معالي الزوج

في استشارة من الاستشارات قالت السائلة : لدي وظيفة جيدة ، ومرتب جيد جدا ، ومكانة مرموقة في المجتمع ، فما حاجتي لزوج يأتيني بالهم والغم والنكد في حياتي ؟!
قلت : الأصل الأصيل في الزواج هو السكن الحقيقي والراحة والسلامة والهدوء والسكينة والاستقرار الكبير ؛ والزوج العظيم هو الذي يقدم للزوجة تلك الحاجات والضروريات ويسعى لإشباعها وملئها، فذلك من مهام وأدوار ومسؤوليات الزوج .
توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية في الحياة الزوجية والأسرية السعيدة هو ألف باء الحياة السعيدة وهو دور منوط شرعاً وفطرة وعقلاً وعرفاً بالزوج ؛ فهو الذي يكدح ويعمل ويجتهد ويجاهد في توفير كل الاحتياجات الأساسية والضرورية ويجتهد في بقائها وتوفيرها .
ومهما كان عمل أو وظيفة الزوجة الصالحة الكريمة أو مهما كان لديها من أموال وأملاك ، فالشريعة والعقل والمنطق والفطرة السليمة لا تلزمها بتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية ولا بالسعي في تحصيلها وتوفيرها .
والحياة الزوجية والأسرية السعيدة الطبيعية السليمة هي حقيقة قرار مشترك بين الزوجين الكريمين في جميع مجالاتها ومراحلها ونهارها وليلها ، وصعوباتها وتحدياتها !
فالأزواج والزوجات منذ اللقاء الجميل الأول والفرحة الأولى والحب والأول وهم يعرفون ويفهمون ويشاهدون أهدافهم وغاياتهم من هذا الزواج ، فهم في جميع مراحل حياتهم يسعون لتحقيق تلك الأهداف الغالية والمرامي السامية والأحلام العالية لهم .
إن كانت من أهدافهم الإشباع العاطفي والجنسي ، أو من أهدافهم الشريك الحقيقي في الحياة الزوجية بكل أحوالها .
أو من أهدافهم الإنجاب والذرية الصالحة وغيرها من الأهداف والمقاصد المشتركة يبقى الأزواج والزوجات يحرسون تلك الأهداف الغالية والسامية والعظيمة للوصول
إلى تحقيقها .
ومهما كانت الأعباء والمسؤوليات كبيرة على الزوج فإن جميع تكاليف الحياة الزوجية والأسرية السعيدة عليه أن يقوم بها خير قيام ، وأن يثبت لنفسه وللزوجة أنه الجدير بها ، والجدير بالتقدير والإحترام والجدير بالقيادة والإدارة في حياتها الزوجية والأسرية السعيدة.
والتكامل والتوازن في توفير احتياجات الحياة الزوجية والأسرية هو سر أسرار سعادة ونجاح الحياة الزوجية والأسرية السعيدة ، وتفاعل الزوجة الصالحة الكريمة الحبيبة
مع الزوج في مراحل حياتهم اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية من السعادة والسرور والفرح والأمل والإيجابية.
وحقيقة السعادة التي يبحث عنها الأزواج والزوجات موجودة فيهم ؛ في قيامهم بالواجبات والمهام والمسؤوليات المنوطة بهم وكل زوج تجاه الآخر ، في قبول بعضهم لبعض ، في تعاونهم مع بعضهم ، في تسامحهم ، في رحمة بعضهم بعضاً ، في المودة الرأفة والهدوء والسكينة والراحة والسلامة بينهم .
في السعادة والتفاؤل والسرور والفرح والأمل التي يصنعها كل زوج للآخر ! .
وإقبال الزوجة الصالحة الكريمة الحبيبة على زوجها الحبيب الكريم طاعة له ، وسماعاً لأوامره ، وخدمة له ، وتزيناً لقدومه ، وإشباعاً لوطره ، وإهتماماً بطعامه وشرابه وفراش منامه ، وتسلية لعقله وخاطره ، ودعاء ودعوة صادقة وعميقة له في الغيب والشهادة كل ذلك يجلب لها السعادة الزوجية والأسرية وتساهم وتشارك في إسعاد زوجها وحبيبها وفارسها العظيم .
ويبقى على معالي الزوج إذا وجد تلك الحفاوة والطاعة وذلك الإحترام والإهتمام بشؤونه من الزوجة الصالحة الكريمة الحبيبة هذه التوجيهات السديدة والوصايا الفريدة :
أولاً: القيام بالواجبات والمهام والمسؤوليات المنوطة به كاملة دون نقصان كتوفير الحياة الزوجية الكريمة للزوجة .
والمشاركة في الحياة الزوجية المنزلية ، والتربية والتعليم للأولاد ، والمشاركة في التفاعل الإيجابي مع الزوجة .
ثانياً: توفير الأمن والأمان والاستقرار والهدوء والسكينة والراحة والسلامة داخل الحياة الزوجية والأسرية السعيدة.
ثالثاً: الإكثار من المدح والثناء والشكر والإمتنان لتلك الزوجة
الصالحة الكريمة الحبيبة.
رابعاً: تفعيل سحر الهدايا والعطايا لها في أيام وليالي المناسبات الأسبوعية والشهرية والسنوية؛ ومهما كانت الهدايا الجميلة بسيطة ومتواضعة في عين الرجل فهي عظيمة في عين المرأة الطيبة الجميلة.
خامساً: المعاشرة وقضاء الوطر الحلال حق مشترك بين الزوجين الكريمين وهو سر و هرمون السعادة الزوجية ، وسر قوة الترابط بين الزوجين الكريمين.
سادساً: النزهة المشتركة والخروج بقصد الترفيه والتغيير إلى الأماكن التي يتم الاتفاق عليها ؛ الذهاب إلى مكة المكرمة للعمرة ، زيارة المدينة المنورة ، زيارة البحر وغيرها .
سابعاً: حضور المناسبات الاجتماعية الطيبة الجميلة التي تحسن العلاقات الاجتماعية وتقوي الروابط بين الزوجين الكريمين والأهل والأقارب والأرحام والأصهار.
ثامناً: تخصيص وقت وزمن من اليوم ( 24) ساعة ، منها ساعة كاملة أو ساعتين للزوجة الصالحة الطيبة الجميلة الهادئة ، وضبط الحديث والكلام عن بعضهما بعضا فقط .
تغلق فيها الجوالات ، ويغلق عليهما الباب ، ويجلس الزوج الكريم الطيب مع الزوجة الصالحة الكريمة الحبيبة.
تاسعاً: التخطيط لميزانية الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة مع بداية كل أسبوع او بداية كل شهر أو بداية كل عام والأمر يعود لمعالي الزوج الصالح الكريم ومعالي الزوجة الصالحة الكريمة الحبيبة وضبط الأوضاع المالية والمعيشية والإقتصادية قدر المستطاع.
عاشراً: دعاء الله تعالى بالهداية والإستقامة والتوفيق والسداد والبركة والصلاح لمعالي الزوجة الصالحة الكريمة الحبيبة للأولاد الكرام وللوالدين العظيمين وللمجتمع الأصيل .
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.