كُتاب الرأي

” تآكل القيم الإنسانية “

 

” تآكل القيم الإنسانية “
………………..

في قلب كل إنسان ينبض شعور عميق بالامتنان لمن أسهموا يوما ما في نوره ودفء حياته ، لكن هناك من يسعى لتظليل ذلك النور وتبديده بالظلام .

الجحود هو : ذاك السلوك الذي يحرق كل أثر جميل ، ويقلب صفاء الروح إلى غبار من الإهمال والنكران ،
هو قسوة باردة ترفض أن ترد الجميل بالجميل ،

الجحود ونكران الجميل ، يجبر الوفاء على العزلة ! .

ففي عالم تُسقى فيه النعم من منابع العطاء ، يصبح الجحود مثل الشتاء القارص الذي يقتل الزهور في ربيعها .

هو عدم الاعتراف بالتضحيات ، ونكران للجميل ، يخلط بين الحقائق ويغتال الوفاء ، كمن ينقلب على أصدقائه في ساعة الحاجة ويمحو تضحيات أصحاب الجميل بحبر النسيان ، وينسى يد العون التي امتدت له يوما ما .

لكن ، ورغم أن الجحود قد يبدو كحقيقة قاتمة ، إلا أن النور سيبقى دائمًا في قلب من يستحقه. فما زال هناك من يقدرون العطاء ، من يرون في الجميل نورًا يضيء دروبهم ويستمدون منه القوة والإلهام .

في النهاية ، يبقى الجحود فقط مجرد سحابة عابرة في سماء الحب والعطاء ، والجميل هو النجم الثابت الذي لا يأفل ولا يغيب أبدا .

……………

ابتسام عبدالعزيز الجبرين
( كاتبة ومؤلفة )

ابتسام عبدالعزيز الجبرين

نائبة رئيس التحرير

‫13 تعليقات

  1. يطوف بخيال الكاتب/ة الكثير من المواقف العابرة والتي تتطلب بين وقت وآخر التأمل وإعادة العصف الذهني لمعرفة مسببات هذه المواقف وما الذي استدعى انتباه الكاتب/ة للتعبير عنه ومدى تقييمه لتلك الحالة التي تتراوح بين العديد من المتغيرات إلاَّ إنها تقف تصف المشهد بما يتلاءم مع القيم والعادات والتقاليد وتأصيلها وغالبا ماتعكس نفسية وسلوك الفرد بين الوفاء مقابل التأثر الإيجابي لذلك الموقف أو العكس تماما الذي قد يصل لنكران الجميل وهو مايعود لتربية الشخص وتكيِّفهُ مع الوضع العام وفي كلا الحالتين يظل السؤال قائما عمن نتعامل ومن الذي يستحق أن يقابل الوفاء بالوفاء والعكس تماما …
    كاتبة المقال المؤلفة الأستاذة إبتسام الجبرين أجادت أختيار عنوان المقال بالرغم من قُصر النَّص فعنوان بهذه الأهمية يحتاج إلى مساحة كبيرة لإشباع الموضوع وإعطائه حقه.
    لتبقى هذه السطور مجرد وجهة نظر خاصة بعيدا عن تمكن كاتبة المقال من أدوات الطرح الذي يعالج كثير من السلوكيات التي استحوذت على سلوكيات الأفراد في إنتظار المزيد من هذه المقالات التي يحتاجها المجتمع في ظل ديناميكية الحياة وسرعتها اليومية التي لا تعطي للرأي والرأي الآخر فرصة للتأمل وتقويم سلوكيات البعض مع غياب الدور الأسري والنخبوي وعدم وجود القدوة الإجتماعية التي كانت فيما مضى هي أشبه ماتكون بالواعز الديني في إطار ما يسمى بالضابط الإجتماعي.

  2. الجحود هو شعلة الأولمبياد الأولى عند الضالعين في نكران الجميل وهو بمثابة الحصول على كأس بطولة الخذلان عند خبرائه.
    الجحود ليس سحابة عابرة إنه الألم في أبشع صوره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى