كُتاب الرأي

البيت .. وصناعة السعادة

 

المكان الحقيقي لصناعة البهجة والسرور والسعادة والأمل والحبور والسكينة والراحة والسلامة والتفاؤل والعطاء والبذل والتضحية والإيجابية والصبر والتحمل والتسامح والتغافل والقبول والمحبة والرأفة والرحمة والمودة والبر والصحبة والوفاء.

المكان الحقيقي لصناعة مكونات الجوانب الإنسانية الأصيلة الملهمة الواعية وهو المصنع الطبيعي والفطري للإنتاج الإنسان الحقيقي السوي الذي يملك الكمال العقلي والكمال العاطفي والكمال الروحي والكمال الديني والكمال الأخلاقي والكمال العبادي والكمال في النظرة المتوازنة إلى الماضي والحاضر والمستقبل.

تتفق الأديان السماوية والملل والنحل المختلفة والمتباينة على أهمية البيت والأسرة الكريمة، وأهمية الأدوار والمهام والمسؤوليات العظيمة التي يقوم بها البيت والأسرة الكريمة.

ولا توجد عقول مبدعة ولا قلوب كريمة حيّة ولا نفوس مطمئنة إلا كان للبيت والأسرة الكريمة الأدوار والمهام والمسؤوليات العظيمة في التربية والتنشئة والتعليم والتقويم والتهذيب والدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع وصناعة الإلهام لهم .

فالبيوت هي دور العبادة الأولى و المدارس الأولى ومصانع الرجال والنساء الأولى وكلما عرفت البيوت الطيبة المطمئنة أدوارها ومهامها قامت بتلك المهام والمسؤوليات والأدوار خير قيام بإذن الله تعالى.

والحياة اليوم بما فيها من جماليات وملهيات وغفلات والبحث عن زيادة المتعة والمرحة واللهو والعبث فيها أثرت سلبا على فهم البيوت الطيبة المطمئنة للأدوار والمهام والمسؤوليات المنوطة بها في التربية والتنشئة والتعليم والتقويم والتهذيب والدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع وصناعة الشخصية المسلمة .

ولكي تتحقق رسائل البيوت الطيبة المطمئنة وتكون للأمة ذلك المعين المصفى والداعم المساند في صناعة وصياغة الأجيال القادمة وجب عليها :

أولاً: أن تكون بيوت الله تعالى الأولى قبل المساجد والجوامع ؛ فيها تلاوة القرآن الكريم فيها قراءة السنة المطهرة فيها تقوم الصلوات الخمس للنساء والأطفال ، وفيها تردد أذكار الصباح والمساء واليوم والليلة وفيها تؤدى حقوق الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كاملة غير منقوصة.

ثانياً: أن تكون البيوت الطيبة المطمئنة هي الطيبة المطمئنة حقاً وصدقاً فيها الطمأنينة والعزم والحزم فيها الرحمة والرأفة والسلامة والعافية والسكينة والإحسان وفيها حقيقة الحياة الطيبة الجميلة الهادئة.

ثالثاً: أن يرفرف على البيوت الطيبة المطمئنة السلام والوئام بين الزوجين الكريمين والأسرة الكريمة ، فهنا تظهر التعاملات والعلاقات بين الأزواج والزوجات والتي يجب أن تعبر عن السلام الأسري والرحمة والمودة والبر والعاطفة والسلام .

رابعاً: أن تفهم البيوت الطيبة المطمئنة أدوارها ومهامها ومسؤولياتها الجديد ، وتحاول تحديث وتجديد جميع المفاهيم والمعلومات والمفردات حول تلك الأدوار والمهام والمسؤوليات العظيمة الجديدة ولا تقف عندما ما ورثت من المعلومات والمعارف والمهارات القديمة ، بل عليها التجديد والتحديث بما يحسن من أدوارها ومهامها.

خامساً: أن تتعرف الزوجات الكريمات على أدوارهن ومسؤولياتهن بعناية كاملة وأن يتدربن على إتقان تلك المهام والمسؤوليات والأدوار المنوطة بهن في عوالم متغيرة متطورة ؛ وأن يستعن بالله تعالى على القيام بكل تلك الواجبات والمهام والمسؤوليات على أكمل وأفضل وأحسن وجه .

سادساً: أن يتعرف الأزواج الكرام على واجبات الحياة الزوجية الجديدة والقيام بتلك الواجبات والمسؤوليات المنوطة كاملة . وأن يتدربوا على كل جديد مفيد يخدم البيوت وأهلها .

سابعاً: حراسة البيت والأسرة الكريمة من الخارج من العوادي والصوارف والأمواج العاتية التي قد تهاجمها دون سابق إنذار ولا إشعار والإلتزام بالمحافظة على الأمن والأمان والاستقرار والهدوء والسكينة والراحة والسلامة كما يصنع ربان السفن والطائرات في البحار أو في عنان السماء عند العواصف والرعود وإنعدام الرؤية .

ثامناً: حراسة البيت والأسرة الكريمة من الداخل بالتماسك والمحبة والمودة والرحمة والرأفة والسلامة والصفح والتسامح والعدل والإنصاف بين الأولاد والعفو والتغافل.

ومحاولة التغلب على الصعوبات والتحديات والعقبات وإشراك الأطراف في الشعور بتلك التحديات والصعوبات والمؤثرات والمساهمة منهم في إيجاد الحلول .

تاسعاً: أن تكون الرؤية والرسالة والأدوار والمسؤوليات واضحة لجميع أفراد البيت والأسرة الكريمة. وأن يكون التذكير والتعهد الدائم لتلك المهام والمسؤوليات والأدوار هو الشريط الدائم والصورة والفلم المستمر .

عاشراً: التعزيز والتحفيز والتشجيع والدعم والمساندة والدعاء لجميع أفراد الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة واجب ديني فطري إنساني عظيم .

المستشار الأسري الدكتور
سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى