خواطر
النهار ينحسر والوجدان يتمدد

النهار ينحسر والوجدان يتمدد
عندما تبدأ الشمس في الميل نحو المغيب ويتسلل الظل على وجه الأرض بهدوء يختلط في الأفق لون الغروب بلون الشعور . ينسحب النور شيئًا فشيئًا ويترك خلفه لمسة شفق أحمر وكأنه توقيع اليوم الأخير على صفحة السماء. لحظة لا تمرّ عابرة بل تتسلل إلى الداخل توقظ أسئلة وتبعث في الروح همسات تأمل.
في تلك الدقائق الأخيرة من النهار لا يهدأ العقل. يستعرض كل ما جرى خلال اليوم: مواقف، وجوه، فرص، قرارات، وحتى سكوتنا في مواقف كان يجب أن نقول فيها شيئًا. نتأمل الغروب وكأننا نودّع أمنيات لم تكتمل ونستقبل ليلًا يحمل في طياته مساحة للمراجعة والهدوء.
الليل لا يأتي فقط ليغلق يومًا بل ليفتح باب التأمل. تسكن الأصوات من حولنا فيعلو صوت الداخل. نراجع أنفسنا نتساءل: هل قلنا ما ينبغي قوله؟ هل منحنا وقتنا لما يستحق؟ هل سرنا خطوة نحو ما نحلم به أم أننا اكتفينا بالتأجيل والركض خلف ما لا يدوم؟
ورغم كل ما يفوت يبقى للغروب رسالة خفية: أن النهايات ليست سوى بدايات مؤجلة وأن الضوء لا يرحل
2 / 2
إلا ليعود. فما بين الغروب والفجر هناك دائمًا فرصة للاستعداد وإعادة النظر وكتابة فصل جديد من الحكاية
مقال رائع وواسع المدار ولايوجد له أفق معين حتى وان شرحت لنا عن الغروب والشفق ….عندما نفكر بما يحدث بهذا الكون نحزن كثيرا …لان ماحدث بالأمس من مواقف ماهي الا ذكرى ستصبح غدا…. ومع مرور الوقت تتلاشي بطي النسيان…. الا اذا كانت ذكرى جميله فتتكفل الذاكره بحفظها……