رحلة في فهم الذات

الدكتور عبدالإله محمد جدع
رحلة في فهم الذات
✔️في رحلة الإنسان لفهم ذاته، يقف عند ثلاث قوى تحرّكه:
العقل، والقلب، والمشاعر.
العقل هو مركز التحليل والتفكير المنطقي، يزن الأمور ويميز بين الصواب والخطأ.
أما القلب، بمعناه الرمزي، فهو مصدر القيم والمبادئ، يوجّه الإنسان نحو ما يؤمن به، ويعمل كجسر يربط بين العقل والمشاعر.
والمشاعر هي الأحاسيس والانفعالات التي يمر بها الإنسان، وهي الطاقة التي تضعه في قلب التجربة، تحركه بالحب أو الخوف، بالفرح أو الحزن، وحتى بالغضب.
✔️فكيف نتعامل مع هذه القوى؟
التحدي الحقيقي لا يكمن في تفضيل إحداها على الأخرى، بل في تحقيق التناغم والتكامل بينها.
حين يقود العقل وحده، يصبح الإنسان عقلانيًا جامدا باردًا، يفتقر إلى الدفء العاطفي.
وعندما تهيمن المشاعر، يفقد القدرة على الرؤية الواضحة، وقد يتصرف باندفاع.رهين أحاسيسه وعواطفه فيفقد البوصلة
أما القلب، فهو الوسيط بينهما، يمنح العقل بوصلة معنوية، ويكبح جماح المشاعر كي لا تسيطر على القرار.
إن التنمية الذاتية الحقيقية تكمن في الإصغاء لكل من هذه القوى دون أن يطغى أحدها على الآخر. فالعقل يوجّه، والقلب يوازن، والمشاعر تُلهم. ومن خلال هذا المزيج، يتحقق التوازن الداخلي.
✔️ولتحقيق ذلك، لا بد من تدريب النفس على إدارة هذه القوى بوعي، حتى لا تقع في فخ تكرار الأخطاء.
ومن الممكن تدريب النفس على تحقيق التوازن بين العقل والقلب والمشاعر من خلال:
الوعي الذاتي: مراقبة أفكارك ومشاعرك وردود أفعالك دون انحياز.
التفكير قبل التصرف: إعطاء العقل فرصة لتحليل الموقف قبل الاستجابة العاطفية.
إدارة المشاعر: تقبّل المشاعر دون أن تسمح لها بالتحكم فيك، واستخدم تقنيات مثل التأمل أو التنفس العميق.
الاستماع إلى القلب بحكمة: اتباع القيم والمبادئ دون إغفال المنطق.
التوازن بين العقلانية والعاطفة: اتخاذ قرارات تمزج بين المنطق والمشاعر لتكون أكثر اتزانًا وإنسانية.
التعلم من الأخطاء: مراجعة التجارب السابقة واستخلاص الدروس منها.
التدريب المستمر على هذه النقاط يساعد في تحقيق تناغم داخلي واتخاذ قرارات،،