(الزواج من الاجنبي)

نعيش في المملكة العربية السعودية كمواطنين عيشة ثرية ( ليس المقصود بها هنا الغنى) ولكن المقصود هو جودة الحياة الاجتماعية التي تختلف عن بقية المجتمعات في الاقطار العربية المجاورة والدول الاخرى، رغم ما كان من ضيق ذات اليد وغلاظة العيش التي عاصرها أباؤنا وأجدادنا الا ان الله سبحانه وتعالى قيض لهذه الدولة المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي وحد أركانها وازال الشركيات التي كانت تعشعش في بعض زواياها ، ومهد لها لتكون دولة حديثة ، جاء من بعده أبنائه الملوك البرره الذين ساروا على نهج والدهم رحم الله من مات منهم وأبقى الله لنا ملكنا سلمان خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين صاحب الرؤية وملهم الأمة التي نباري بها الامم الان بل سنسبقها بمشيئة الله كما قال صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة عندما قال من يستطع ان يلحق بنا فليلحق .
اذاً نحن نعيش في مجتمع سعودي ذو نسيج اجتماعي متآلف ومتوحد ومتفق مع بعضه البعض ، بل سأكون صادقاً ذو دماء صافية وغير مختلطة ومحبة لبعضها البعض وتهتم بوطنها ودينها وشريعتها وحبها لولاة امرها والكل يتفق في ذلك بل يقاتل عليه حتى الممات ، ولعل مايؤكد ماذهبت له المحاولات التي ألمت بالوطن العربي وماسمي بالربيع العربي الذي كان موجهاً لدولتنا بالذات وماحاول المخططون له من نشر الفوضى الخلاقة التي كانت تقف خلفها دول ولكنها اي (المملكة )وبحكم الالتفاف الوطني الغيور عليها وحبنا لولاة امرنا افشل كل تلك الخطط التي تكسرت على صخرة صلابة موقفنا ودفاعنا عن وطننا ودولتنا الحرة العظمى ،
نعم نحن كشعب سعودي واحد نعيش في قارة مترامية الأطراف ونحن نعيش ولله الحمد في موقع واحد وتحت ظل هذه الدولة التي باركها الله .
بالطبع كنتيجة للانفتاح العالمي ولوجود ماحبى الله دولتنا من ثروات طبيعية وبشرية جعلها قبلة للعالم خلاف وجودها قبلة للعالم الاسلامي ، اقول انه نتيجة لهذه الظروف طرأ على مجتمعنا بعض السلوكيات والمتغيرات التي تشكلت مع وجود العنصر الاجنبي الذي قدم للمملكة من اجل العمل والمصلحة الشخصية له والاقتصادية لبلده الام التي قدم منها هو ومجاميع اخرى من بني جلدته وهي كثيرة سواء كانت سلوكيات او نقل عادات او خلافها والتي لازال تأثيرها الان على الاقل محدوداً لوجود النسيج الاجتماعي السعودي المتماسك كما اسلفت ، ولعل مايهم في هذا المقال واود العروج عليه هو زواج الاجنبي من الفتاة السعودية وهو لعله الاخطر وذلك لوجود مايكمن فيه مستقبلاً من آثار وخيمة وذات خطورة على الامن القومي للدولة وهو المهم والاكثر خطورة ناهيك عن السلبيات الاخرى والاثر الاقتصادي والاجتماعي والامني الذي قد يُخلفِهُ هذا الامر عند عدم السيطرة بمنعه وعدم السماح به او على الاقل الحد منه بشكل دقيق ، وان يكون على شروط أُفضلُ ان تكون تعجيزية وان تبلغ الفتاة التي تتزوج من اجنبي بأن تتخلى عن جنسيتها الوطنية وتلحق بزوجها في دولته ان رغبت الزواج منه اي تغادر البلاد ، وكذلك ان تبلغ بعدم مطالبتها بالعودة لجنسيتها السابقة عند وجود خلاف مع زوجها الاجنبي ،هناك أمور مهمة تتعلق بالاسرة وايجاد ندوات اسرية تتعلق بإيضاح خطورة الامر والتساهل فيه وكذلك للفتاة التي قد تنوي او تتعرض لاغراءات تستهدف موافقتها بالزواج من اجنبي ومناصحتها وايضاح خطورة ذلك عليها وعلى ابنائها واسرتها، بالطبع عند التساهل في الامر وعدم ايجاد آلية جيدة للتعامل مع منعه وايقافه سيكون لذلك آثار اخرى تكون سلبيتها اكبر خطر على الوطن وخاصة عند مطالبة أبناء المتزوجات من اجنبي بجنسية وطن الام وهو ماسيؤدي لاختراق النسيج الاجتماعي الذي تحدثت عن صلابته وعدم القدرة بإختراقه، وبالتالي تكوين طابور خامس يضر بأمن الوطن القومي . ولعل الشواهد كثيرة وخاصة في تاريخنا الاسلامي عندما اخترقت الدولة العباسية من الفرس والاتراك والاجناس الاخرى المختلفة في اعراقها وبالتالي تفككت الدولة وسقطت ، الامر مهم وخاصة في ظل وجود العنصر الاجنبي الذي يعمل في المملكة الان وبأعداد كبيرة وجنسيات مختلفة ومحاولة ذلك العنصر التغرير بفتيات الوطن للزواج منهن ، والغالب او المقصود منه هو العمل لمصلحته اي زواج مصلحي ينتهي بنهاية عمله او اقفال تجارته متى مارغب الرحيل عن المملكة التي غرر بفتاتها من اجل تحويشة العمر بالعمل تحت كفالتها (زوجته )المغرر بها من قبله (الاجنبي ) وليس حباً فيها او في وطنها ، ناهيك عن ماقد يحدث من ارتكابه لمخالفات تجارية او مالية تحت مسئولية تلك الفتاة المغرر بها كزوجة وتوريطها في قضايا مالية او امنية اوتجارية او خلافها وهنا تقع الفأس في الراس .. وتتحمل تلك الفتاة المسكينة كل التبعيات والعواقب المسببة لتلك التجاوزات نتيجة الزواج الغير متكافئ.
اللواء م / محمد سعد الربيعي
كاتب صحفي