لقاء الأستاذ مصطفى عبد الحميد زارع المدير السابق للبنك العربي لمنطقة المدينة المنورة

حوار رئيس التحرير / محمد علي الفريدي
يسرنا في صحيفة آخر أخبار الأرض الإلكترونية أن نرحب بالأستاذ / مصطفى عبد الحميد زارع، المدير السابق للبنك العربي لمنطقة المدينة المنورة، الذي شغل كثير من المناصب الإدارية في البنوك وقطاع التعليم، ومكتب صحيفة سعودية، وتعد مسيرته المهنية غنية بالتجارب والإنجازات جعلت منه شخصية محورية في مجالات الإدارة المالية والتعليم والإعلام، في هذا اللقاء، سنستعرض بعض المحطات المهمة في حياته المهنية، ونستفيد من خبراته الواسعة.
- هل يمكنكم إلقاء الضوء على بداياتكم، وكيف وصلتم إلى المناصب التي شغلتموها؟
ج/ شكرا لصحيفتكم الموقرة على إجراء هذا اللقاء معي.
بدايتي من التعليم حيث تخرجت من معهد المعلمين الثانوي عام٩٦/٩٥ هجرية، وعملت بالتدريس لمدة ٣ سنوات ثم انتقلت لمكتب مدير التعليم المرحوم بأذن الله المربي الفاضل/ عبدالعزيز الربيع كسكرتير، وكان مدير المكتب الاستاذ/ محسن مبارك الغانمي رحمه الله، وذلك لمدة ٣ سنوات أيضا، ثم انتقلت لمجال البنوك حيث عملت مساعد مدير فرع ينبع لشركة الراجحي المصرفية لمدة سنة تقريبا، وبعدها عملت مديرا لمكتب جريدة الجزيرة بينبع لمدة سنة تقريبا مع الاخ والصديق/ فيصل شاهين، وفي هذه الأثناء حصلت على المؤهل الجامعي، ومن ثم انتقلت للعمل في بنك القاهرة السعودي لمدة ٩ سنوات، وآخر منصب لي به كان مدير فروع المدينة المنورة، ثم انتقلت للعمل بالبنك البريطاني بالمدينة المنورة لمدة ٥ سنوات كمدير له، وبعد ذلك عملت بالبنك العربي الوطني لمدة ١٤ سنة وأخر منصب لي به مدير منطقة المدينة المنورة، وكانت تتبع لمنطقة المدينة إضافة لفروع محافظاتها كل من تبوك وتيماء والوجه.
- ما هي أبرز التحديات التي واجهتموها خلال فترة إدارتكم للبنك العربي في منطقة المدينة المنورة؟ وكيف تغلبتم عليها؟ وما هي البنوك التي توليتم إدارتها؟
ج /في البنك العربي كنا الوحيدون الذين نقوم بشرف خدمة المتقاعدين حصرا قبل أن توزع رواتبهم على جميع البنوك فمن التحديات هو التحول لخدمة كل فئات المجتمع بالإضافة للمتقاعدين ولله الحمد استطعنا أن نصل بالمنتجات الجديدة وتحسين تقنية البنك وجذب كوادر مؤهلة لمراحل منافسة للبنوك الأخرى.
- بحكم خبرتكم، ما هي أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المدير الناجح في القطاع المصرفي؟
ج / الولاء التام للمنشأة، ومن ثم الاعتماد على منسوبي البنك بعد الله لتحقيق رؤى البنك وأهدافه وإعطاء كل ذي حق حقه والتشجيع المستمر لزملائي وتطويرهم بترشيحهم لدورات مستمرة.
- كيف ترون تطور القطاع المصرفي في المملكة العربية السعودية خلال العقدين الماضيين؟
ج / نقلة نوعية متقدمة في القطاع المصرفي السعودي خلال العقدين الماضيين يضاهي البنوك العالمية وبوتيرة سريعة.
- ما هي الاستراتيجيات التي اعتمدتموها لتعزيز الأداء المالي للبنك العربي في المدينة المنورة والبنوك الأخرى؟
ج / لتعزيز الأداء المالي للبنك العربي في المدينة المنورة والبنوك الأخرى، اتبعنا الاستراتيجيات التالية بشكل رئيسي:
- تنويع المنتجات والخدمات المصرفية لزيادة الإيرادات.
- تحسين الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف.
- تحسين جودة الأصول والحد من المخاطر.
- التوسع الجغرافي عل مستوى المنطقة وزيادة الحصة السوقية.
- تطوير وتحفيز الموارد البشرية.
بتنفيذ هذه الاستراتيجيات بشكل متكامل، تمكنا ولله الحمد من تحسين الأداء المالي بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية.
- كيف توازنون بين العمل الإداري والجانب البشري في القيادة؟
ج / إعطاء المنتج حقه من الثناء والمدح أمام الزملاء، وكذلك حقه المادي وترشيحه لمنصب أعلى وللمتقاعس دراسة حالته وتوجيهه للأفضل ومحاولة حل مشكلاته ومساعدته والتقرب الأخوي قدر الإمكان لتحسين إنتاجيته..وفي العموم العمل كفريق موحد يؤدي إلى إنتاجية عالية من الجميع وتحقيق أهدافنا.
- ما هو دور التكنولوجيا في تحديث وتطوير الخدمات المصرفية التي أشرفتم عليها؟
ج / تحظى البنوك السعودية بتكنولوجيا متطورة جدا تضاهي البنوك العالمية فكل جديد في مجال التقنية تجده في جميع بنوكنا السعودية وبالتالي تطورت بنوكنا في جميع منتجاتها.
- ما هي رؤيتكم لمستقبل الصناعة المصرفية في ظل التحولات الرقمية الحالية؟
ج. سيشهد قطاع البنوك تطورات كبيرة في المستقبل. أولًا، ستعتمد البنوك بشكل متزايد على التقنيات الرقمية لتقديم خدماتها بطريقة أسرع وأكثر كفاءة. سيزداد انتشار الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والتطبيقات الهاتفية، مما سيجعل المعاملات البنكية أسهل للعملاء.
ثانيًا، ستزداد أهمية تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي. ستساعد هذه التقنيات البنوك في فهم سلوك العملاء بشكل أفضل، وتقديم خدمات مخصصة لهم، وتحسين عمليات اتخاذ القرار.
ثالثًا، ستشهد هذه الصناعة مزيدًا من التعاون بين البنوك والشركات التكنولوجية (FinTech). هذه الشراكات ستساعد البنوك على الاستفادة من التقنيات الحديثة وتسريع التحول الرقمي.
رابعًا، ستؤدي هذه التحولات الرقمية إلى تغييرات في طرق عمل البنوك والهياكل التنظيمية، سنرى المزيد من البنوك الرقمية والافتراضية التي لا تعتمد على الفروع التقليدية.
بشكل عام، سيواجه قطاع البنوك كثير من الفرص والتحديات في المستقبل. النجاح سيكون للبنوك التي تتكيف بسرعة مع هذه التغييرات، وتقدم خدمات مصرفية متطورة وشخصية للعملاء.
- إلى جانب عملكم في البنوك، عملتم في قطاع التعليم، كيف كان الانتقال بين المجالين؟ وما الفروقات الرئيسة التي لاحظتموها؟
ج / التعليم والقطاع المصرفي هناك بالتأكيد بعض الفروقات الرئيسة بين هذين المجالين العملين:
التعليم:
– التركيز على تطوير المعرفة والمهارات لدى الطلاب.
– الحاجة إلى المرونة والإبداع في التدريس.
– التواصل المباشر والتفاعل مع الطلاب.
القطاع المصرفي:
– التركيز على تحقيق الأهداف المالية والتجارية.
-مواجهة الجمهور.
– التحليل الدقيق والمهارات في إدارة المخاطر.
– بيئة عمل أكثر تنافسية.
-إدارة فرق العمل.
بالنسبة لي وجدت أنه على الرغم من هذه الاختلافات، هناك بعض المهارات الحيوية التي تنطبق على كلا المجالين مثل التواصل الفعال، حل المشكلات، والتفكير التحليلي. الخبرة المكتسبة في أي من المجالين يمكن أن تعزز قدرة الفرد على النجاح في المجال الآخر إذا أُدِير هذا الانتقال بطريقة موفقة.
- كيف تسهم الخبرات المصرفية في تطوير السياسات التعليمية والعكس؟
ج / إن للتفاعل بين السياسات التعليمية والخبرات المصرفية كثير من المزايا المهمة:
- تطوير المهارات المالية والاقتصادية في المناهج التعليمية:
– تشمل هذه المهارات إدارة الميزانية، الادخار، الاستثمار، وفهم أهمية المنتجات والخدمات المصرفية لوقتنا الحالي.
– إدراج هذه الموضوعات في المناهج يساعد الطلاب على تطوير الوعي والمعرفة المالية الضرورية لحياتهم المستقبلية.
- تحسين جودة التعليم المصرفي والمالي:
– التعاون بين المؤسسات التعليمية والمصرفية يسمح بتطوير برامج تدريبية وتعليمية أكثر ملاءمة لاحتياجات القطاع المالي.
– هذا يساعد على إعداد خريجين مؤهلين بشكل أفضل لوظائف في المجال المصرفي والمالي.
- تشجيع الريادة والابتكار المالي:
– دمج المبادرات المصرفية في التعليم (مثل المنتجات/الخدمات الجديدة) يزيد من الوعي والفهم لدى الطلاب.
– هذا قد يحفز الطلاب على إطلاق مشاريع مبتكرة في المستقبل في مجال التمويل والتكنولوجيا المالية.
- تعزيز الشراكات بين القطاعين:
– التعاون بين التعليم والقطاع المصرفي يبني جسوراً بين المؤسسات وتبادل الخبرات والموارد.
– هذا يعود بالفائدة على كلا القطاعين من خلال تحسين الكفاءة والفعالية.
بشكل عام، الجمع بين الخبرات التعليمية والمصرفية يوفر فرصًا لتطوير المهارات المالية، تحسين التعليم المصرفي، وتعزيز الابتكار والريادة في الصناعة المالية.
- ما هي النصائح التي تقدموها للشباب المهتمين بالعمل في القطاع المصرفي والإداري.
ج / 1. اكتساب المهارات المطلوبة والتركيز على تطوير مهارات مثل التحليل المالي، إدارة المشاريع، التفاوض، والاتصال الفعال. هذه المهارات ستكون مفيدة في مختلف المجالات الإدارية والمصرفية.
- الحصول على الخبرة العملية من خلال التدريب أو تطوع في مؤسسات مالية أو إدارية، هذا سيمنح فهمًا أعمق للعمليات اليومية وطرق العمل في هذه القطاعات.
متابعة التطورات والتغييرات والتطورات التقنية والتنظيمية في القطاع المصرفي والإداري. هذه المعرفة ستساعدك على التكيف مع التغييرات السريعة في هذه المجالات.
التواصل وبناء العلاقات مع المهنيين في هذه المجالات، تساعد في الحصول على فرص عمل في المستقبل.
التركيز على التعلم المستمر لتطوير المعارف والمهارات.
كيف ترون مستقبل الإعلام التقليدي في ظل انتشار الإعلام الرقمي؟
ج / إن توسع استخدام الإعلام الرقمي له تأثيرات كبيرة على مستقبل الإعلام التقليدي، ولكن هناك بعض الجوانب الإيجابية والسلبية التي ينبغي مناقشتها:
الجوانب السلبية:
1. انخفاض مشاهدة وقراءة وسائل الإعلام التقليدية (التلفزيون، الصحف المطبوعة) خاصةً بين الأجيال الأصغر.
2. تراجع الإيرادات الإعلانية للوسائل التقليدية نتيجة انتقال الإعلانات إلى المنصات الرقمية.
3. صعوبة منافسة سرعة ومرونة المحتوى الرقمي مقارنةً بالوسائل التقليدية.
الجوانب الإيجابية:
1. الإعلام التقليدي لا يزال له قاعدة جماهيرية كبيرة، ولا سيما بين الفئات العمرية الأكبر.
2. بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية نجحت في التحول الرقمي وتطوير منصاتها الإلكترونية.
3. الإعلام التقليدي لا يزال يتمتع بمصداقية أكبر من بعض مصادر المعلومات الرقمية.
4. هناك فرص للتكامل بين الوسائل التقليدية والرقمية لتعزيز نموذج الأعمال والوصول إلى الجمهور.
مستقبل الإعلام التقليدي سيعتمد على قدرة المؤسسات على التكيف مع التطورات التكنولوجية والتحول الرقمي. ولكن لا ينبغي توقع اختفاء الوسائل التقليدية بالكامل، بل المتوقع هو تطور دورها وتكاملها مع الإعلام الرقمي.
- ما هي القيم والمبادئ التي حرصتم على تطبيقها في كافة المناصب التي شغلتموها؟
ج / بعض المبادئ الأساسية التي حرصت عليها :
- النزاهة والشفافية: العمل بأمانة وموثوقية.
الخدمة العامة: وضع مصلحة المجتمع والعملاء في المقام الأول، وتقديم أفضل الخدمات الممكنة.
المسئولية : تحمل المسئولية عن قراراتك وأفعالك، وتقديم تقارير منتظمة عن الأداء.
الإنصاف والعدالة: معاملة الجميع بطريقة عادلة ومنصفة، دون تحيز أو تمييز.
الابتكار والتطوير المستمر: البحث عن طرق جديدة وأفضل لتقديم الخدمات والعمليات.
التواصل الفعال: التحلي بمهارات الاتصال والتفاعل الإيجابي مع الموظفين والعملاء.
الالتزام بهذه المبادئ الأساسية يساعد على بناء ثقة المجتمع وتحقيق أهداف هذه القطاعات الحيوية.
- هل هناك شخصية معينة تأثرتم بها في حياتكم المهنية او الشخصية؟
ج / الشخصية التي تأثرت بها في عموم حياتي هو المربي الفاضل المرحوم بأذن الله/ عبدالعزيز الربيع مدير تعليم المدينة المنورة.
- ما هي الكتب أو المصادر التي تنصحون بها للأشخاص الراغبين في تطوير مهاراتهم الإدارية؟
ج / أوصي بالاطلاع على الكتب التالية:
- “القيادة الإبداعية” بقلم د. محمد الفاتح حمدي – هذا الكتاب يتناول موضوع القيادة الإبداعية وكيفية تنميتها لدى المديرين والقادة.
“الإدارة بالقيم” بقلم د. عدنان الضامن – هذا الكتاب يركز على أهمية القيم في الإدارة الفعالة وكيفية تطبيقها في بيئة العمل.
“إدارة التغيير” بقلم د. محمد الصيرفي – هذا الكتاب يناقش كيفية إدارة عمليات التغيير التنظيمي بطريقة ناجحة.
“التميز في الأداء الإداري” بقلم د. خالد العامري – هذا الكتاب يقدم نصائح وأساليب لتحقيق التميز والإبداع في الأداء الإداري.
“القيادة الاستراتيجية” بقلم د. ياسر أبو فارة – هذا الكتاب يركز على مفاهيم ومهارات القيادة الاستراتيجية اللازمة للمديرين والقادة.
كيف توازنون بين الحياة المهنية والشخصية؟ وما هي الأنشطة التي تمارسونها في وقت الفراغ؟
ج / التوازن بين الحياة المهنية والشخصية هو تحد يواجه الكثير من الأشخاص في هذه الأيام، هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها للمساعدة في تحقيق هذا التوازن:
- وضع جدول زمني منظم.
تحديد الأولويات.
ممارسة الهوايات تخصيص وقت منتظم لممارسة هواياتك المفضلة أو أنشطة الاسترخاء والترفيه. عن نفسي أحب قراءة الكتب في موضوعات مختلفة، وممارسة الهوايات الفنية الموسيقية.
التوازن بين العمل والحياة الشخصية هو تحد مستمر، ولكن باستخدام بعض من هذه الاستراتيجيات والممارسات يمكن العمل على تحقيق هذا التوازن.
- ما أثر التنوع في الخبرات المهنية على نظرتكم الشاملة لإدارة الأعمال؟
ج / إن التنوع في الخبرات المهنية له تأثير كبير في نظرتي الشاملة لإدارة الأعمال، من خلال امتلاك خلفيات متنوعة، أستطيع رؤية المشكلات والفرص من زوايا متعددة، مما يساعدني على اتخاذ قرارات أكثر فعالية وشمولية.
على سبيل المثال، الخبرة في مجال التسويق تجعلني أفهم بشكل أفضل احتياجات العملاء وكيفية الوصول إليهم، في المقابل، الخبرة في المالية تساعدني في فهم الجوانب المالية والاستراتيجية للأعمال، هذا التنوع في المعرفة والخبرات يمكنني من رؤية الصورة الكاملة وتطوير استراتيجيات شاملة لإدارة الأعمال.
علاوة على ذلك، التفاعل مع أفراد ذوي خلفيات متنوعة يثري وجهات نظري، ويساعدني على التفكير بطرق مبتكرة، هذا التنوع يعزز قدرتي على التكيف مع التغييرات في بيئة الأعمال وحل المشكلات بطرق إبداعية.
بشكل عام، أعتقد أن التنوع في الخبرات المهنية هو أحد أهم العوامل التي تسهم في تطوير نظرة شاملة وفعالة لإدارة الأعمال.
- كيف يمكن للمؤسسات المالية أن تسهم في التنمية المجتمعية؟
ج / المؤسسات المالية يمكن أن تسهم بشكل كبير في التنمية المجتمعية من خلال عدة طرق:
- تمويل المشاريع المجتمعية والمؤسسات غير الهادفة للربح:
– تقديم قروض وتمويل ميسر للمنظمات التي تركز على التنمية المجتمعية مثل المشاريع الاجتماعية والبيئية والتنموية.
- الاستثمار المسؤول اجتماعياً:
– توجيه الاستثمارات نحو المشاريع والمؤسسات التي تتبنى ممارسات مستدامة اجتماعياً وبيئياً.
– المساهمة في صناديق الاستثمار المسؤول اجتماعياً والمستدام.
- برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات:
– تنفيذ مبادرات تطوعية للموظفين للمساهمة في مشاريع مجتمعية.
- التوعية والتثقيف المالي:
– تقديم برامج تدريبية وتوعوية لتحسين الثقافة المالية في المجتمع.
– المساعدة في زيادة الوعي بالخدمات المالية المتاحة وكيفية الاستفادة منها.
هذه الممارسات تُمكن المؤسسات المالية من المساهمة بفعالية في التنمية المجتمعية الشاملة والمستدامة.
- كيف تقيمون دور التدريب والتطوير المهني في تحسين أداء الموظفين؟
ج / للتدريب والتطوير المهني دور مهم في تحسين أداء الموظفين، وهذا الدور يتجلى من خلال عدة جوانب:
- تطوير المعارف والمهارات:
– يساعد الموظفين في اكتساب المعارف والمهارات الجديدة اللازمة لأداء وظائفهم بكفاءة أعلى.
– يحدث التطوير المستمر في مهارات الموظفين بما يتناسب مع التغيرات التقنية والتنظيمية.
- تحسين الإنتاجية والأداء:
– يرفع مستوى كفاءة الموظفين وقدرتهم على إنجاز المهام بشكل أفضل وأسرع.
– يساعد في اكتساب طرق عمل جديدة وأكثر فعالية تؤدي إلى زيادة الإنتاجية.
- تعزيز الدافعية والالتزام:
– يشعر الموظفون بأهمية تطوير مهاراتهم مما يزيد من دافعيتهم والتزامهم تجاه المنظمة.
– يوفر فرصًا للترقي والتقدم الوظيفي، مما ينعكس على زيادة الرضا الوظيفي.
- تحسين القدرة التنافسية للمنظمة:
– يساعد في تطوير الكفاءات الأساسية للموظفين التي تعزز القدرة التنافسية للمنظمة.
– يسهم في إنتاج منتجات وخدمات أفضل تلبي احتياجات العملاء بشكل أكثر كفاءة.
- تعزيز التطوير التنظيمي:
– يساعد في إحداث التغيير والتحسين المستمر على مستوى المنظمة ككل.
– يعزز قدرة الموظفين على التكيف مع المتغيرات البيئية والتنظيمية.
بشكل عام، فإن التدريب والتطوير المهني المستمر يعد استثمارًا مهمًا في رأس المال البشري للمنظمة، ويسهم بشكل فاعل في تحسين أداء الموظفين وزيادة إنتاجيتهم.
- ختامًا، ما هي الرسالة التي تودون توجيهها للشباب السعودي الطموح؟
ج / بصفتي مدير سابق في البنوك السعودية، أود توجيه الرسالة التالية للشباب السعودي الطموح:
عزيزي الشاب السعودي الطموح،
تشهد المملكة العربية السعودية اليوم تطورات كبيرة وفرصًا واعدة في كافة المجالات. وأنتم – بصفتكم جيل الشباب – لديكم القدرة والإمكانات الكبيرة للمساهمة بشكل فاعل في بناء مستقبل هذا الوطن.
أهم ما أود توجيهه لكم هو:
- حافظوا على طموحكم وأحلامكم العريضة. لا تخشوا التحدي والمغامرة في سبيل تحقيق أهدافكم.
اعملوا على تطوير مهاراتكم وتعزيز قدراتكم المعرفية والفنية. الاستثمار في التعليم والتدريب المستمر هو مفتاح النجاح في عالم اليوم.
كونوا مبدعين ومبتكرين. لا تخافوا من الخروج عن المألوف والسعي إلى إيجاد حلول جديدة للتحديات.
ابحثوا عن الفرص وتحمّلوا المسؤولية. لا تنتظروا الفرص لتأتيكم، بل ابحثوا عنها، وتصرفوا بمبادرة وجرأة.
كونوا قدوة لغيركم، والتزموا القيم الأخلاقية والوطنية. فأنتم الثروة الحقيقية لهذا الوطن.
عزيزي الشاب، بإرادتك وعزيمتك وتحفيز طاقاتك الإبداعية، ستكونون قادرين على المساهمة في تحقيق رؤية المملكة. أنا على يقين بقدرتكم على النجاح والتميز.
نشكر الأستاذ مصطفى عبد الحميد زارع على وقته الثمين الذي منحه لنا لتسليط الضوء على مرحلة مهمة من مراحل حياته التعليمية والصحفية والبنكية، ونأمل أن تكون هذه الجلسة الحوارية مصدر إلهام وفائدة لجميع قرائنا.