شاب سعودي يخطّ اسمه عالميًا: محمد يوسف الخشيبان ينظّم أول قمة دولية لتقنية كريسبر

شاب سعودي يُدوِّن اسمه في سجلات الريادة العلمية عالميًا: محمد يوسف الخشيبان ينظِّم أول قمة دولية تناقش أثر تقنية كريسبر على البيئة
بريطانيا- روان صالح الوذيناني
في مشهدٍ يبعث على الاعتزاز، ويُجسِّد جوهر الطموح السعودي حين يُزهر علمًا وريادة، خطف الشاب محمد يوسف الخشيبان، ابن المملكة البار والطالب المتخصص في علوم البيئة، أنظار الأوساط العلمية والأكاديمية حول العالم، بعد أن نجح – وبجهدٍ فردي خالص – في تنظيم أول مؤتمر عالمي من نوعه تحت عنوان:
“Edit the Wild: القمة العالمية لتقنية كريسبر والاستعادة البيئية”،
وذلك في المملكة المتحدة، وسط حضور دولي رفيع المستوى، ضم نخبة من العلماء والباحثين والخبراء وطلاب الدراسات العليا والمهتمين بالبيئة من مختلف قارات العالم.
من فكرة إلى واقع عالمي
ما يجعل هذا الإنجاز فريدًا واستثنائيًا ليس فقط في كونه المؤتمر الأول الذي يناقش الربط المباشر بين تقنية كريسبر (CRISPR) الثورية وتأثيراتها الإيجابية على البيئة، بل في كونه ثمرة رؤية شاب سعودي في مقتبل العمر، آمن بالعلم، وسعى لإحداث فرق حقيقي على مستوى كوكب الأرض.
محمد، البالغ من العمر 21 عامًا فقط، لم يكن مجرد منظم للفعالية، بل كان العقل المدبّر، والمُنفّذ، والواجهة المشرفة. تولّى بنفسه كل مراحل التخطيط والتنفيذ، من إعداد المحاور، إلى تنسيق الدعوات، إلى إدارة التواصل مع المتحدثين والجهات المشاركة، في لوحة ملحمية من الاجتهاد والإبداع والمسؤولية، جعلت منه نموذجًا مُشرّفًا للشباب السعودي الطموح، ولجيلٍ يؤمن بأن الحدود لا تعني شيئًا أمام الإصرار والعلم.
مؤتمر بعقول عالمية… وروح سعودية
استفاد من فعاليات المؤتمر أكثر من 500 مشارك، توافدوا حضورياً أو افتراضياً من مختلف أنحاء العالم، ما أضفى عليه طابعًا عالميًا حقيقيًا، وفتح نوافذ من الحوار العلمي المتقدم حول استخدام تقنيات التعديل الجيني، وتوظيفها في استعادة التوازن البيئي، ومعالجة التحديات التي تواجه الكوكب.
وقد كان من بين الشخصيات البارزة التي وُجِّهت لها الدعوة كلٌّ من العالمة جنيفر دودنا والعالمة إيمانويل شاربنتييه، الحائزتين على جائزة نوبل في الكيمياء لاكتشافهما تقنية كريسبر، إلى جانب عمدة مدينة إكستر البريطانية، وعدد من الأكاديميين والمختصين في علوم الحياة والبيئة من جامعات وهيئات دولية مرموقة.
الريادة البيئية… بلغة العلم
تميّزت القمة بنقاشات عميقة حول إمكانيات كريسبر في إحداث تحوّل جذري في أساليب حماية البيئة، من خلال أفكار رائدة مثل:
• إعادة الأنواع المنقرضة إلى الطبيعة،
• تعزيز مقاومة النباتات للأمراض البيئية والمناخية،
• المساهمة في التكيّف البيئي مع التغير المناخي المتسارع،
ما يجعل المؤتمر ليس فقط حدثًا علميًا، بل بوابة لمستقبل بيئي أكثر استدامة.
شاب سعودي… طموح وطن
إن ما حققه محمد لا يُعد مجرد نجاح شخصي، بل هو وسام فخر للوطن بأسره، ودليل حي على أن شباب المملكة – حين تُمنح لهم الفرصة ويُدعَمون بالثقة – قادرون على تصدُّر المشهد العالمي، وقيادة الحوارات العلمية الكبرى التي ترسم ملامح المستقبل.
لقد أثبت محمد أن الريادة لا تُقاس بالعُمر، بل بالشغف والهمة والعقل الحي. وأن ابن الوطن حين يتحرك بفكرٍ علمي ورسالة سامية، فإن صوته يصل إلى أقصى بقاع الأرض