كُتاب الرأي

(هل تآمرت حماس على غزه والقضية)

محمد سعد الربيعي

من يسمع تصريحات الرئيس الامريكي ترامب عن غزه يشعر بالأسى والحزن لما قد تؤول له القضية الفلسطينية ، ومستقبلها ، خاصة وأن ترامب يصر على نقل سكان قطاع غزه لخارج هذا الاقليم الصغير الذي يرى فيه ترامب أنه أصبح مدمراً وغير صالح للسكن .
من إستمع للمقابلة بين ترامب ونتنياهو يستخلص أن ترامب كان الأكثر إصراراً على اخراج آهالي غزه ، بينما نتنياهو يصر على إخراج عناصر حركة حماس ، وهو أي نتنياهو يُسر بما يسمعه من ترامب في هذا النحو الذي يتبناه هذا الرئيس الامريكي والذي أصبح كما يقال يغرد خارج السرب!؟ وهو أيضاً اي نتنياهو سيقوم بمحاولة تطبيق رؤية ترامب من حيث إخراج أهالي غزه لخارجها ، وسيسعى لتنفيذ ذلك .
إدعاءات ترامب بالدول التي رضيت بإستقبال الغزاويين والتي أشار أنها ست دول ، ولم يسمي شيء منها عدا مصر والاردن اللتان رفضتا هذه الفكرة ، وسيقوم رئيسي الدولتين بزيارة واشنطن في الوقت القريب ، وستكون هذه القضية على رأس أجندة زيارتيهما .
السؤال المحير ، والمخيف في نفس الوقت هل ستمارس واشنطن تهجيراً قسرياً لأهالي غزه ، وربما الضفة معها ، سيما وأن ترامب قال في تصريحات قبل زيارة نتنياهو بأن اسرائيل صغيرة جداً مقارنةً بالشرق الاوسط !
ماهي خطة واشنطن المنتظرة من هذه السياسة التي تفاجأ العالم منها ، وهل سيتم إقتلاع الفلسطينيون من أرضهم ، ترامب لم يتحدث عن حل الدولتين التي كانت تنادي بها واشنطن سابقاً عبر كل الرؤساء السابقين ، وهذا يتطابق مع أفكار نتنياهو المجرم في حق غزه ، وفلسطين بشكل عام .
ما أود الذهاب له هنا هو الحسرة لدى الفلسطينيين الذين فرطوا في كل الفرص التي كانت ستعطيهم جزء كبير من حقوقهم بما في ذلك القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية ، ولكنهم أي الفلسطينيون يفرطون كعادتهم في هذه الفرص ، ولعل أخرها ماكان يقوم به ولي العهد في المملكة العربية السعودية مع ترامب شخصياً في رئاسته الاولى ، وما تطرق له نتنياهو في هيئة الامم المتحدة عن ذلك حينما أشار لإيران وشرورها في كلمته تلك التي أحضر معه خريطة توضح كيف سيكون السلام مع الفلسطينيين بدون ايران .
كانت خطة ولي العهد الامير محمد بن سلمان هو أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ، وتجتمع الضفة بالقطاع ، وتكون دولة على أرض وشعب وسلطة ، ولكن حماس رفضت وانصاعت لخطة ايران ودعمها لحركة حماس الارهابية ، عندما أوعزت لهم بالقيام بهجوم ماسمي بطوفان الاقصى ، وكانت نتائجه كارثية ، ولازالت حيث نسمع هذه الليلة من واشنطن تصريحات لايصدقها العقل !
الشاهد هنا وفي ظل كل هذه المعطيات ، والمعضلات في نفس الوقت، وكذلك المخاوف من المستقبل لهذه القضية ، نقول ماذا لدى حماس الان !؟ وماذا لدى سلطة عباس التي إختفى صوتها ! وماهي السيناريوهات المستقبلية ، وهل لما يجري الان علاقة بحركة حماس ، المقصود هل تآمرت حماس ، ودفعت بهذه القضية لهذا الموقف الكارثي ! أي هل كانت تعلم بذلك ، ولما سيصل له الحال بهذا التصور المخيف ! وماهي الخطط التي تستطيع حماس اتخاذها أو القبول بها للحيلولة دون إخراج أهالي غزه منها ! وماهو الدور الايراني في هذا التآمر الحمساوي أن صحت نظرية ذلك !
ايران هي من ورطت حماس ، من أجل إجهاض الدور السعودي الذي كان قاب قوسين أو أدنى لإعطاء الحق الفلسطيني لأهله ، ونفذته حماس التي لايستبعد أن تكون أيضاً تعمل مع اسرائيل زيادة لايران للوصول لهذه النتيجة الكارثية لغزة والقطاع ، والقضية الفلسطينية بشكل دقيق وخاص !
من الصعوبة بمكان أن يغير ترامب رأيه المتعجرف في هذه القضية، وننتظر ماستسفر عنه زيارة العاهل الاردني والرئيس المصري لواشنطن،
وقد تعود المملكة لقيادة الدور المنقذ مرة أخرى للفلسطينيين ، وقضيتهم التي لايرون هم أية حلول لها ، خاصة وأن وقت التكسب منها والمتاجرة بها إنتهى الآن ، وعليهم أي الفلسطينيين نبذ خلافاتهم ، وتوحيد رؤيتهم ، والعودة للمملكة ومصر والاردن ، والابتعاد عن أجندة قطر وتركيا وطهران المورطة ، والا ضاعت قضيتهم!؟

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى