(ايران وفوز المرشح الاصلاحي مسعود بزشكيان)

قامت ماتسمى بالثورة الايرانية في عام 1979 م عندما عاد الخميني من منفاه في فرنسا وخلع في حينه الملك محمد رضا بهلوي وطرده من ايران .
وبعد ان نفذت كل محاولات بهلوي لإيجاد دوله تستقبله وخاصة امريكا والدول الاوربية وفرنسا التي احتضنت الخميني ومهدت لعودته لايران واستلام الحكم فيها لم يجد سواء القاهرة عندما استقبله الرئيس الراحل انور السادات رحمه الله في موقف كانت تصاحبه الدهشة حول الكيفية التي ادت بالشاهنشاه لذلك الموقف الضعيف لمن كان يطلق عليه من قبل امريكا والدول الاوربية بشرطي الخليج .
كانت عودة الخميني وهبوط طائرته في طهران ونزوله في اكبر ساحة من ساحات العاصمة الايرانية يوماً مشهوداً توقع فيه الكثير من الدول وصانعي السياسة ان تتغير سياسة ايران ، من اوائل الدول التي توقعت واستبشرت ان تذهب ايران بسياسة النأي بنفسها عن اثارة المشاكل مع دول الجوار وبالتحديد الدول العربية والخليجية والاتجاه لبناء دولة جاره ومسلمة كما كان يظهر من النظام الذي سيتولاه مؤسس تلك الثورة ( الخميني) الذي تواجد بمنفاه في الكويت والعراق ومن ثم فرنسا التي كان لها دوراً كبيراً في توجيه وتأجيج تلك الثورة وقائدها في اثارة فتنة الخليج حيث لم يلبث الخميني في السلطة سواء عام واحد او اقل ووجه القوات الايرانية في عام 1980 م لمهاجمة العراق واختراق حدوده في حرب استمرت لثمان سنوات أُحّرِقَ فيها الاخضر واليابس من الدولتين .
اليوم تشهد ايران فوز المرشح الاصلاحي مسعود بزشكيان وهو مالم يألفه الشعب الايراني وخاصة منذ تولي الخميني للسلطة في طهران التي حكمها المتشددون منذ قيام الثورة وادخل نظامها في متاهات سياسية واقتصادية ودينية لعل اهمها ماسمته ايران بدعم الثورة الاسلامية في العالم وصرفت على هذا النشاط ( المد الشيعي ) جل سياستها ودعمها المالي وتُرك الشعب الايراني ليعيش فقيراً معدوما ، بعد ذلك انطلقت ايران في نشب مخالبها في بعض الدول العربية بذيولها التي تأتمر بأمرها في لبنان والعراق وسوريا واليمن ، وتفاخر النظام الايراني بقيادته الخامئنية انه استولى على اربع عواصم عربية وهو للاسف ماحدث من خونة هذه الاوطان التي يدعي النظام الايراني بإستيلائه عليها .
ان فوز الاصلاحي مسعود بزشكيان يعد خطوة ايجابية ينتهزها النظام الايراني بداية في تغيير بوصلته ( النظام هو من مهد لهذا النجاح) وذلك امام العالم والاتجاه لبناء علاقات ودية مع دول الجوار والنظر في الاصلاحات الداخلية في ايران التي ينخرها الفساد وسوء الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية ، ان فوز الرئيس مسعود قد يبشر بالخير للايرانيين والعالم بأجمعه وخاصة ان صدقت النوايا الايرانية في الاتجاه للمصالحة مع دول الاقليم ورفع يدها عن دعم الارهاب والمليشيات في الدول العربية، وكذلك اعادة النظر في نشر الفكر الشيعي الذي تعده ايران غطاءً سياسياً في نشر ارهابها للعالم والتغرير بشعوب هذه الدول وإثارتها ضد انظمة بلدانها ، ان النظرة الايجابية لهذا التحول وخاصة كما اشرت في حالة صدق النوايا الايرانية بتغيير بوصلتها والاتجاه للمصالحة والهم الداخلي لدولتها وتحقيق المستوى المنشود للشعب الايراني الصديق هو احتمال قد يشوبه الكثير من التوجس وخاصة اذا تأكدت الرؤى التي تتوقع ان النظام الايراني ورغم وجود قيادة اصلاحية على رأس هرم النظام الا انه كما يقال ارخاء الرأس خشية العاصفة وخاصة ان الانتخابات الامريكية اوشكت على الانتهاء وهو مايشير بفوز الجمهوريين بالرئاسة وانتهاء حكم الديمقراطيين الذين تماهوا مع النظام الايراني منذ مجيء اوباما ووزيرة خارجيته كلينتون بإطلاق يد ايران في المنطقة ومكنها من نشوب مخالبها فيها وتمرير استراتيجية برنامجها النووي في محادثات 5+1 انتهى تقريباً بتحقيق حلمها في صنع القنبلة النووية وخداع الدول الاوربية وهيئة الامم المتحدة ( الطاقة النووية) في سياسة حرق المراحل التي تنجح فيها ايران بإمتياز .
ان ايران تخشى من الجمهوريين في حالة فوز ترامب الذي حجم الدور الايراني وقتل سليماني يد ايران في المنطقة وبالتالي وفي دهاء فارسي مكنت ايران مسعود الاصلاحي من الفوز رغم برجماتيتها التي يحكمه منظرها وموجه سياستها خامئني الذي خطط لهذا الفوز الصوري ليس الا، وهومايدعو للريبة وعدم التوقع بأن يغير النظام سياسته ويمهد الطريق لعودة ايران لجادة الصواب وعدم التذرع بالدعاية الكاذبة لمواجهة الشيطان الاكبر ومقاتلة الاعداء بينما هم ينامون في سرير واحد اي ذر الرماد في العيون .
ان ايران في ظل وجود خامئني وزمرته التي تقود نظام طهران لن تألوا جهداً في تدمير العالم العربي اولاً والاسلامي ثانياً ، ولعل اخر مطالبهم من امريكا عندما اشتدت المواجهة مؤخراً مع احد مخالبها في البحر الاحمر افصحت (ايران ) بأنها تريد حصتها من المنطقة اي العالم العربي في تصور ايراني خبيث مؤاده اقتسام المنطقة ومصالحها بين قوى العالم الغربي والاوربي ، وهنا لابد ان نعرف ان ايران هي وجه لعملة استعمارية في المنطقة مهما حكمها سواء الاصلاح او المتشددون الذين هم امتداد لنظام الشاه الذي كان يطمع في الخليج ويراه انه خليجاً ايرانياً .
اللواء / محمد سعد الربيعي
كاتب رأي