في استقبال شهر رمضان المبارك

الدكتور / سالم بن رزيق بن عوض
في استقبال شهر رمضان المبارك
دوران الزمان في عوالم بني آدم و الإقبال لمواسم الخيرات والمسرات والبركات والفضائل ؛ هو في حقيقته من المنح إلاهية الكبيرة ، التي قد يشعر بها الإنسان ويحسن التعامل معها ، وقد لا يشعر بها ! وتمر تلك النسمات واللحظات والدقائق والساعات والأيام والأسابيع والأشهر دون أدنى وقفة تدبر أو فرصة محاسبة واهتمام.
والإنسان الكيس الفطن يرى ويسمع ويشعر بالأحداث والوقائع التي تجري عليه تترى ! ويرحل الزمان من بين يديه ! ويأتي إليه مرة أخرى ، ويرحل كذلك ، وهو ربما فطن وعقل وأنتبه لذلك كله ! فاحترم نفسه واحترم وقته وأهتدى إلى الاستثمار الأمثل والأفضل والأحسن في نفائس وقته !
هناك حقيقة عظيمة يجب الوقوف عندها ومعها إذا كان الإنسان وهو مخلوق عظيم مقدس حف بالكرامة والتفضيل من قبل السماء !! فإن كل ما حول هذا
المخلوق وما يحيط به هو كريم مفضل معظم كذلك ؛ حتى المكان والزمان !.
فالزمان له قداسته ونفاسته عموماً ! فكيف إذا كان الله تعالى الرب العظيم المبارك قد أختار منه جزءاً وأمر بالتعظيم والتكريم لهذا الزمن ! هنا على جميع الناس أن يعظموا ما عظم الله تعالى ! وأن يكرموا ذلك الضيف الكريم الأكرم القادم من قبل رب كريم رحيم .
ها هو شهر رمضان المبارك يطل علينا جميعاً ! كما يطل هلاله الجميل على السماء الصافية ، وكما تطل الشمس الحالمة على البقاع العطشى إلى دفئها وسحرها وشعاعها وطهارتها .
إن السموات العلى العظمى لتتهيأ وتتزين لقدوم هذا الضيف العزيز الغالي ! فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل شهر رمضان المبارك بقوله
للصحابة الأبرار الأطهار رضوان عليهم أجمعين :
( إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ ، ويُنادي منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وله عُتقاءُ من النَّارِ وذلك كلَّ ليلةٍ).
ويقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغـلق فيه أبواب الجحـيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرِم).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يتلو على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم آيات القرآن الكريم التي ورد ذكر شهر رمضان المبارك فيها …
فها هي آيات القرآن الكريم تنادي في المؤمنين :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) .
من فضائل شهر رمضان المبارك التي يُجب علينا أن نذّكر بها أنفسنا الناس أجمعين :
أولاً: شهر مبارك اختاره الله تعالى لنا وأمرنا بصيامه وقيامه وللأمم ممن كان قبلنا .
ثانياً: أنزل الله تعالى فيه القرآن الكريم وأذن للخير أن يغالب الشر ويمحو ظلمات الجهل والجاهلية والخوف والفقر والعبودية .
ثالثاً: فيه تغلق أبواب النار فلا يفتح من أبوابها باب ، وهذه بشارة وبشرى لجميع المسلمين والمسلمات.
رابعاً: تصفد وتسلسل مردة الجن والشياطين من بداية شهر رمضان المبارك إلى نهايته ، وهذا من العون والمعونة على الخير والفضل والصلاح والبركة.
خامساً: فيه تفتح أبواب الجنان فلا يغلق من أبوابها باب ، وهذه بشارة وتبشير وتحفيز للتشمير والجد والعمل الدؤوب الصالح .
سادساً: مضاعفت الأجر والثواب والمثوبة في شهر رمضان المبارك كالنوافل والفرائض جميعاً . فالأجور مضاعفة عن غيره من الشهور .
سابعاً: صيام شهر رمضان المبارك إيمانا وأحتسابا يغفر الله به الذنوب والخطايا ، والمغفرة والعفو والصفح والتسامح لجميع الذنوب والخطايا مهما كانت ! بشرط التوبة والعودة إلى الله تعالى وحسن الخلق مع الناس .
ثامناً: العمرة في شهر رمضان المبارك تعدل أجر حجة كاملة أو حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تاسعاً: فيه ليلة القدر المباركة ؛ من قامها إيماناً وأحتساباً كان كمن صام وقام وعبد الله تعالى ألف شهر كامل أي ما يعادل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة.
عاشراً: لله تعالى عتقاء من النار وذلك كل ليلة وهذه هي السعادة الأبدية في الدارين .
اللهم أهل علينا شهر رمضان المبارك بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق والسداد لما تحبه وترضاه
اللهم أعنّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات على الصيام والقيام وقراءة القرآن الكريم والصدقات والبر في وجوه الخير وأن يجمع شملهم ويوحد كلمتهم
آمين آمين آمين يارب العالمين.