كذبة العرّاف

نعيمة البدراني
كذبة العرّاف
أعتذرُ عن كمية الحزن الموجودة هنا، فإن كنتَ من أولئك الذين فقدوا حبيباً- (فضلاً) – لاتقرأ
هي حكايةصبيَة قادمة من زمن الرجل الذي كانت تناديه أبي ثم مات
قصدت عرافاً في خيالها، حَزن لحالها؛ فقال: سيعود، ولما أفاقت أيقنت بأنه كاذبٌ وبكت، بكت على أولئك الراحلين الذين لايعودون أبدا.
أولئك الذين لاصباح لهم ، بل حكايا ليلٍ وغياب.
الذين لا يعلّقوا ساعة زمنٍ على الجدران، نحروا اللقاء على منضدةٍ للنسيان.
هم الميتيون الذين لا يعودون، الراحلون.
رحلوا وتركوا قلوبًا على طرف هاويةٍ ووادٍ سحيق، ونظرةٍ شاخصةٍ إلى قاعٍ مداده ألم.
قلبي يهفو إلى سبع سموات، يصطبر ولا ينتظر.
كَذِب العرَاف، فهم لا يعودون.
رحلوا ومعهم وجه أبي وهو كل ما أحتاجهُ الآن.
حزينةٌ من أمدٍ وحتى الآن.
كم بقى من مسيرة الطريق ؟
كلما أقمت الدنيا بلا أبي، وقعت من جديد.
وهذه المتاهات التي تسرق العمر.
أين أبي؟؟
خرافةٌ انه سيعود، وأعرفُ أنّهُ لَنْ يَعُودَ إلاّمعَ صَفِيْر الأبوابِ وَأضغَاثِ الأحلامِ، يعودُ في توقيعِ اسمي وعبورِ العذاب، يَعودُ في وجه أمي وتجاعيدِ الزمن، يعودُ في أسئلة ابنتي وحيرة لمَ يموتُ الناس، يعودُ في نداء الصور وصوتٍ يتلو سورة الفلق، يعودُ في ظلٍ يتبعني، في ليلٍ غطى بيتنا القديم.
هذهِ الأغصان التي مالتْ أنينًا، تنتظر رجلًا لن يعود، لا يعودُ إلا أنا لمسائي الحزين.
آه، أهلكني الأرق ؛ فأهديتُ النجومَ نُعَاسي، ارتقيتُ أعلى الغيمات وبكيتْ ضجرتْ، انتعلتُ بؤسي ومضيتْ.
تعبتْ اقترب الصباحُ وفي حضنِ القمر أرتميتْ.
في حضني أحلامٌ تأبى أنْ تنام ووسادتي ممتلئة بفقد الأحياء قبل الأموات.
سأنام وأحلمُ -بأن الآباء لا يموتون_ مع صفير الريح، وزفرات القبور،
أنين الذكريات، مع كذبة العرّاف، سنبكي حتى الصباح.
كاتبة خواطر وقصص ورأي
مساء الخير، أهم ما أوحى به النص هو إغفالنا عن التفاصيل الصغيرة في حضرة من نحب، وخصوصا الأبوين. فقد نجح النص في رصد انفعالات البطلة مع مرارة الفقد من خلال رثاءها المرير.
النص نموذجا للنص الدائري من حيث استمرار أزمة البطلة مع الفقد وعجز العرافين عن إرجاع من رحل.
إن رحيل احد الأبوين أو كلاهما يحدث توتر يعكسه حدة ومرارة التعبير.
إن مواجهة الغياب قرار شجاع رغم قسوة الحياة بعدهما.
رحم الله من رحلوا عن عالمنا، وحفظ الله من نحب.
أهلا وسهلا بك أ. محمد
سعدتُ بقرأتك التحليلة التفصيلية لمحتوى النص
مرحبا بك قارئ وناقد بين أحرفي 🌹
مبدعتنا أستاذة نعيمة أنت تكتبين الحزن بكلمات تلامس القلب ، وتشعل فيه نار الفقد الذي لا يطفئه الزمن.
هذه الخاطرة تنبض بالوجع الجميل الذي يعبر عن عمق الحزن والاشتياق ، وكم هو مؤلم أن ندرك أن الأحباء الذين رحلوا لن يعودوا أبداً.
لكل كلمة هنا قصة وآلام محفورة في الذاكرة، ولكل حرف صدى في القلب لا يمكن للزمن أن يمحوه. أسأل الله أن يربط على قلبك وقلوبنا جميعا ،
من جد كلماتك تعبير صادق عن ألم طالما عاش في قلوبنا طويلا 💔.
الله يسعد قلبك أ. إبتسام
اشكرك على المرور العطر
وشكرا لكلماتك اللطيفة
تذوقك للخاطرة دليل شفافية روحك ورهافة إحساسك🌹