عُودِي إِلَيْهِ

عُـودِي إِلَـيْهِ فَـقَدْ سَـالَتْ مَـلَامِحُهُ
مِـنْ عَـضَّةِ الـبُعْدِ فِي أَنْحَاءِ مَا فِيهِ
عُـودِي إِلَـيْهِ فَـحَسْبِي أَنَّـكِ امْـرَأَةٌ
تَـأَبَـيْنَ كَـسْـرَتهُ فِـي مَـعْقِلِ الـتِّيهِ
تَـأَبَـيْنَ مَـهْـلِكَهُ فِـي جَـوْفِ عُـزْلَتِهِ
تَـأْبَـيْنَ لُـقْـيَاهُ مَـكْـبُوبًا عَـلَـى فِـيهِ
يَـرْتَّـدُّ مُـنْكَسِرًا مِـنْ جَـرْفِ حَـاضِرِهِ
يَـهْوِي إِلَـى غَـرَقٍ فِي بَحْرِ مَاضِيهِ
يَمْشِي عَلَى طَرَفٍ.. يَهْذِي بِنَكْبَتِهِ
وَالـشَّمْسُ تَـخْسِفُهُ أَرْضًا وَتَشْوِيهِ
وَالـلَّيْلُ يَـخْطَفُهُ مِـنْ هُـدْبِ هَـدْأَتِهِ
يـنْـفِيهِ فِــي عًـتـمَةِ تَـلْـوِي مَـآقِيهِ
فَـمَـا فَـتَـشْتِ لَــهُ قَـلـبًا يُـهَـدْهِدُهُ
وَلَا سَـمَـحْـتِ لِـقَـلْـبٍ أَنْ يُـهَـادِيـهِ
وَأَدْتِــهِ دَهَــرًا فــي رَمْــسِ قِـبْـلَتِهِ
فَـعـطَّـلَ الـصَـلَـوَاتَ فـــي مَـنَـافِيهِ
عَـودِي إِلِـيهِ وَكُـوني نَـسْمَة خَضْرَا
تُـحيِيهِ مِـن مَوْتِةٍ سَالَتْ عَلَى فِيهِ
الشاعر / إبراهيم الدعجاني