العين حق والحافظ الله

عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – قال: ((العينُ حقٌّ، ولو كان شيءٌ سابَقَ القَدرَ، سَبَقَتْه العينُ، وإذا استُغسِلتُم، فاغسِلوا))؛ رواه مسلم.
وفي هذه الأيام تكثر المناسبات ويتفننون الفتيان والفتيات في لبس كل ما هو جديد ويتنافسون في اداء كل ماهو في نظرهم فريد ، فيشاركون في الحفلات ويتراقصون على الشيلات، ويتحمسون لأداء العرضات ، فيبدعون ويلفتون الأنظار !!!
وإظهار الفرح والسرور خاصة في مثل هذه المناسبات أمرٌ محمود، بل مساهمة في المحافظة على الإرث التاريخي العميق لكن من المفترض أن نوصي أنفسنا وأبناءنا وبناتنا بالتحصين وقراءة الأذكار التي تمنع العين والحسد ، وفي ذلك وقاية تغني عن العلاج إذا شاء الله .
مع الأخذ في الإعتبار الإبتعاد عن الغرور والتباهي بالنفس، ومزاحمة الآخرين أو التقليل من شأنهم ، لأن حفل الزواج حفل فرح واجتماع محبة وكلاً له رغبة في المشاركة وإظهار فرحته فيه .
كما أن المفترض من كل شخص رجلاً كان أو إمرأة أُعْجِب بأداء منشد أو منشدة أو إستعراض راقص أو راقصة أن يذكر الله ويُكْثِر من قول ( ماشاء الله لا قوة إلا بالله ) وفي ذلك وقاية من إلحاق الضرر بالآخرين بقصد أو بدون قصد .
والعين لا يقتصر أثرها على الأشخاص فقد تتجاوزهم الى الأشجار والثمار، والأدوات والمركبات، وكذلك الحيوانات ولا حول و لا قوة إلا بالله وفي ذلك ضرر كبير يلحق بمصالح البلاد والعباد ويجب الحذر منه .
والعائن مغلوب على أمره إذا لم يَسْتَعِذْ من الشيطان ويتذكر عظمة الرحمن ويستعين على ذلك بالإكثار من ذِكْرِ عظيم الشأن ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) وكم من عائن أصاب أقرب الناس له بمجرد إعجابه الغير محفوفاً بذكر الله فندم ندماً شديداً في وقتٍ لن ينفع فيه الندم !!
ثم أنه من المهم أن لا ندع كابوس الوهم يَدُب الى قلوبنا ونضع العين شماعة لجميع مانعاني من أمراض عضوية أو نفسية قد تكون لها مسبباتها، فمتى ما حافظنا على الأذكار ورضينا بالأقدار حققنا المزيد من الإطمئنان والرضاء بالقدر على مَرّ الزمان .
أخيراً : ( كن مع الله و لا تبالي ) .
عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني
مقالة مميزة وغاية في الأهمية. شكراً لك على إبداعك المتجدد وتألقك المستمر.
👍👍👍