كُتاب الرأي

*روح الحياة… حين تهمس المشاعر بما لا يُقال*

الكاتبة/زايده علي حقوي

*روح الحياة… حين تهمس المشاعر بما لا يُقال*

يمرّ الإنسان خلال حياته بتجارب متنوّعة ومواقف متعدّدة، تختلف في شدّتها وأثرها، لكنها جميعًا تُسهم في تشكيل شخصيته وتكوينه النفسي والعاطفي. فمنذ لحظة ولادته وحتى نهاية رحلته، يخوض صراعات النجاح والفشل، الفرح والحزن، البناء والهدم… وفي خضمّ هذه التقلّبات، تظلّ المشاعر الإنسانية هي الروح الحقيقية التي تمنح الحياة معناها وعمقها.
الحياة دون مشاعر تُشبه جسدًا بلا نبض. إنها تلك الأحاسيس التي تدفعنا للتفاعل، وتمنح علاقاتنا معنى أكبر من مجرّد التعايش. من بين هذه المشاعر، تأتي المحبة في طليعة القيم التي لا يمكن الاستغناء عنها، فهي جوهر العلاقات الإنسانية، وأساس القبول والتقارب بين الناس.
لكن، قد يقودنا الإخلاص الزائد أحيانًا إلى منح المحبة بلا حذر، فنُعطي بصدق ونثق بكامل قلوبنا، لنُفاجأ أحيانًا بخذلان أو صدمة غير متوقعة. وهنا يحدث الانكسار، وتبدأ الرؤية في التغيّر. يصبح العالم باهتًا، وتفقد الأشياء من حولنا ألوانها.
في هذه اللحظات تحديدًا، يظهر أشخاص في حياتنا—قد يكونون من محيطنا، أو غرباء لم نتوقع وجودهم. لكن حضورهم لا يكون عبثًا، بل هو جزء من حكمة إلهية أرسلهم في توقيت لا يُخطئ. يأتون ليس ليمكثوا بالضرورة، بل ليضيفوا لمعنى الحياة لمسة ترميم، وجرعة أمل في قلب الألم.
إن هؤلاء الأشخاص، الذين يظهرون فجأة، يمثلون “روح الحياة” الحقيقية. هم من يعيدون إلينا الشعور بالدفء بعد برودة الخذلان، يربتون على أرواحنا بلطف، ويفتحون لنا نوافذ جديدة من الفرح.
المشاعر، إذًا، ليست ضعفًا كما يظن البعض، بل هي دليل على الحياة، وعلى إنسانيتنا التي لا تكتمل دونها. ولعل أجمل ما في التجربة، هو أن الألم نفسه قد يكون طريقًا لاكتشاف معنى أعمق للوجود، ومعرفة من هم بحق “روح الحياة” في عالم كثيرًا ما يفتقر للتعاطف.

كاتبة ومؤلفة وقاصة

زايده علي حقوي

كاتبة ومؤلفة وقاصة ومشرفة الخواطر والقصة القصيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى