الطوارئ

الطوارئ
بين محطات الصحة والمرض يتعاقب الناس ويتبادلون ويتواصلون في مشاهدات شبه يومية ؛ ما بين المستشفيات وأماكن الترفيه واللهو واللعب ؛ ما بين ألم الآلام والأمراض والأسقام ولذة الصحة والعافية والسكينة والراحة والهدوء والسلامة.
وحال الأيام مع الناس جميعاً على سطح كوكب الأرض الجميل واحدة في تقلباتها وتغيراتها وحلوها ومرها ، وغناها وفقرها ، وقربها وبعدها ، وصحتها ومرضها وحياتها وموتها ! فهم فيها كمن يركب الأمواج فهي تعلو به تارات وتهبط به تارات أخرى.
قد ينال الإنسان من أقدار الله تعالى ما يناله من الإبتلاء بالأمراض والأجواع والأسقام والعلل فلا يجد له مفر أو مهرب أو منجا أو ملجأ من التوجه إلى المشافي القريبة أو البعيدة طمعاً في العلاج والشفاء ، وأن ينال الصحة والعافية على أيدي هؤلاء الأطباء الكرام .
إن زيارة واحدة لقسم الطوارئ في جميع المشافي بعد الساعة الواحدة ليلاً تهب لك الصحة والعافية وتعيد فيها جميع حساباتك في كيفية التعامل مع ما أعطاك الله تعالى ومنحك من الجسم السليم والعقل والقلب السليم والنفس السليمة .
إنها زيارة واحدة في تلك الساعات المتأخرة من الليل تحمل فيها نفسك أو تحمل حبيباً أو قريباً كفيلة بأن تغير فيك ما لم تغيره الأيام والليالي ! وما لم تغيره الكلمات والعبارات والنصائح ! وما لم تغيره الصور التى تراها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مهما كانت مؤلمة !!
الجلوس في مقاعد قسم الطوارئ لترى بعينك مركبات الإسعاف وهي تنقل المرضى بأنواعهم وأشكالهم وتعدد وأمراضهم! وهي تنقل المصابين في حوادث السير ! وهي تنقل المصابين في بعض الشجارات بين الشباب !
وهي تنقل الذين طلبوا الإسعاف من بيوتهم بسبب تدهور حالاتهم الصحية والإغماءات! لترى العجب العجاب من الصور الأخرى للحياة !.
وربما تقف السيارة والسيارتان والثلاث سيارات في وقت واحد ؛ وتتنوع الإصابات والأمراض ، هذا لقسم العظام وذاك لقسم الباطنية ، وآخرين لقسم العيون ، وبعضهم للعمليات مباشرة ، وبعضهم لقسم التنويم مباشرة وهكذا وكأننا أمام عرض مسرحي مؤلم ؛ قد تتناسى فيه المرض الذي جئت من أجله !.
هذه الأحداث والوقائع تراها تحدث أمامك في دقائق معدودة ومحدودة وأنت في ذهول أمام ما يجري وقد تتساءل عن بعض الحالات التي تصل إلى المشفى وهي في شبه غياب عن الوعي من نتائج حوادث السير ! أو تأخر إسعاف على حالات طارئة ! أو بعد المسافة ما بين سكن المريض والمشفى !
الغريب العجيب أن السيارات المخصصة للطوارئ لا تكاد تتوقف عن تنزيل المصابين والمرضى ولا يكاد طاقم وفريق المسعفين والأطباء أن تفارق شفايفهم ووجوههم الإبتسامة العريضة والكلمات الحسنة المشجعة ، وألف ألف ألف سلامة وطهور إن شاء الله تعالى وأمامك العافية والحمد لله رب العالمين، ولا بأس عليك ، والأمر سهل يسير ، والحمد لله تعالى وجهك يطمّنّ والحمد لله .
كذلك فريق الممرضات والممرضين والعاملات والعاملين من حرس الأمن والأمان كلهم في قسم الطوارئ في طوارئ عام ، عمل دؤوب دون كلل أو ملل ، وحركة دون توقف .وجهود مضنية شاقة تبذل في سبيل التخفيف عن آلام المرضى وجرحات المصابين!.
من نوافل القول أن تلك المواقف الفردية من بعض المرضى أو بعض المرافقين للمرضى من رفع الأصوات والمطالبة بحضور الطبيب ! وأن حالاتهم أو حالات مرضاهم تستدعي هذا ! والحقيقة غير ذلك تماماً بعد زيارة الطبيب ووقوفه على الحالات . فهناك جهود كبيرة وعظيمة من كل العاملين والعاملات في هذا المرفق العظيم ، وهم يستحقون منا جميعاً الشكر والتقدير والثناء والاحترام لهؤلاء جميعاً ؛ ولما تقدمه وزارة الصحة عامة !.
إن زيارة واحدة لقسم الطوارئ في منتصف الليل كفيلة بأن تغير فينا الكثير والكثير من علاقتنا بأجسادنا وأنفسنا ؛ إن الزيارة التي يدعونا إليها الألم والمرض وطلب الصحة والعافية من المشفى لهي درس تطبيقي عملي لنا في أن نحمد الله تعالى على الصحة والعافية والسكينة والراحة والسلامة والهدوء وأن نهتم بصلاح وسلامة أجسادنا وأنفسنا وهي تجعلنا نرفع شعاراً في أرجاء المنزل والحي والعمل والقطر والعالم : الصحة والعافية أولاُ …
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.
لافض فوك دكتور سالم👍
مقالك هذا يعكس بعمق واقع الحياة الذي يتأرجح بين الفرح والألم ، ويبرز رحلة الإنسان بين الصحة والمرض . أسلوبك الرائع في تصوير المشاعر الإنسانية والتجارب اليومية يُدخل القارئ في عالم حقيقي مليء بالتحديات والأمل .
فعلا ، إن الحياة تتطلب منا التكيف مع أمواجها المتقلبة ، مما يجعل الأمل والتواصل مع الآخرين ضرورة ملحة.
شكرا لمشاركتك هذه الأفكار القيمة👍.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذة القديرة ابتسام الجبرين
لك كل الشكر والتقدير والثناء
على مروركم الجميل على المقال
وجزاكم الله تعالى عنا خيرا…
جزاك الله خير يادكتور ونسأل الله السلامة والعافيه من الأمراض والأسقام كما نسأله الصبر عند الابتلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله تعالى حبيبنا الغالي أبا عبدالعزيز
شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
ورزقنا الله تعالى وإياكم الصحة والعافية
وجزاكم الله تعالى عنا خيرا…