقرار في المملكة العربية السعودية، حيث تقلد عدة مناصب قيادية في قطاع الأمن وترك بصمة واضحة في المجالات الأمنية والإدارية.
تميزت مسيرته بالجدية والتفاني، وكان مثالا للقيادي الحكيم الذي يضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
وُلد معالي الفريق حمد العريفي عام 1352هـ في منطقة حائل، ونشأ في محافظة العلا، وتلقى تعليمه الابتدائي في المدينة المنورة قبل أن يعود إلى مسقط رأسه لإكمال تعليمه.
منذ صغره، كان معروفا بشخصيته القيادية وانضباطه الشديد، وهو ما جعله يتجه لاحقا إلى المجال الأمني.
بعد إنهاء تعليمه الأساسي، التحق بمدرسة الشرطة في مكة المكرمة، حيث تلقى تدريبه وتخرج منها برتبة ملازم، وكان من أوائل دفعته، مما أهله لدخول السلك الأمني بقوة وكفاءة.
بدأ الفريق العريفي مسيرته المهنية في الأجهزة الأمنية، حيث تدرج في المناصب حتى وصل إلى مواقع قيادية بارزة.
عمل في عدة مناطق بالمملكة، وشارك في إدارة العمليات الأمنية المختلفة، حيث كان له دور كبير في حفظ الأمن وإدارة الأزمات الأمنية. تولى العديد من المناصب المهمة، حيث شغل منصب مدير شرطة منطقة تبوك عام 1396هـ إلى عام 1401هـ، حيث أشرف على العديد من العمليات الأمنية المهمة في المنطقة، وكان له دور في تطوير أداء الأجهزة الشرطية هناك.
كما تولى منصب مدير شرطة منطقة المدينة المنورة، وهو المنصب الذي أكسبه شهرة واسعة نظرا لحساسيته وأهميته، حيث كان مسؤولا عن إدارة الأمن في واحدة من أكثر مدن المملكة قدسيةً وأهمية.
كذلك عمل مديرا لقوات أمن الحج، حيث أشرف على خطط تأمين الحجاج وتنظيم موسم الحج، وشارك في تطوير استراتيجيات إدارة الحشود وتأمين المواقع المقدسة. كما شغل منصب نائب مدير الأمن العام، وهو منصب رفيع يُعنى بوضع الخطط الأمنية الشاملة على مستوى المملكة، حيث ساهم في تطوير الأنظمة الأمنية وتعزيز جاهزية القطاعات المختلفة.
من أبرز المحطات في حياته المهنية، تكليفه بمهمة حماية الإمام البدر، آخر ملوك المملكة المتوكلية اليمنية، خلال فترة إقامته في السعودية، وذلك بأمر من الملك فهد بن عبد العزيز حينما كان وزيرا للداخلية.
استمرت هذه المهمة لمدة أربع سنوات، حيث كان العريفي مسؤولا عن سلامة الإمام البدر في ظل التوترات السياسية التي شهدتها اليمن آنذاك.
وقد أظهر خلال هذه الفترة كفاءة عالية في إدارة المهام الأمنية الحساسة، وحاز على ثقة القيادة السعودية.
كان الفريق العريفي من الشخصيات التي ساهمت في تطوير الأنظمة الأمنية في المملكة، حيث عمل على تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية، وتطوير أساليب التدريب الأمني، وتبني تقنيات جديدة لتحسين أداء القطاعات الأمنية.
كما كان له دور بارز في إعداد الخطط الأمنية لمواسم الحج والعمرة، والتي تتطلب أعلى درجات الاحترافية في إدارة الحشود والتعامل مع التحديات الأمنية المختلفة.
حظي الفريق حمد العريفي بتكريم خاص من القيادة السعودية، حيث حصل على عدد من الأوسمة والأنواط الرفيعة، تقديرا لدوره البارز في حماية الوطن والمواطنين. ومن أبرز هذه الأوسمة وسام الملك عبد العزيز، وهو من أرفع الأوسمة التي تُمنح لمن قدموا خدمات متميزة للوطن، ووسام الملك فيصل، تقديرا لدوره في تعزيز الأمن والاستقرار.
كما حصل على عدد كبير من الأوسمة والأنواط الأمنية التي مُنحت له على مدى مسيرته المهنية، تقديرا لإسهاماته المتميزة في مختلف القطاعات الأمنية. ونال شهادات شكر وتقدير من ملوك المملكة العربية السعودية، نظرا لمجهوداته في حفظ الأمن وإدارته للمواقف الأمنية الحساسة، إضافة إلى تكريم خاص من الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية الأسبق، الذي كان يقدر جهوده في تطوير العمل الأمني بالمملكة.
توفي الفريق حمد العريفي عام 1446هـ عن عمر يناهز 94 عاما بعد مسيرة حافلة بالعطاء، وقد لقيت وفاته تفاعلا واسعا من قبل زملائه وأفراد أسرته، حيث عبرت أسرته عن شكرها للقيادة الرشيدة وكل من قدّم التعازي والمواساة في فقيدهم.
وقد كرّمت الجهات الأمنية الفريق العريفي بعد وفاته، حيث تمت الإشادة بجهوده وإسهاماته في تطوير الأمن بالمملكة، وتم استذكار إنجازاته في عدة مناسبات أمنية ووطنية، كأحد الرموز الذين ساهموا في بناء جهاز أمني قوي وفعال.
يُذكر الفريق حمد العريفي كرجل دولة خدم وطنه بإخلاص، وترك أثرا واضحا في المؤسسات الأمنية التي عمل بها.
فقد ساهمت جهوده في تطوير العمل الأمني في المملكة، وترك بصمة في العديد من الأنظمة التي لا تزال تُستخدم حتى اليوم.
كما ألهم العديد من القيادات الأمنية الشابة، حيث كان يُعرف بحنكته الإدارية وقدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة في الأوقات الصعبة، وهو ما جعل العديد من الضباط الذين عملوا معه يعتبرونه قدوة في العمل الأمني والإداري.
يظل اسم الفريق حمد العريفي حاضرا في ذاكرة الأمن السعودي، حيث كان مثالا للقيادي الناجح الذي وضع بصمته في جميع المواقع التي خدم فيها.
إن سيرته المهنية تعد نموذجا يُحتذى به في الإخلاص للوطن والعمل الدؤوب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما يجعله أحد الشخصيات الأمنية التي سيظل يُذكر فضلها في تاريخ المملكة العربية السعودية.
صور لمعالي الفريق حمد بن عبدالله العريفي رحمه الله
رحم الله العم حمد العرفي الذي افناء حياته في خدمت دينه ومليكه