عبدالله بن سالم المالكي
*علمتني الحياة*
من واقع تجاربي في الحياة أرى أن تشغل نفسك بما يفيدك ودع عنك توافه الأمور، لأن وقتك ثمين في هذه الحياة فأستشعر ذلك ليكون يوما عظيما بأفكارك و بذاتك.
وليكن هدفك الواضح وتصميمك الراسخ وصبرك الجميل وإيمانك بالله وثقتك فى قدراتك هي أدواتك التي بواسطتها ستصبح كما تريد لذلك خطط بعزم وجد وإراده للنجاح في حياتك ، وفوض أمرك إلى الله ، وتفائل بالخير ،ولا تتوقع شراً حتى لايحدث ولا تستبق الأحداث قبل مجيئها .
وبالمقابل لا تعيش على انتظار احد،فمن لا يعتبر وجودك مكسباً له لا تعتبر غيابه خسارة عليك،ولا تقلق ولا تتعجل فالقلق لا يجعل الغد خالياً من المشاكل لكنه يجعل يومك خاليا من السرور .
وإذا كنت لا تملك شخصاً مميزاً في حياتك فلا تحزن فقد تكون أنت الشخص المميز في حياة الكثير وأنت لا تعلم!!!
أحرص أن لا تتغير لإرضاء الناس، ولا تتلون لنيل إعجابهم ،ولا تنكسر بسبب فشلك، ولا تتكبر بسبب نجاحك.
من الأجدر بك أن تتغافل ولا تدقق في كل شيء ولا تبحث عن تفسير لكل شيء وألتمس العذر لصديقك وقريبك وصاحبك وحتى عامة الناس .
لا تتذمر ولا تتندم فقط أبتسم وأكمل حياتك،وتأمل في الله خيراً و ثق أن باب الأمل مفتوح لمن لا يعرف كلمة مستحيل. فالأمل نصف الحياة ، والتفاؤل نصفُها الآخر .
إذا صادقت شخص واقتنعت بصداقته،فدع عنك ماضيه وأصنع معه مستقبلك فالماضي لن يعود والمستقبل بيد الله والثقة بين الطرفين سبباً من أسباب النجاح .
وأعلم أن القسوة ليست في العنف فربما تكون القسوة في برود المعاملة أو سخونتها وتذكر أن الاعتدال مطلب والاتزان مكسب وخير الأمور الوسط .
المصباح كلما ارتفع كلما اتسع نطاق اضائته، فارتفع انت باخلاقك وبتفكيرك وبقدراتك في اعمالك لكي يتسع نطاق تأثيرك في الحياة ومن حولك، ولا تفتخر بما تحمله من ألقاب وشهادات فليست الشهادة دائمًا دليلًا على الثقافة الواسعة، لكن الدليل على ثقافتك يتجسد في كلامك وسلوكك وصمتك واستماعك وحديثك والأهم من ذلك إختيار التوقيت المناسب لكل تصرفاتك .
تعلم دائمًا أن تكتفي بما تملك،ولكي تعيش سعيداً في حياتك،تخلص من الذين إذا أحتاجوك وجدوك وإذا أحتجتهم لم تجدهم !!
عندما يريد أحدنا نسيان شيء تعلق به فعليه أن يخلق له شبيهاً ينافسه ، بنفس اللون ونفس المذاق وبكل التفاصيل، وإلا ستكون محاولة فاشله تتلف المشاعر وتنهش الفؤاد.
هذه بعض الدروس التي تعلمتها من الحياة خلال مايزيد عن خمسة عقود وأتمنى منك أيها القاريء الكريم أن تقرأها بتمعن وتستفيد منها ولا مانع من نقدها أو الإضافة عليها وكل عام وأنتم بخير .
