رحيق الكلمات

بردُ التيتم

 

بردُ التيتم

سجِّلْ بتاريخِ الطفولةِ أنهُن يتامى
وبأن لا عمًا ولا خالًا عدا الأوهامَ

ضاق المدى بغيابِ والدِهِنَّ حتى
النومُ صادر في النوى الأحلامَا

وجعٌ يُراهِنُ حولَ جيدِ حياتهنْ
يزدادُ ضيقًا إن تقدمَ عامَا

فمَن الذي سيكونُ متكأً لهُنْ
في النائباتِ يشمرُ الأكمامَا

لو حَنَّ كلُ الخلقِ في أوطانهم
وتساقط الطَّلُ المُعتَقُ خامَا

لو أَيْنَعت بِيدِ الجبابرةِ الطُغاةْ
وتَبَدَّلَ المِلحُ الأجاجُ مُدامَا

أو عُلِّقت أنوارُ قلبك في الدُّجى
والرَّملُ عطرًا في السماءِ تسامَى

لو أَوْرَقَ الصَّبَّارُ زهرًا ناعمًا
ورأيتَ قِسِّيسًا يزورُ إمامَا

لن يُدفئ البردَ الذي قد عشنَهُ
حطبُ الزمانِ ولو تجذر عاما

بردُ التيتُمِ لا تقيهِ معاطفٌ
يغدو به الكونُ المنيرُ قَتاما

فالوالدُ المقدامُ أأمنُ ملجأٍ
ويقينُ قولٍ في القلوبِ تنامى

لا شيء يشبهُ خَطوه وثباتَهُ
بدرًا بحالكةٍ يُنير ظلامًا

الشَّمسُ تُقرِئُهُ السَّلامَ مهابةً
والأرضُ تنبتُ من خُطاهُ خُزاما

في كفِّهِ المبسوطِ أَمْنٌ وارِفٌ
في حضنهِ دفءٌ يَحِيكُ سلامَا

كم حاجةٍ في قلبِ كلِّ أبٍ له
بين الأنامِ فراشَةٌ تتحامى

لا يستجيبُ سوى لرغبةِ طفلةٍ
رأت النجومَ فطالبتهُ مَقاما

في شرفةِ الأيامِ لم ترقب سوى
تلك الصغيرةِ للنجومِ حطاما

من ذا سيعلو في الحياةِ مقامُهُ
ويُضيءُ في سَكناتِهِ الأيامَا

باللهِ يا قنديلُ كيف ظلالُهُ
كانت تَعُوقُ الخوفَ والأسقامَ ؟!!

قسمًا بربي لن يوازيَ قُربَهُ
جناتُ بابلَ طُوِقَتْ إنعامَا

قد تنصفُ الكلماتُ بعضَ حنانهِ
إن حُولِتْ أشجارُنا أقلامَا

خواطر عبدالله 🖋️

للاستمتاع للقصيدة بصوت الشاعرة أضغط هنا 

خواطر عبدالله

شاعرة سعودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى