كُتاب الرأي

النزعة الإعلامية

آن لنا أن نعيش هذه النقلة التاريخية والمُتجدِّدة، نتيجة ما وصلت إليه الميديا العالمية وتقنياتها المتنوعة، مع بداية ألفية القرن الواحد والعشرين، في زمن الذكاء الاصطناعي الذي عمل على تقريب الفجوة، بين واقعنا اليوم ومستقبل الأجيال، في عصر هُمْ أدواته الفاعلة وصناع قراراته وتوجهاته، وهنا يأتي دور المفكرين والإعلاميين وكُتَّاب الرأي، لصناعة المحتوى الإعلامي الذي يتناسب مع متطلبات هذه المرحلة، بعد أن باتت الأجيال تُدرك أهدافها، وتشكل مرحلة من فلسفة الوعي الثقافي والإعلامي، وتبعد كثيراً عن الخيال والإبحار في عالم الأحلام، وتقريب وجهات النظر لدى الشباب العربي، والذي يتطلع لنسيان سلبيات الماضي، وسقطات الخطب الإعلامية والسياسية الجوفاء، والخوض في أيدولوجيات لم تعد ضمن منظور حاضرنا اليوم.

بل أنها تذهب بعيدا لاستشراف المستقبل القريب، ولسنا بحاجة لاستقدام خبراء من الشرق أو الغرب على حد سواء، فلدينا من المفكرين والأكاديميين في مختلف التخصصات، من حملة أعلى المؤهلات وحصل الكثير منهم على الأستاذية، وحققوا براءة الاختراعات على مستوى الجامعات  السعودية على وجه التحديد، إضافة لعدد من الكوادر السعودية، التي وجدت فرصتها كاملة في الجامعات الأوروبية والأمريكية، أثناء البعثات الدراسية المدعومة من الدولة، بل أن تلك الجامعات انتقت منهم عدد من المُبدعين والأكثر تميزاً، وسجلت براءة اختراعاتهم بأسمائهم، ومنهم بدرجة أستاذ زائر غير متفرغ لازال يواصل أبحاثه، هؤلاء العلماء نحن الأولى بهم على تراب الوطن، فهم الأقرب لمعرفة احتياجات الوطن، بعد أن تتهيأ لهم البيئة العلمية المناسبة.

في مستوى يتوازى مع ما وجدُوه في جامعات الغرب والشرق، ووزارة التعليم السعودية، بنشاط يسابق الزمن من معالي الوزير، وما تحظى به من دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز أطال الله عمره، وحراك فكري تميز به سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه، هذا الدعم من خلال السنوات السَّبع الماضية تجاوز ما كان يمنح للمشاريع العلمية في سنوات مضت، لتهيأت المختبرات بأحدث الوسائل العلمية الحديثة، ويُمكن مشاهداتها على أرض الواقع، وفق برامج زمنية بهدف التطوير الذي دعت له رُؤية المملكة 2030، وإن كان لي من وجهة نظر، فهو ما يتعلق بحماية هذه الأبحاث العلمية السعودية من المنافسات الدولية الغير عادلة.

وعن دعم المملكة لمشاريع وأبحاث علمية في الدول العربية والإسلامية، التي صلت لميزانيات بلغت مليارات الريالات سنويا، وأن كُنت أطالب بالإعلان عنها، ومدى ما حققته من نجاحات تُحسب للمملكة، واستفاد منها الباحثين في العالم العربي والإسلامي، وإلاَّ يبقى إقامتها داخل الجامعات السعودية الأفضل، منعًا للهدر المالي في غير مكانه، ولتكون الكرة في مرمى النَّزعة الإعلامية، التي يفترض أن تكون في قلب وضمير كل من ينتمي لوثيقة الشَّرف ورسالة الإعلام السعودي، لحفظ الحقوق أولاً، ومن ثم تزويد الأجيال من شبابنا وطلاب الدراسات العليا بجامعاتنا السعودية، وأن جميع الطموحات والآمال العريضة، مصانة لهم مع حفظ كافة الحقوق.

محمد حامد الجحدلي

 

 

الدكتور محمد حامد الجحدلي

مستشار رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى