*{ الــرَّمَــادُ }*

شعر د.مروان المزيني
*{ الــرَّمَــادُ }*
أمِنْ عينيكَ ينتثـرُ الرمـاد ُ ؟ !
ويحمله إلى السّهْد ِ البُعـاد ُ ؟ !
وتقطـرُ دمعـة ٌ حـرّى بكـف ٍّ
تصافحـه وداعـا ً يـا رقـاد ُ
فإنّ خُطى الرحيـل لهـا أنيـن ٌ
إذا في الدرب قد تاهـوا ونـادوا
لهـا جـرحٌ يدافعهـا لـجـبٍّ
بـه الآهـات يأسرهـا شـداد ُ
وإنّ منابع الإحسـاس أضحـتْ
بهـا غـورا ً ويشتـد السـواد ُ
فـلا أمـل يؤانسهـا بـضـوءٍ
ولا خــل ّ يؤازرها وزاد ُ
رويـدَك يـا فـؤادي لسـتَ إلا
وليدا ً قد أحـاط بـك المهـاد ُ
تَمُـدّ ورودَك الأبكـار عطشـى
إلـى غصـن ٍ تملكـه الـوداد ُ
وترجو أن يـدُرَّ الحـبَّ عذبـاً
ليَبْـرق فـي حنانيـكَ الهـدادُ
و تحبو نحـو آمـال ٍ تـوارتْ
سرابا ً ليس يدركهـا الجـواد ُ
تصاحبُ في الحياة ولستَ تدري
أيبقـى بالوفـاء لـك المـراد ُ
وتحفظ ُ بالمكـارم كـلَّ عهـد ٍ
وتخشى الغدر إن زاغ الرشـاد ُ
وإنْ زلّ اللسـانُ بـلا رقيـب ٍ
تظـل بوحشـةٍ فيهـا انفـراد ُ
وإنْ تسمو إلـى العليـاءِ كِبـراً
فإنَّ إلى الثرى يَقضـي المعـاد ُ
وإنْ تدنو إلى الحمـلان ذئبـا ً
أمام الأسْـد يفضحـك ارتعـاد ُ
وإنْ تزرع شِراك المكـر جهـلا ً
فيوما ً سوف يجنيـك اصطيـاد ُ
وإنْ تجمع كنوز المال حرصـا ً
فبَعدَك سوف يغشاهـا المـزاد ُ
ولا تُبْقي الرياحُ قصـورَ رمـلٍ
ويَبقى البيتُ مـا بقـي العِمـادُ
ولا يُخفي المعايبَ حسنُ ثـوب ٍ
وطِيبُ الذكـر يحفظـه العبـاد ُ
ولن تحيي العطايا مـن تسجّـى
رفاتاً قـد أقيـم لـه الحـداد ُ
دخلتَ إلـى الحيـاة ولا خلـود ٌ
فكمْ مِمَّنْ عرفـتَ اليـوم بـادوا
فؤادي هل تُراني جئـتُ أسعـى
بشـوق ٍ قـد تسيّـده انقيـاد ُ
أفي عينيكَ يُؤسـر وهـو غِـرّ ٌ
ولا يقوى على الصبر العناد ُ ؟!
فيبعث بالنحيـب لـه رسـولا ً
بحور الشعر للشجـو ِ المـداد ُ
يناشد في بقايا الأمـس ِ ندبـاً
وهل يُغني عن الحـيّ الجمـاد ُ
يرابـط عنـد آثـار تـلاشـتْ
لخطو مشاعـل ٍ بالليـل حـادوا
يرفـرف بالجنـاح لكـل غـاد ٍ
ويسأل عند عودته .. أعـادوا ؟
فإن كانـوا يرومون انكسـاري
فـإن لهـم بنزفـي مـا أرادوا
دعوني أطلقـوا قيـدي بوعـد ٍ
فلن تقوى على سجنـي البـلاد ُ
أفتّش عن جناح في الرمادِ
وهل يُبقي على الريش الرماد ُ ؟!
***
شاعر سعودي
بكل فخر وإعجاب، يشرفنا ويسعدنا أن هذا الشاعر الكبير هو من ضمن أسرة صحيفتنا الغراء👍
االشاعر الدكتور مروان هو صاحب القلم الرفيع والروح الشاعرة، الذي أتحفنا بقصيدة “الرماد”.
دكتورنا وشاعرنا المبجل لقد نسجت أبياتك بريشة شاعر أصيل ، تتقاطر من حرفك مشاعر إنسانية عميقة، فتسكن القلب وتأسر الذائقة. في كل بيت من قصيدتك ، نجد حزناً نبيلاً، وأسلوباً رفيعاً، وإحساساً صادقاً ينفذ إلى عمق الروح.
هنيئاً للأدب العربي بهذا الصوت المتفرد، الذي يجيد تطويع اللغة، ويرتقي بها إلى سماوات الإبداع👍
باختصار : أبدعت وبقوة👏👏👏
@مروان المزيني/المواهب
🌹🌹🌹