ميلادٌ واعتزاز

ميلادٌ واعتزاز
من غيمةِ الحُبِّ يَهمِي وابِلي فرَحا
يُقبِّلُ الرَّملَ إعْـــــــزازًا وما برِحـــا
يُوشوشُ الشِّيحَ أنْـــغامًا فيَعزِفُها
عِشقٌ تَجَـــــذَّرَ تَمكينًا ومُنْـــتدَحا
فأنثُـــرُ الفَــــخرَ في بــــيدٍ وقافـيةٍ
وعِطــرِ مَلْــــحمةٍ في روحِنا نَفَـحا
ثلاثةٌ مِــن قرونٍ خَلَّــــدتْ شـــرفًا
وبَـــابُ تاريخِها للـــرِّفعةِ انْفــتَحا
هَذي بِـــلادِي دواوينٌ لها حَـفِظَتْ
مجدًا تسامى وعزْمًا في الفَلا ضَبَحا
في يومِ تأســيسِها تَزهـــو مُجلجِلةً
بصـوتِ حـقٍ على هَامــاتِها صَدَحا
دِرعيةٌ بَــــــزغتْ في بدءِ مَـــولدِها
وأثثتْ من مَغيبِ الـجهلِ مُصْطبَحا
ثم انجلتْ عَتمةٌ في الشَّـرعِ بددها
نورُ الإباء.. ووجهُ الحــقِ قد وضَحا
هَــبَّ الإمامُ إلى الهـــيجاءِ ممتطيًا
كأنهُ الزَّنــدُ في جــــوزائها قَـــــدَحا
مُـــحمدُ الشَّهمُ..نهــجُ الـدِّينِ رايتُهُ
ما مـــالَ رأيًا إلى الإضلالِ أو جنَـحا
وخَلــفَهُ مَلِكٌ ..من بَــــعدهِ مَـــــلِكٌ
تَعـملقَ المجدُ في الأنسابِ مانزَحا
آلُ السُّعودِ حُمــــاةُ الدَّارِ قادتُــــها
صهيلُ هِمَّــــتِهم في بَـــرقِها لُمِحا
لهم هَززتُ جُــذوعَ الشِّعرِ مَــائسةً
عقودَ دُرٍّ كسَاها الفَـخرُ واتْشَـــــحا
أستاذتنا القديرة منى البدراني، أو كما نحب أن نناديكِ خنساء المدينة، قصيدتكِ هذه ليست مجرد أبيات تُقرأ، بل هي ملحمة فخر واعتزاز تشعرنا بعظمة هذا الوطن وتاريخه العريق.
منذ أول بيت، تأخذين القارئ في رحلة من الحب والانتماء والجمال، وكأنكِ تغرسين فيه إحساسا مضاعفا بالاعتزاز بهذه الأرض المباركة:
“من غيمةِ الحُبِّ يَهمِي وابِلي فرَحا
يُقبِّلُ الرَّملَ إعْـــــــزازًا وما برِحـــا”
ما أجمل هذا التصوير البديع! كيف استطعتِ بالله عليكِ أن تجعلي للحُبّ مطرا، وللفرح قطرات تهطل على رمال الوطن؟
هذا هو إحساس الشاعر المتمكن الذي لا يكتفي بوصف المشهد، بل يجعله ينبض بالحياة.
ثم يأتي بيت آخر أكثر جمالا ، تغوصين بنا فيه إلى أعماق تاريخنا العظيم، إلى لحظة ميلاد بلادنا، و تصوغين تاريخها بكلمات عذبة قليلة تحمل كل المجد والعظمة والجمال:
“ثلاثةٌ مِــن قرونٍ خَلَّــــدتْ شـــرفًا
وبَـــابُ تاريخِها للـــرِّفعةِ انْفــتَحا”
لا يسعني هنا، سيدتي، إلا أن أقف إجلالا واحتراما لهذا البيت العظيم، فقد صورتِ لي المشهد كأنني أراه وأنتِ لا تدرين، وأسمع وقع خطى آبائنا الأوائل الذين وضعوا أولى لبنات العز والتمكين في درعية المجد والعز، ذلك المجد والعز الذي لا يزال ولا يموت بإذن الله أبدا.
ثم يأتي أخيرا وصفكِ البديع لقادة هذا الوطن، الذين حملوا راية التوحيد وحفظوا هذه الأرض بقلوبهم وسيوفهم فيما مضى وفي وقتنا الحاضر:
“آلُ السُّعودِ حُمــــاةُ الدَّارِ قادتُــــها
صهيلُ هِمَّــــتِهم في بَـــرقِها لُمِحا”
أي فخر هذا الذي نسجته أبياتكِ؟
وأي اعتزاز هذا الذي تسكبينه في قلوبنا، سيدتي؟
ما شاء الله تبارك الله، لقد أبدعتِ أستاذتنا القديرة، أبدعتِ بصراحة.
أستاذتنا الفاضلة، إن صحيفتنا بوجود قلم كقلمكِ، وقلم كقلم الدكتور مروان وبقية الأقلام الكثيرة المبدعة تزداد بهاء وتألقا، فأنتم مكسب حقيقي للكلمة الخلّاقة الصادقة هنا، ومكسب لكل قارئ يعشق الأدب الذي يعانق بجماله تراب الوطن وسماءه في آنٍ واحد.
دمت لنا خنساء الشعر، تكتبين بحبر العزة والفخر والكرامة، وترسمين للوطن صورة في أذهاننا لا يمحوها الزمن. وتقبلي في الختام تحيات أحد المعجبين بما تكتبين.
أخوكِ / أبو سلطان
أستاذنا القدير/ محمد الفريدي
ألبست قصيدتي حُلل البهاء، وجعلت شطريها يصفقان تيهًا، ويحلقان في عالم الحبور…
ممتنة من الأعماق لذائقتك الباذخة وسبرك لأغوار القصيدة…
وافر التحايا