نادي القصة

( روح مُكْتئِب )

أنت أيها القابع على الأريكة ، ألا تلاحظ أني أسير جسدك ..

استيقظ ، طرقتُ قلبك ، هززتُ عقلك ، تحايلتُ عليك بكل الطرق ، استيقظ أريد أن أخرج للحياة وأنطلق من هذا الجسد المُهترئ ، للعالم ، للفضاء الخارجي ؛ فقد سأمتُ نفسك المتبلدة المُكتئبة السوداويّة..

هيّااا إنني أصرخ بك منذ زمن وأنت لا تجيب..

(حرّك يديه منزعجاً ، عدّل من وضع جسده الملقى على الأريكة و استوى جالساً بتأففٍ ، قائلاً : ماذا تريد مني أيها الطفل البائس ، كفاك ثرثرة).

الحمد لله لقد اعترفت أنني بائس ، لن أتوقف عن الثرثرة ، فطفلك الداخلي سأم من احتكارك بداخله ، هل لك أن تخرجني من جسدك الخامل وفكرك البالي ، وددتُ أن أسعد بهذه الحياة واستمتع ، توقف عمّا تفعله بنفسك وبي ، كفاك تعذيب واكتئاب ..!

 ( ماذا تريد يا ثرثار ..؟!

 الحياة كلها تناقضات واضداد مليئة بالكذب والنفاق ومشاكلها لا تنتهي ، تُعذّب بها الروح ويعجز العقل عن استيعابها ، ولا يوجد بها شيء جميل..؟!)

أعلم بكل ذلك ولكن طفلك الداخلي يريد أن يتحرر  يخوض تجربة الحياة بكل ما فيها ، يسعد ، يتعس ، يفرح ، يحزن ، يصيب ، يخطئ ، يحب ، يكره ، ينجح ، يفشل ، وهذا حق من حقوقي عليك..

(صارخاً به : أي حقٍ هذا الذي تطلبه مني وتجبرني عليه ، أصمت أيها الصبي..!)

غاضباً : لن أصمت ..!

فمن حقي عليك أن تُسعدني ، تُبهجني ، لا أن تتركني أتجوّل بين قضبان روحك المُكتئبة وعزيمتك المتخاذلة وعقلك المنغلق وقلبك القاسي ..

لن أصمت حتى تُخرجني للحياة..

( قام من تلك الأريكة متجهاً لسريره الذي يكسوه الفوضى استلقى عليه مجدداً ، وعاد لسباته بتمتمة مبهمة : كفاك ثرثرة لا تزعجني مرة أخرى).

قُلتُ له بأسى : رفقاً بطفل البراءة القابع بداخلك ؛ له كل الحق عليك..!

 

أحلام أحمد بكري

كاتبة رأي

أحلام أحمد بكري

كاتبة رأي وقاصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى