كُتاب الرأي

القزّاز أو ريع القزّاز

 

محمد سعيد المرواني

القزّاز أو ريع القزّاز

يقع هذا المعْلم جنوب العلا ، غرب وادي القرى ، على طرف حرة عويرض من الجنوب ، وهو ممر قديم للقوافل ومنها قوافل البخور وقوافل الحج المصري ، وذكره الرحالة المغربي ابن عبدالسلام الدرعي سنة ١١٧٩هجرية وقد مر على أبيار غنم (مغيراء اليوم) ، فقال ( ومن هنا فارقنا الدرب الشامي، تركناه يميناً، ورجعنا ذات اليسار في درب يقال له (درب القزّاز) وهو فوق ما بين الدربين الشامي والمصري اليوم، وأما سالف الدهور فإن الشامي يأتي (غزة) ومنها إلى عقبة إيلة على الدرب المصري ، ثم تُرك هذا الطريق لطوله وكثرة دورانه ).

وقد زرت المكان وهو في أعلى وادي (حلاوة) ، ووجدت العديد من النقوش الإسلامية منها هذا النقش الجميل الذي كُتب بلا نقط كما هي عادة الكتّاب في العصر الأول والثاني الهجري.

(أرض من الدهر ما أتاك به

من قرّ عينا بعيشه نفعه)

والأبيات للشاعر  الجاهلي الأضبط السعدي ومنها :-

لِكُلِّ هَمٍّ مِنَ الهُمومِ سَعَه

وَالمُسيُ وَالصُبحُ لا فَلاحَ مَعَه

ما بالُ مَن سَرَّهُ مُصابُكَ لا

يَملِكُ شَيئاً مِن أَمرِهِ وَزَعَه

أَذودُ عَن حَوضِهِ وَيَدفَعُني

يا قَومِ مَن عاذِري مِنَ الخُدَعَه

حَتّى إِذا ما اِنجَلَت عَمايَتُهُ

أَقبَلَ يَلحى وَغَيُّهُ فَجَعَه

قَد يَجمَعُ المالَ غَيرُ آكِلِهِ

وَيَأكُلُ المالَ غَيرُ مَن جَمَعَه

وَيَقطَعُ الثَوبَ غَيرُ لا بِسِهِ

وَيَلبِسُ الثَوبَ غَيرُ مَن قَطَعَه

فَاِقبَل مِنَ الدَهرِ ما أَتاكَ بِهِ

مَن قَرَّ عَيناً بَعَيشِهِ نَفَعَه

وَصِل حِبالَ البَعيدِ إِن وَصَلَ ال

حَبلَ وَاِقصِ القَريبَ إِن قَطَعَه

وَلا تُهينَ الفَقيرَ عَلَّكَ أَن

تَركَعَ يَوماً وَالدَهرُ قَد رَفَعَه

ونُقشت بعض الأسماء منها :

(مولى حفص بن سليمان ) و ( الوليد بن رفاعة) وغيرهم. وكذلك كم كبير من الأدعية

 ومن الأحداث الهامة التي حدثت في تلعة القزاز ، هو تخييم جيش الشريف عبدالله بن الحسين بهذا المكان استعداداً لغزو قبيلة ولد علي  شمال شرق العلا على مورد (عردة)، وكان قائد المعركة إسماعيل القزّاز ، والتقى الجيشان قرب موضع (عردة) انتهت المعركة بهزيمة القزاز وجيشه، وقتل منهم خلق كثير ، وفقدت (ولد علي ) قائدهم الشيخ فرحان الايداء،  وكان ذلك سنة ١٣٤١ه ، وغنم ولد علي أسلحة ومدفعين و لازالت سلالة الفرحان تحتفظ بواحدة من المدافع.

 ولا أعلم ماعلاقة اسم القائد التركي القزّاز بمسمى ريع القزّاز ،هل هو مصادفة ؟ أما أنّ هناك أمر آخر ! فقد ذكر (ريع القزّاز) سنة ١١٧٩ه ، والقزاز خيم بالموقع سنة ١٣٤١ه فالفرق أكثر من ١٦٠ عاماً.

مراجع :-

١-كتاب رحلات الحج الشامي لعبدالله عبدالعزيز السعيد . مرحلة أبيار غنم

٢- البيان والتبيين للجاحظ ص ٢٢٣

٢- موقع ولد علي الرسمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى